| تَبَيَّنْتُ أَنِّي بعد طُولِ التَّجارُبِ |
| سرابٌ فما أَرْوي غَلِيلاً لشارِبِ! |
| وأَنَّ حَياتي.. غَيْرَ نَزْرٍ مُبادِرٍ |
| إلى الخَيْرِ.. أَمْسَتْ قَيْنَةً لِلْمآرِب! |
| فَلَيْسَ بها إلاَّ مُواتاةُ نَزْوَةٍ |
| وليس بها إلاَّ تَثاؤُبُ لاغِبِ! |
| لَبِئْسَ حَصِيدُ المَرْءِ إنْ كانَ وكْدُهُ |
| من العَيْش هذا.. فهو شَرُّ المكاسِبِ! |
| * * * |
| بَعْدَ أَنْ كان شَهْوَةً تَتَلظَّى |
| وهو في فَوْرَةِ الشَّبابِ العَتيدِ! |
| عاد نِضْواً فلا سَبِيلَ إلى اللَّذَّةِ |
| فالطَّارِفُ انْبَرى لِلتَّليدِ! |
| فهوَ يَرْنُوا إلى المتاع فَيُشْقِيهِ |
| بِسُخْرٍ مُقَطِّعٍ لِلْوَرِيدِ! |
| لو تَرَوَّى لما تَرَدَّى إلى القاعِ |
| وعانى بوائِقَ التَّبْدِيدِ! |
| * * * |
| وناشَدَني قَلْبي الخُضُوعَ إلى الهوى |
| وناشَدَني عَقْلي الجُنُوحَ إلى الهَجْرِ! |
| كِلا اثْنَيْهِما يُفْضِي إلى ما يَرُوعَني |
| ففي الوَصْلِ ما يُدْمِي الفُؤاد. وفي الهَجْرِ! |
| وقُلْتُ له.. يا قَلْبُ إنِّي مُتَيَّمٌ |
| بِمَنْ هي كالشَّمْسِ المُنِيرَةِ.. كالبَدْرِ! |
| وقُلْتُ لِعَقْلي. هل سأَقْوى على النوَّى |
| وتَقْوى معي. أم أَنْتَ تَحْرُثُ في البَحْرِ؟! |