| دمدمَ القيدُ يا جراحاتُ ثوري |
| واملئي الدَّربَ بالدِّماء السَّخينَةْ! |
| عصَرتْنيَ الآلامُ طفلاً.. فَجوري |
| تاهَ منِّي الصِّبا بدنيا حزينَة! |
| * * * |
| أَيُّ ذكرَى عاشتْ بفكري وقلبي |
| كانَ فيها لي عالَمٌ ضلَّ عنِّي |
| كنتُ أَحيا الصِّبا شَغوفاً بكتْبي |
| والهوَى أَسقِي منه كاساتِ فنِّي |
| * * * |
| يا لِذكرَى الأَحزانِ تجتاحُ نفسي! |
| والأَسى الدامـي يحتوينـي - مضيـتُ! |
| لَهبٌ كلُّها حياتي وحسِّي |
| ما الَّـذي فـي الدُّنـا تُرانـي جنيـتُ؟! |
| * * * |
| زهرةُ الدنيا أَشفقَ القلبُ منها |
| لم أَذقْ منها غيرَ كأْسٍ مريرَةْ |
| ما عرفتُ الأَضواءَ أَسأَلُ عنها |
| لا ولا طافتْ بالمغاني الكسيرَة |
| * * * |
| كلَّما ذُبْتُ في خيالي هموماً |
| جشَّمتْني صعبَ الطَّريق السَّحيقِ |
| فهمومٌ تُحيلُ ليلي نُجوماً |
| وهمومٌ كالسِّجنِ بين الحريق |
| * * * |
| والشَّبابُ الفذُّ الحزينُ الكئيبْ! |
| صامدٌ صلْبٌ قد تحدَّى شرودي |
| بل تحدَّى آلامَ عمري الغريب |
| وانْتصرنا به ليشقَى وجودي! |
| * * * |
| سُقميَ العاتي ما اسْتطاع نِزالي |
| إنَّنـي أَقـوَى منه.. مـن كـلِّ كـرْبِ! |
| عاصفاتُ الأَيّام شاءتْ قتالي |
| ما كبوْنا لها.. وإنْ ضلَّ رَكبي |
| * * * |
| هكذا قال الناسُ ما غابَ عنِّي |
| ضاعفوا غُربتي وعابوا اعْتزالي! |
| ليتهمْ قد عُنوا بما ضاع منِّي |
| إذْ همُ غرقَى في متاه الضَّلالِ |
| * * * |
| قد تركتُ الأَهواءَ تُزري بغيري |
| بـل حمـدتُ الخُطـا إلى درب سِجنـي |
| بيـن أَوراقـي.. في يَراعـي وشِعـري |
| بين كتْبي وذكرياتي وفنِّي |
| * * * |
| بين أَحلامي والأَماني الجسامِ |
| وارْتقائي صبراً لآمالِ كبْرَى |
| واصْطحابي قلباً بعيدَ المرامِ |
| ليتَهُ يَحيا مرَّةً.. ليس أُخْرَى |
| * * * |
| هذهِ من همِّ الحياةِ الرَّهيبَة |
| تَرتديني كالطَّوق.. هلاَّ تداعَتْ؟! |
| لستُ أَدري ما سرُّ نفسي الغريبة |
| بـل إلى أَيـنَ المنتهَـى لوْ تلاشـتْ؟! |
| * * * |
| قَدري أَن أَعيشَ في ليلِ عمْرِي |
| أَرقبُ الإِصباحَ الذي لا يَجيءْ! |
| وأُنادي الأَمسَ الضنينَ وفجري: |
| كيف أَنواري أَصبحتْ لا تُضيء؟! |
| * * * |
| لكنِ الإِحساسُ الذَّبيحُ يُغنِّي |
| والأَحاسيسُ في صراعٍ مديدْ |
| مأْملي أَقوَى من عذابي ومنِّي |
| بلْ إِراداتُه نِضالٌ جديد |
| * * * |
| قوَّتي من عقيدتي في إِلهي |
| وابْتهالي دوماً بحمدٍ وشكْرِ |
| لن يضامَ الإِنسانُ عند إلهي |
| ليس بعد الإِيمان أَرجو لأَمري |
| * * * |
| كلُّ آلامي أَحتويها بصدري |
| خفقاتٌ أَجترُّها في صمودِ |
| والفؤادُ المكلُوم أَسقيه صبري |
| سوف أَحيا في عالمٍ من ورودِ |
| * * * |
| شاكياً لا يُضنيه هولُ البكاءِ |
| فَيغنِّي كساخرٍ من وجودِهْ |
| فهْو أَقوى من عاديات الشِّتاءِ |
| وهْو صَلْبٌ يَعلو كيانَ جدوده |
| * * * |
| إِنَّه قلبي الشَّاعريُّ الكبيرْ |
| وهْوَ خلاَّقُ الفنِّ خِلُّ الجمالِ |
| صانعٌ للأَمجاد عبرَ العصور |
| سوف يبقَى بالحبِّ سامي الخِلال |
| * * * |
| يزرعُ النُّورَ في دربِ الحيارَى |
| آملاً يرقَى عالَم الأَصفياءِ |
| يَقتفي خَطوى مشفقاً لا يُباري |
| فَهْو قلبي الوحيدُ في الأَوفياءِ |
| * * * |
| يا رفيقَ الآمالِ حسبُ مُنانا |
| أَنْ تُناجينا اليومَ عند الأَميرِ |
| (فيصـلُ بـنُ الفهدِ) المضـوِّي حِمانـا |
| مُشرقٌ بابْتسامِه كالزُّهور |
| * * * |
| فرئيسُ الشّبابِ يرعَى الفنونا |
| والثَّقافاتِ والشَّبابَ الطُّموحا |
| إنَّهُ يَبني للحياةِ الْحصونا |
| وبتكريمِه سيأْسو الجروحا! |
| * * * |
| فهْو للآداب الرئيسُ المعنَّى |
| عزَّ روَّادُها بتلك النَّوادي |
| وأُنادي: يا صَحْبُ هيَّا تَمنَّى |
| يا صحابَ الأَفكارِ هذي النَّوادي |
| * * * |
| ليتكمْ تَعمُروا بها الأُمسياتْ |
| ونرَى المأْملَ القديمَ الجديدا |
| وحدةٌ للإِعلام والذِّكرياتْ |
| تَرتدي إِجلالاً ورأْياً سديداً |
| * * * |
| يا رِفاقي ميدانُكمْ لا يُضاهَى |
| أَسهِموا في إِعلائِه بالتَّآزُرْ |
| أَخلصوا للآدابِ في منتَداها |
| عزِّزوا إمكاناتِها بالتَّناصُرْ |
| * * * |
| فالأَميرُ الباني يريدُ الثِّمارا |
| نهضةً للأَفكار تَشتدُّ فينا |
| وبلادٌ تُريدُ منَّا ازْدهاراً |
| موطنُ النُّورِ يَستعيدُ الفنونا |
| * * * |
| أَتُراني بلَّغتُكمْ يا رفاقي |
| فرسالاتُنا عظيمٌ مداها |
| والرِّعاياتُ للشَّباب تُلاقي |
| جهدَنا بالتَّكريم يُعلي الجِباها |
| * * * |
| حسبُنا من أَميرنا أَنْ دعانا |
| فنلبِّي في موكب المبدِعينا |
| نَبتني صرحَ الفِكر حتى يَرانا |
| قد أَقمنا آدابَنا مخلصينا |
| * * * |
| فخرُنا في العطاء صدقاً وفنَّاً |
| يَرتقي في بلادنا كلُّ جانِبْ |
| ونُعيدُ الأَمجادَ.. والكلُّ يَهنا |
| في حياةٍ تَزهو بكلِّ الجوانب |
| * * * |
| والتَّحيَّاتُ للأَمير المفدَّى |
| وهْو يسعَى بالعزم والحزمِ حتَّى |
| يَشهدَ الغرسَ مثمراً يتبدَّى |
| باركَ اللَّهُ في جهادٍ تأَتَّى: |
| * * * |
| في ظلالٍ من الرِّعايةِ تبقَى |
| دعوةَ الجِدِّ للفنون الجميلَةْ |
| رمزَ إِيمانٍ بالشَّباب ليرقَى |
| ساميَ النَّهج في خُطاهُ الجليلةْ |