| رحلْتَ وخلَّفْتَ الرّفـاقَ بواكيـاً. |
| عليـك وكانـوا بالقوافي شوادِيـا!. |
| وكانوا وما زالـوا إليـك صوادِيـاً. |
| فَمَنْ ذا الذي يَسْقي ويَرْوِي الصَّواديا؟!. |
| ومَن ذا الذي يُرْضِي الحواضِرَ كلَّهم. |
| ومَن ذا الذي من بَعْدُ يُرْضي البواديا؟!. |
| لقد كنتَ في دُنْيا المَشاعِـر صاحيـاً. |
| وما كنْتَ في دُنْيا المشاعِـر غافيـا!. |
| وكنتَ المُجَلِّي في السِّبـاقِ وإنَنِّـي. |
| سأَغْدو والمُصَلِّي أَيْنَما كنْتُ ثاوِيـا!. |
| كفَرْعَيْنِ كنَّا دوْحُنا مُتَطاوِلٌ |
| بِرَوْضٍ نضيرٍ لم يَكُـنْ قَطُّ ذاوِيـا!. |
| إلى أن دعا داعـي المنيـة مُرْجِفـاً. |
| فَلبَّيْتَ مـا أقْسـى وأَحْنى المُنادِيـا!. |
| وسوف ألَبِّيه قريباً وانْثَنى |
| إليك كنَجْمَيْـنِ الغـداةَ تَواريَـا!. |
| * * * |
| أَرَبَّ القَوافي العُصْمِ. أَصْبَحْتَ خالِداً. |
| فما كنْتَ مِهـذاراً ولا كنتَ لاهِيـاَ. |
| ولكنَّـه الجِـدُّ الـذي شَرُفَتْ بـه |
| معانِيكَ حتى نَوَّلتْكَ المعاليا! |
| فَجُبْتَ الذُّرَى حتى افْتَرَعْتَ سنامَهـا. |
| وجابُوا سُفوحـاً أَمْحَلَتْ وفيافيـا!. |
| إذا العبقريُّ الحقُّ غـاب تطاولـتْ. |
| مآثِرُهُ بين الأنام حوالِيا! |
| وغاب أُناسٌ قبله ثم بعده |
| فكانوا فَقاقيعَ الشَّـرابِ الطَّوافِيـا!. |
| وكنْتَ كَمِثْلِ النَّجْم يَسْطَعُ سَرْمَـداً. |
| فَيًسْعِدُ أيَّاماً لنا وليالِيا! |
| وقد كنتَ فَذّاً في الرجـال مُسَـوّداً. |
| بِفِكْرٍ إذا جَلَّـى أضـاء الدواجيـا!. |
| وكان عَصِيُّ الشِّعـرِ يُلْقـي قِيـادَه. |
| إليك ويَدْنـو منه مـا كان نائيـا!. |
| ونَعْجَزُ عن بعض القريض ويَسْتَـوِي. |
| لديك مُطِيعاً أحْرُفاً ومعانِيا! |
| فَتَخْتـارُ منـه ما تشـاء قصائـداً |
| تَسُرُّ حنايانا وتُذْرِي المآقِيا! |
| وها كنتَ مِجداباً وما كنت مُصْفيـاً. |
| كما زعموا بل كنتَ كالنَّهر جاريا!. |
| ولكنَّكَ اخْتَرْتَ السَّكـوتَ تَرَفُّعـاً. |
| عن الهَزْل يُزْجِيه الشَّعارِيـرُ هاذِيـا!. |
| ولَيْتَكَ لم تَسْكُتْ فأنَّى لِبُلْبُلٍ |
| سكوتٌ فقد يُدْمي السكوتُ الحوانيا!. |
| * * * |
| لقد كان بالشَّدْوِ الرَّخيـم مُداوِيـاً. |
| وكان به نَجْماً إلى الدَّرْبِ هادِيـا!. |
| رعاكَ الذي أَسْدَى إليك ولم تكُـنْ. |
| جَحُوداً فأسْدَيْـتَ الأماني الغواليـا!. |
| لَشَتَّـانَ ما بَيْـنَ الثَّـرى مُتَطامِنـاً |
| وبَيْنَ الثُّرَيَّا.. حِطَّةً وتعالِيا! |
| * * * |
| تَذَكَّـرْتُ ما كُنَّـا بِـه من تآلُـفٍ |
| حَبِيبٍ ولم أَذْكُـرْ قِلـىً وتَجافِيـا!. |
| وكيف وما كنْتَ العَزوفَ عن الهُدى. |
| ولا المَجْد يومـاً فَاسْتَبَنْتَ الخوافِيـا!. |
| وما كُنْتُـهُ يومـاً فَعِشْنـا. تآخِيـاً |
| كريماً يُمَنِّينا وعِشْنا تَصافيا! |
| وما كنْتُ أَرجو أَنْ تَرُوحَ وأَسْتَوِي. |
| بِرَبْعي حزينـاً دامِـعَ العيْنِ راثِيـا!. |
| ولكنَّه حُكْمُ القضـاءِ.. ومـا لنـا. |
| سوى الصَّبْرِ مِعْواناً. سوى الصَّبْرِ آسِيا!. |
| يُخَبِّرُني أَنَّني. سأَلْقاك في غَدٍ |
| فيَلْقى كِلانا مِنَّةً وأَياديا! |
| ونَلْقى مِـن الله الكريـمِ تَجـاوُزاً |
| ونَلْقاهُ رحْمانـاً.. ونلْقـاه راضيـا!. |
| تباركْـتَ رَبِّـي.. ما أَجَلَّكَ حانِيـاً. |
| علينا.. وإنْ كُنَّـا غُـواةً ضوارِيـا!. |