شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
غرابيل
ريشة على رأس الحرامي (1)
بقلم: محمد حسين زيدان
من غرابيل جمع غربال وقد عرفنا الغربال حين كنا نتعامل معه.. أو نعمل به فقد كانت الحنطة مثلاً.. نجدها في السوق لا تعرض للبيع إلاّ بعد أن تغربل.. ولجهالتنا كنا نظن -ومن الغفلة أن نقول.. نتيقن- كنا نظن أيضاً أن الحنطة.. أو العدس مثلاً مليئة بالرمل والطين والتراب.. لأن الحاصدين يضعونها في جرن تدق به ولكن بعد أن أيقظتنا المعلومات من أصحاب التجربة الذين يسخرون أنفسهم لاتباع العورات والتعامل مع المعايب فقد قالوا لنا إن القمح الذي كان يأتينا من مصر باسم ((الجراية)) يعبأ في الأكياس نظيفاً ولكن الذين يحملونه على السفن قبل أن يحملوه يفتقون كل كيس ويخلطونه بالطين والغريب أن هذا الطين الأسود المصري لا تكاد تختلف مقاساته كأنه قد قص على حجم واحد.. بمقاس.. فهم يسرقون بعض القمح ويستبدلون ما سرقوا بالطين.. وتبعهم القيّمون على حنطة الجراية عندما تصل إلى بلدنا فإذا هم يضعون أعواناً لهم. في الفريش، المرحلة الأخيرة في الطريق المؤدية إليها. وهؤلاء الأعوان ((يفتقون)) الأكياس يسلبون كميات من الكيس يستبدلونها برمل وكذلك ((الجراية)) إلى مكة يضع القيم الذي يوزعها أعواناً في ((بحره)) أيضاً يسرقون بعض الحنطة ويضعون تراباً عوضاً عنها.. فمنهم من افتضح أمره. فسجن.. ومنهم من ((استخفى)) فلم يوقع عليه جزاء وهكذا أصبح الغربال سيد الموقف لغربلة الحنطة والشعير والعدس.. من الطين والرمل والتراب، ولا أنسى أن الأخ محمد سعيد عبد المقصود، رحمه الله كان يوقع مقالاته بالغربال ولعلّه فعل ذلك ليذكر الذين غربلوه بالعيش ليتغربل أمام ضمائرهم وقد اشتقت جداتنا من -كلمة الغربال- كلمة الغربلة فإذا غضبت -من ابنها أو خادمها تقول ((غربلتني الله يغربلك)) ولعلّ الغربال العون للنظافة أصبح مسخراً للشتيمة وهكذا قال المتنبي:
كلما أنبت الزمان قناة
ركب المرء في القناة سنانا
وأخيراً نذكر هذا المثل: ((الحرامي على رأسه ريشة))
 
طباعة

تعليق

 القراءات :397  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 107 من 153
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج