شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة سعادة الشيخ عبد المقصود محمد سعيد خوجه))
بسم الله الرحمن الرحيم، أحمدك اللهم كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك، وأصلي وأسلم على خير خلقك، حبيبك وصفيك، سيدنا محمد وعلى آل بيته الطاهرين وصحابته أجمعين.
الأستاذات والأساتذة الأكارم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
مرحباً بشواطئ اللؤلؤ، "حضارة دلمون"، أرض المليون نخلة، مملكة البحرين وهي تزف إلينا الليلة الأستاذ الدكتور إبراهيم عبد الله غلوم، الأكاديمي والناقد الأدبي المعروف، فوشائج اللقاءات بين اثنينيتكم ومملكة البحرين متجذرة متأصلة، متألقة، متوهجة، ومستمرة.
كلما نتسامى فوق جراحاتنا، يعيدنا الناعي إلى دجنة الحزن، فقد فجعت مع الوسط الثقافي بفقد الشاعر الكبير الأستاذ التربوي محمد الثبيتي "رحمه الله" الذي كان علامة فارقة في مسيرة الشعر المعاصر محلياً وإقليمياً، وأسهم في إثراء المكتبة العربية بدواوينه: "عاشقة الزمن الوردي" و "تهجيت حلماً.. تهجيت وهماً" و "بوابة الريح" و "التضاريس" و "موقف الرمال"، والتي احتفى بها نادي حائل الثقافي الأدبي فأصدرها مشكوراً في مجموعة كاملة.. لقد كان للاثنينية السبق في العمل على تكريم الفقيد، ضمن برنامجها لعام 1425هـ/2005م، إلا أن ظروفه الصحية حالت دون ذلك، وظل في معاناة مرضه إلى أن لقي وجه ربه بتاريخ 10/2/1432هـ الموافق 14/1/2011م، كما غيب الموت معالي الدكتور مصطفى البارودي الذي كرمته "الاثنينية" بتاريخ 16/6/1414هـ الموافق 29/11/1993م، فهو من الرعيل الأول الذي خدم التعليم العام والجامعي في سوريا، وكانت له مواقف مشرفة في تاريخها الحديث، سطع نجمه خطيباً مفوهاً، وأكاديمياً لامعاً، وحقوقياً مميزاً..
تغمدهما الله بواسع رحمته، وأسكنهما فسيح جنانه مع وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَآءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقاً (النساء: 69).
نرحب أجمل ترحيب بضيفنا الكريم، الذي ما أن يذكر في محفل إلاَّ وتتداعى معه شؤون وشجون المسرح، وللمسرح لقاءات وذكريات في "أمسيات الاثنينية".. منح ضيفنا المسرح في البحرين والخليج بصفة عامة جل اهتمامه، وأسهم فيه بجهد مقدر برعاية كثير من الندوات والمؤتمرات، وأفرد العديد من الدراسات وأوراق العمل التي عالجت قضاياه، وهذا نابع من إيمانه العميق بالدور الذي ينبغي أن يقوم به المسرح في الحياة العامة باعتباره "أبا الفنون"، وحاضن شذرات الفن التشكيلي، والشعر، والموسيقى، والأزياء، وفنون الإضاءة، وتقنيات الصوت، والإخراج المسرحي، وغيرها من الوسائل التي ارتبطت في الماضي والحاضر بهذه الخشبة التي تنبض بالحياة، وتقتبس أجراساً منها تعلقها في المجتمع كلما دعت الضرورة لتثير التفاعل المنشود وتسهم في علاج كثير من القضايا. فعرف فارسنا بإنجازاته الأكاديمية.
فقد حاول أن يعيد أمجاد هذا الفن العريق الذي بدأ ينحسر حتى في عرينه، إلى الخليج العربي، مندمجاً برسالة هذا الفن المهم، مؤكداً أن تجربة كتابة النص المسرحي في الخليج العربي مرت بمراحل متعددة، منذ عقد الثلاثينيات في القرن المنصرم وحتى الآن، مذكراً بأن النص ليس نتاجاً لحالة تراكمية، بل انطلاقاً من رغبة في تغيير الواقع ونقده والتوق إلى التعايش مع آلامه، أو المصالحة مع مظاهر التخلف فيه. وبحسبه، فالمسرح لم يتحول إلى صيرورة -والتعبير له- مقابل صيرورة الشعر في الثقافة العربية، بل ظهر كفن عابر في سياق حركة تاريخية لم تهدأ من المثاقفة، وعبر علاقة غير متوازنة مع الثقافة الغربية.
تميز ضيفنا بانفتاحه على الآخر، وثقافته، ما جعله يدلف إلى ميادين فلسفية وصور معرفية جديدة؛ ليستخدمها في النظرية والتطبيق. ومن أهم كتبه "المسافة وإنتاج الوعي النقدي.. أحمد المناعي والوعي بالحركة الأدبية الجديدة في البحرين" الذي تناول فيه الفترة الممتدة من 1378هـ الموافق 1958م حتى عقد الثمانينيات التي يقول عنها بأنها "فترة العقل الناقد الجماعي"، والتي تأتي بعد "لحظات انكسار تأسيس العقل النقدي"، موضحاً أن الحركة الأدبية الجديدة في البحرين عملت على ثلاث مقولات هي "الإنسان، والعقل، والنقد".
تناول ضيفنا الكريم ضمن نشاطاته الأكاديمية مسألة النقد الأدبي باهتمام بالغ، وله في ذلك مؤلفات يعتد بها.. وأنشأ رابطاً متيناً بين "النقد" و "الفلسفة"، ومد بساط البحث ليثبت أنه إذا كانت المعاني ملقاة على قارعة الطريق لا ينتبه إليها ويلتقطها إلا المبدعون، فإن مهمة الناقد الحصيف ليست مجرد إزالة الغبار عن تلك الإبداعات وصقلها وتقديمها للمتلقي بثوب قشيب، بل تخطى هذه المرحلة ليصبح النقد بمدارسه المختلفة نوعاً من الإبداع الذاتي من خلال النصوص النقدية التي تكتسب جمالياتها من حزم الضوء وألوان قوس قزح وعقود الياسمين التي يطلقها الناقد من النص الأصلي -وقد تفوقه جمالاً وتأصيلاً- لتعانق المتلقي وهي متشحة بالنور والنوار كأزهى ما يكون العمل إبداعاً وملامسة لشغاف القلب ولواعج النفس.. مؤكداً أنه (ليس من السهل الذهاب إلى نقد تجربة نقدية ونقضها وفحصها دون هذا الأساس الفلسفي).
وقد تجشم في سبيل ذلك الكثير من المشاق والدراسات المطولة ليسهم بدور فاعل ومؤثر في حركة النقد الأدبي شعراً ونثراً في مملكة البحرين وغيرها من دول الخليج العربي.
وكم هو رائع أن نرى ضيفنا الكريم ينطلق خفيفاً من دائرة العمل الأكاديمي البحت إلى رحاب وآفاق واسعة من العطاء الفعلي سواء على مستوى الفرق المسرحية الأهلية أو تمهيد الطريق لأجيال من الشباب والشابات علهم يبثون النبض في عروق المسرح بدول الخليج العربي.. فالأمل باق ما دامت إرادة التغيير قادرة على إقامة رؤوس الجسور.
واعتاد ضيفنا بصفته ناقداً الحديث عن تجارب المبدعين حديث العارف المدقق، يتلمس بواطن النصوص، وتعاريج خطوط اللوحات، وفوضى همس ألحانها، حيوية شخوص مسرحية ما، وانفلاتهم حيناً وتمردهم حيناً آخر على رغبة المنشئ، يرقب كل هذا الضجيج للنصوص ولكنه الليلة يصيخ السمع لصدى صمته الخاص، كي يحدثنا عن ذاته كما يراها لا كما انعكست في مرآة الآخرين ممن كتبوا عن تجربته الأدبية والفكرية والإبداعية العريضة.
ويسرني أن أرحب أيضاً بضيفينا الكريمين: الأستاذ الشاعر الكبير قاسم حداد الذي ضمخ هذه الساحة شعراً عندما سعدنا بتكريمه بتاريخ 25/01/1423هـ الموافق 8/4/2002م، والدكتور أحمد المناعي الناقد والأكاديمي المعروف.. فأهلاً وسهلاً بهم جميعاً بين محبيهم وعارفي فضلهم.
آملاً أن نلتقي الأسبوع القادم للاحتفاء بالأستاذة الدكتورة إلهام محمد صالح أبو الجدايل، الباحثة بجامعة "كامبريدج" البريطانية، ومديرة شركة "تريستم" بالولايات المتحدة الأمريكية، التي قدمت إسهاماً مميزاً في مجال العلاج بالخلايا الجذعية، في اختراق طبي عالمي مهم لمجابهة مرض سرطان الدم، وغيره من الأورام.. متطلعاً إلى لقاء يجمعنا مجدداً من منطلق الشكر والتقدير والتوثيق لخطواتها العلمية الحثيثة في تخصص علم المناعة، ومكافحة بعض الأمراض المستعصية.
طبتم وطابت لكم الحياة.
والسلام عليكم ورحمة الله،،،
عريف الحفل: شكراً لسعادة الشيخ عبد المقصود محمد سعيد خوجه على كلمته الترحيبية الضافية لهذه الأمسية احتفاء بضيفنا الأستاذ الدكتور إبراهيم عبد الله غلوم. أيها الأخوة والأخوات الكلمة الآن للأستاذ الدكتور عبد المحسن القحطاني رئيس النادي الثقافي الأدبي في جدة أستاذ الأدب والنقد في جامعة الملك عبد العزيز، فليتفضل.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :790  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 66 من 209
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

سوانح وآراء

[في الأدب والأدباء: 1995]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج