شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
حفل التكريم
(( كلمة الإفتتاح ))
افتتح صاحب الاثنينية الشيخ عبد المقصود خوجة الحفل بهذه الكلمة الحمدُ لله عددَ خلقِه ورضَى نفسِه، والصلاةُ والسلامُ على نبيِّ الرحمة، سيدِنا محمدٍ وعلى آلهِ وصحبِه وسلم.
الأحبةُ الأفاضل:
السلامُ عليكم ورحمةُ الله وبركاتهُ، وأُهَنِّئكُم بانعقادِ إثنينيتِكُم في موعِدها المقرر، لتواصِلَ مسيرتَها بكُم ولَكُم ومعَكُم، وفي مستهلِّ مشوارِنا لهذا العام، نرحِّبُ بضيف أمسيتِنَا معالي أستاذِنا الكبير الشاعر، حسين علي عرب... ولعلَّ بعضَكُم يذكُرُ أنَّ الاثنينية قد أشعلَتْ أُولى شمعاتِها عام 1403هـ، لتحتفيَ بالرعيلِ الأَوَّلِ من رجالاتِ هذا البلدِ الكريم، وكانَ مِنْ بينِهم معالي أستاذِنا حسين عرب... ولم يأتِ الاحتفاءُ به مجدداً بعد خمسةَ عشرَ عاماً من فراغ، فخلال هذه السنواتِ كان معاليه مثالاً للشاعرِ والأديبِ صاحِب الرسالة، فلم تَمُرَّ مناسبةٌ دونَ أن يُدْلِيَ فيها بدلوِهِ خاصةً المناسباتِ العظيمةَ التي هزَّتْ وجدانَ العالَمِ العَرَبيِّ والإسلامي، وعلى سبيلِ المثالِ لا الحصر الغزوُ العراقيُّ الهَمَجِيُّ لدولةِ الكويتِ الشقيقة، وجريمةُ القرنِ العشرين متمثِّلةً في التطهير العرقي في البوسنةِ والهرسك، ومذبحةُ قانا البشعةُ التي ارتكبها اليهودُ في جنوبِ لبنـان الشقيقِ، كلُّ هذِه المصائبِ التي يَندى لها الجبينُ ويهتَز لها الوجدان، تركتْ بصماتها الواضحَة على أستاذِنا الكبير، ولا شكَّ أنَّه قد تفاعلَ معها شعراً ونثراً عبر كثيرٍ من الصحفِ والمجلات...
إنَّ شاعريةَ معالي أستاذِنا حسين عرب، لم تتوقفْ بأعمالِه الكاملةِ التي نشرهـا منذ عـام 1406هـ.. ذلك أنَّ السنواتِ اللاحقةَ قد حملتْ في جَعْبتِها الكثيرَ من الأحداث، وملأتْ ساحتَنا بإفرازاتها المتنوعة، منها ما تَشِيبُ من هوله الولدان، ومنها ما يُلقي بصيصَ ضوءٍ على خُطا مسيرتِنَا في عالمِ التناقضاتِ والكيلِ بمكيالَيْنِ دون حياءٍ أو وازعٍ من ضمير.
ولست بصددِ التحدث عن شاعريةِ ضيفِنا الكبير، فبيننا من هو أقدرُ مِنِّي على شَقِّ حَبابِ تلك الروائع، والغوصِ بين لآلِئها وشعابِها المتنوعةِ بكلِّ ألوانِ الطيفِ التي اشتملت عليها، غيرَ أنَّنِي أستطيعُ تأكيدَ رغبتي في نشرِ عطائه الجديد ضمن [كتاب الاثنينية] فمثل إبداعاتِ شيخِنا جديرةٌ بالعنايةِ والاهتمامِ لأنهَّا قادرةٌ بذاتِها على كتابةِ الخلود لنبضِها الذي لا ينفَك عن نَبْضِ الشارع، وملحمةِ الوجدان، اللذين يشكلان الملهمَ الأَوَّلَ لشاعريةِ ضيفِنا الكبير.
ولا أُضيفُ جديداً عندما أشيرُ إلى الدورِ الكبيرِ الذي يقومُ به ضيفُنا تجاهَ مجتمعِه، وريادتِهِ في المحافلِ الرياضيةِ والأدبية، وعملِهِ كرجل دولةٍ خلالَ مرحلةٍ هامةٍ في تاريخِنا المعاصر، وليسَ بمستغربٍ تتويجَ كلِّ ذلك بوسامِ الملكِ عبد العزيز. فقد نَذَرَ نفسَه لخدمةِ وطنِهِ ومواطنيه من موقعِهِ كأديبٍ وشاعرٍ متفرد، خاضَ الكثيرَ من التجاربِ الناضجةِ ليُخرج لنا أعمالاً تتزَّينُ بالحكمةِ والرصانة، جامعاً بين عنفوانِ الشبابِ ورزانةِ الشيوخ. بالإضافةِ إلى مواقعه الوظيفيةِ المتعددةِ في خدمةِ وطنِهِ من بدايةِ سُلَّمِها إلى أعلى قِمَّةٍ لها.
وكما تعلمونَ فإنَّ ضيفَنا الكبيرَ مُقِلٌّ في حديثهِ، وممنْ يؤمِنُ بأن أصعبَ أنواعِ الحديثِ هو الحديثُ عن النفس، ولذلك أتوقَّعُ أن لا يذكُر الكثير عن سيرته الذاتيةِ وذكرياتِه وتجاربِهِ في هذا اللقاء، وعليه آمل من الأخوة الأفاضل الذين سيشاركون في الحوار أن تكونَ أسئلتهُمْ محددةً وواضحةً حتى تَتَشَكَّلَ من إجابات معاليه حلقاتٍ متكاملةً قدرَ الإمكان، تُلقي الضَّوءَ على مسيرتِهِ الموفَّقَةِ في عالَمِ الشِّعرِ والأدَبِ وحياتِه العمليةِ الحافلةِ بالعطاءِ والذكرياتِ العطرة. ذلكَ أَنَّ مثلَ هذا التُّراثِ جديرٌ أن يَصِلَ إلى الأجيالِ القادمة، ويُعَمِّق لدى أبنائِنا انتماءهم لهذا الترابِ الطاهر، ويَعْكِسُ لهم روحَ التطلُّعِ نحوَ الغَدِ الأجمل، رغمَ الإمكاناتِ المتواضعةِ في بداياتِ نهضتنا المباركة.
مرةً أُخرى أحَيِّي ضيفَنا الكبير، وأُحيِّي الأخَ الدكتور شوقي رياض أحمد المحاضرَ بكليةِ الآدابِ التابعة للرئاسةِ العامةِ لتعليمِ البنات، حيثُ تجشَّم مشقَّةَ الحضور من الرياضِ ليساهمَ مَعَنا في أمسية الوفاءِ هذه، وللأخ الدكتور شوقي الكثير الذي يودُّ سرْدهُ عن شعر معالي الضيفِ الكبير، ولكنْ طبيعة أحاديثِ الاثنينية أخْشَى ألاَّ تتيحَ له التوسُّعَ في كلمتِه، ولكني أَعِدُ بأنْ تَجِدَ دراستُه القَيِّمةُ النَّشْرَ ضمن [كتاب الاثنينية] بمشيئة الله عندما تكتمل عناصرُها حسب رؤْيَةِ الكاتب، وحبَّذَا أن تكونَ مقرونةً مع إبداعاتِ ضيفِنا الجديدة. كما أُرحِّبُ بالأخِ الأستاذ الدكتور محمد بن سعد بن حسين، أستاذِ ورئيسِ قسم اللغةِ العربيةِ بكليةِ الآدابِ بجامعةِ الإمامِ محمدِ بنِ سعودِ الإسلامية، الذي بادر مشكوراً بالحضورِ من الرياضِ أيضاً ليُسْعدَنا بمشاركتِهِ رغم أعبائِه الكبـيرة.
فشكراً لهما على فضلهِما وتجاوِبِهمَا غيرِ المستغرب، كما أُحيِّي جمعَكَم الكريمَ على إحياءِ أمسيةِ الوفاءِ التي شرفتموها لتليقَ بمكانةِ ضيفِنا المحتفى به.
ويُسعدُني تذكيرُكم أنَّ ضيفَنا القادمَ سعادةُ الدكتور أنور ماجد عشقي الأديبَ المعروف، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بكم لتكرِيمِه والاحتفاءِ بهِ كواحدٍ من دعاماتِ العطاءِ في بلدِ العطاء.
أشكرُ لكم حُسْنَ إصغائِكمُ، متمنياً لكم لحظاتٍ ماتعةً مع فقراتِ حَفْلِنا وذكرياتِ ضَيْفِنا الكبير.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1133  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 2 من 139
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج