| أَيَا مُحْرِزَ الشعر عند السباق |
| على البُعْد أرعاك دُونَ الرِّفاق |
| فإن كنتَ تعلم هذا يقيناً |
| وإلاَّ فهذا دليلُ اشتياقي |
| نَأَيْتَ وما النَّأْيُ أذهب عنّي |
| وداداً حملتُ كَحَبْلِ الوِثاقِ |
| وكاد التنائي يكون بديلاً |
| عن القُرْب قـُلْ لِـي مـتى ذا التلاقـي؟ |
| وأمسيتُ وَحْدي بجُدَّة أهفو |
| إليك كأنّي بها في الخِناقِ |
| فلا ثَمَّ إلْفٌ ولا ثَمَّ صَحْبٌ |
| كأنّ تَصَرُّمَهم باتفاقِ |
| تُركتُ نزيحاً بُعَيْدَ قُبوعي |
| فَدَرَّ على الهَجْر دمعُ المآقي |
| قد اعْتَصَر الوَجْدُ شِعْراً إليكم |
| فكان صُبابةَ كأسِ الفراق |
| أتَسْخُو بأن تَقْطَعَ اليوم عنّي |
| مُساجلةَ النظم حُلْوِ المَذاقِ |
| وأنت هِزَبْرٌ بِقَرْضِ القوافي |
| سَبوق إليها كمثلِ البُراق |
| لشخصك تنقاد طوعاً إذا ما |
| أردتَ كَوبْلِ غوادٍ دِفاقِ |
| ولا تَحْسَبَنَّي أبالغُ مَدْحاً |
| وأطْلِقُ قولاً بِدُهْنِ النِفاقِ |
| فَتبًّا لشعري إذا كان هذا |
| وعـاد لـــه بـَـدْرُهُ فـي مِحــاق |
| فأنت كسَحْبانَ دُونَ مِراءٍ |
| عميقُ البلاغة رَحْبُ النِّطاقِ |
| وقد مازك الخَلْقُ بَحْراً لشِعْرٍ |
| بعقلٍ كبيرٍ عظيمٍ دِهاقِ |
| وطار لك الصِّيتُ جَوّاً ودوَّى |
| إلى الغرب والشرق حتى العراق |
| وسَلْسال شعرك عَذْبٌ معينٌ |
| أدامك ربي به خيرَ ساقِ |
| فلو شاء حادٍ به اليوم سَوْقاً |
| لأَنَّتْ أناسٌ أطيطَ النياق |
| وحَنَّتْ ركائبُ شوقاً وحُبّاً |
| بل التفّتِ الساق فيها بساق |
| وأَمَّا العَدُوُّ فشعرك عَضْبٌ |
| عليـه ولــيس لــه عنـــه واق |
| كذلك كلُّ حسود بغيضٍ |
| يُحازى إذا الحَشْرُ يومٍ المساق |
| وبعد فهذي خلاصةُ فكري |
| كبكْر أتَتْك بغير صَداق |
| فقاربْ وواصِلْو لا تخش منها |
| فتلك أزهديُّ ذكرى الوفاق |
| وقابلْ بمثْل يكنْ منك مَهْراً |
| وإلاَّ مَضَى الشعر تَسْرَى النُّعاق |