شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة الشاعر رياض عبد الله حلاق ))
أتيتكم ولهيبُ الشوق في كبدي
والحب فـي خافقـي والطيبُ مـلءُ يدي
أتيتكم ظامئاً للحب أرشفه
أتيتكم أحمل الأشواقَ من بلدي
إني امرؤٌ قد عشقتُ الضـادَ مـن صغري
ولم يَدُرْ غير حب العُربِ في خلدي
بذلتُ جهدي على أعتابِ نهضتِها
ولن أضنَّ ببذلِ الروحِ والجسدِ
تراثنا تدهش التاريخ روعته
فلا تسلني عن آثارنا الجددِ
فكل أمر عسير عز مطلبه
ما قام إلا على أكتاف مجتهدِ
إن الحجازَ ملاذُ العربِ أجمعهم
يظل فيها فَخَارُ العُربِ للأبدِ
 
الأساتذة الأفاضل الأخوة الكرام:
يسعدني ويسرني ويملأ جوانحي عزاً وفخراً أن أكون في هذا المساء في هذه الدوحة الغناء، في هذه الاثنينية التي يرعاها أطال الله عمره حبيبنا أبو الأدباء عبد المقصود خوجه وهو حبيب الجميع، وأن أكون أمام هذه الوجوه الخيرة النيرة من الأخوة الأفاضل ومن العلماء الأجلاء وأنا الصغير بينكم، أيها الأحباء يسعدني أن أقدم قصيدةً كانت بنت ساعتها عندما دعاني مشكوراً صاحب الاثنينية منذ يومين من لندن وتشرفت بهذا اللقاء فكتبت هذه القصيدة بعنوان أبا الأدباء:
بأي صفاتهِ الأشعارُ تشدو
وكلُّ حياتهِ شرفٌ ومجدُ
كريمُ النبعتينِ أباً وأماً
وأينَ كجَدهِ في الناسِ جَدُّ
أعبدُ قد عرفنا فيكَ نُبلاً
وبذلاً مـا لهُ في الوصفِ حَدُّ
ومن يحصي الدراري في سماها؟
وهل تُحصى الدراري أو تُعدُّ؟
عرفتُكَ أمتنَ الفضلاءِ خُلقاً
وأكرمهم، إذا الكرماءُ عُدُّوا!
يهونُ المالُ في كفّيكَ قدراً
فكفُكَ سيدٌ والمالُ عبدُ
ويَغْرَقُ في وحولِ الذلِّ وانٍ
ويبقى في كرامتهِ الأشدُّ
ومقصودُ يداهُ نبعٌ خيرٍ
وطيرُ الشعرِ بالإعجابِ يشدو
تهنّأ بالإعجابِ، وخذْ شعوري
فأنت لحاتمِ الطائيِّ نِدُّ
 
وأختمها بقصيدة نظمتها بمناسبة مجيئي إلى المملكة بعنوان يا أخوة الضاد:
شـَدَدْتُ رِحـالي اليـومَ نحوَ أحبّتي
ورُحْتُ أُمنِّي النَفْسَ بالقُبُلاتِ
وما حَمَلَتْني للأحبَّةِ ناقَةٌ
ولا جُزتُ صحراءً ولا فَلَواتِ
وما كنتُ أبغي الـدارساتِ ولم أقفُ
على طَلَلٍ أذرو به عَبَراتي
ولم أخشَ عيناً للرقيبِ، فإنّني
مُحِبٌّ عفيفُ الروحِ والرَغَباتِ
ركبتُ جَناحاً قد علا بي إلى السّـما
فكانتْ على حَـدِّ السُهى خُطُواتي
وقد كِدتُ أجني باليدينِ كواكباً
تُغازِلني بالغَمْزِ والنَظَراتِ
ولكنّني ما كنتُ أبغي إقامةً
على ثَغْرِ نَجمٍ نَيّرِ البَسَماتِ
فَمِنْ حَلَبَ الشهباءِ قد جئتُ طائراً
أُلبّي بعشقٍ أعطرَ الدعواتِ
فلي في بساتين (الرياضِ) كواكبٌ
دَعَتْني إلى فَيضٍ من الكلماتِ
بَنو البابطينَ الزُهْرُ في كلِّ مَشْرقٍ
لهمْ بارقٌ في أحرُفِ الصَفَحاتِ
لقد حَمَلوا للحَرفِ في العُرْبِ مِشعلاً
فكانوا بهِ للعُرْبِ نِعْمَ هُداةِ
فكمْ مثلَ هذا الصرحِ للحَرفِ قد بَنَوا
فكـانوا لصـرحِ العـقلِ ذُخْـرَ بُناةِ
أنا في (رياض) العـلمِ عـاصمةِ الأُلى
غَـدَوا لكنوزِ العلْمِ حَشْـدَ حُماةِ
فيا حبّذا هذي الربوعُ ثقافةً
وأهلاً وأرضاً عَذْبَةَ النَفَحاتِ
هنا في رِمالِ النَجدِ مَهْدُ عُروبتي
وتُربةُ نَبْضاتي وجَذْرُ نَواةِ
وإنّي لأفدي بالعيونِ جزيرةً
تَنَزَّلَ فيها الوَحْيُ غَيثَ سُقاةِ
على عَرَبٍ صانُوا كتابَ إلهِهِمْ
فكانوا بحِفْظِ الذِكْرِ خَيرَ ثَقاتِ
وما كانتِ الفُصحى لِتخْبو نارُها
وقرآنُنا يحيا مع النَبَضاتِ
إذا شَتَّتْنا الحادثاتُ، فإنّما
ضمانَتُنَا الفُصحى لجَمعِ شَتاتِ
هي العروةُ الوُثقى وما كَدِمائِها
بأعراقِنا تجري دِماءُ حياةِ
هي العروةُ الوُثقى وقلعتُنا التي
تصونُ حِمانا من سِهامِ عُداةِ
هي النَغَمُ الأصفى على ثَغرِ بُلبُلٍ
وما مثلَها غنّى لسانُ شُداةِ
وحسبُ حروفِ "الضادِ" من شَرَفٍ بأنْ
تُرَدَّدَ في عُجمِ اللسانِ قُصاةِ
ستبقى حروفُ "الضاد" ما دامَ مُسْلِمٌ
يُرتِّلُ آيَ الذِكر في الصَلَواتِ
"بإقرأ" أتى التنزيلُ كلُّ قراءةٍ
لكلِّ غريقِ الجهلِ طوقُ نَجاةِ
ولم ترتوِ الأخلاقُ إلاَّ بقَطْرِها
وما قَطْرُها إلاَّ كؤوسُ فُراتِ
وما هُذِّبَتْ نفسٌ بغيرِ قراءةٍ
ولا عَرَفَتْ روحٌ شَذى الصَبَواتِ
هُوَ العلْمُ يُحْيِي ماؤهُ كلَّ مَيّتٍ
ويَبعثُ بعدَ الموتِ كلَّ رُفاتِ
أيا إخوةَ الضادِ الكرامَ تحيَةً
مُعطَّرةَ الأنفاسِ والنَفَثاتِ
أتيتُكُمُ والحُزنُ تَرتيلُ خافِقي
وفي مُقلَتي أُنشودةُ العَبَراتِ
على إخوةٍ في القُدسِ ماؤهُمُ الرَدى
وخبزُهُمُ بحرٌ من الوَفَياتِ
قَدِ انتفَضوا فالموتُ أعذبُ مَنْهَلٍ
على شَفَةِ الأطفالِ والفَتَياتِ
هو النصرُ آت سوف تُشرقُ شمسُهُ
غداً، من دمِ الأبطالِ والبَطلاتِ
هو النصرُ من عندِ الإلهِ يمدُنا
بجُندٍ وأنصارٍ من السمواتِ
ستبقى بكَفِّ اللهِ رايتُنا إذا
توحَّدَ منّا القلبُ بالخَفَقاتِ
 
وشكراً لكم.
عبد المقصود خوجه: أستاذي الفاضل رياض الحلاق، لا يأبى الكرامة إلا لئيم، إلا أني أود أن أنوه أننا تعودنا في هذه الاثنينية أن يكون الموضوع متعلقاً بتكريم ضيف هذه الأمسية ولكن ما أشرت يبدو أنه سُمع في غير موضع، فقد ألبستني ثوباً فضفاضاً لست في قدره ولا في مقامه فجزاك الله عني خير الجزاء، فما أنا إلا سبب من الأسباب، وللندوة رجالاتها ومن أعطاها هذا العبق إذا كان لها عبق وضوء وإذا كان لها عطاء فالفضل يعود إلى هذه القمم والقامات السامقة التي تفضلت علينا بحضورها عبر ما يقرب من عشرين عاماً، والأخوة الذين شرفونا بحضورهم ومداخلاتهم وأسئلتهم وليس لي في هذا أي حق بأكثر من حق أي من حضر، ولك الشكر على ما تفضلت ولكنها حقيقة عابرة يجب أن تذكر ولا أريد أن تعبر بهذا الشكل، فأهلاً بك كأخ كريم ولكن أردت أن تكون الصورة واضحة لك وللأخوة الكرام كما يعرفونني وأعرفهم وجزاك الله عني خير الجزاء والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عريف الحفل: في بيان المتحدثين أصحاب المعالي والسعادة في بداية هذا البيان كُتب معالي الدكتور محمد عبده يماني وهو الآن قد حضر وأترك الميكرفون لمعاليه كما هو معروف وزير الإعلام الأسبق والمفكر الإسلامي فليتفضل.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :822  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 40 من 145
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج