شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة صاحب الاثنينية سعادة الشيخ عبد المقصود خوجه ))
بسم الله الرحمن الرحيم، أحمدك اللَّهم كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك، وأصلي وأسلم على خير خلقك، وخاتم أنبيائك، حبيبك وصفيك، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
الأساتذة الأفاضل.. الأخوة الأكارم:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
يسعدني أن أرحب بكم أجمل ترحيب واثنينيتكم تواصل مسيرتها في الفصل الثاني لهذا الموسم بعد عطلة عيد الأضحى المبارك، سعداء بتكريم علم من أعلام الصحافة في بلادنا، سعادة الأستاذ فهد العلي العريفي، وهو غني عن التعريف بما له من حضور مميز في بلاط صاحبة الجلالة، فأهلاً وسهلاً ومرحباً به وبكم جميعاً في هذا الملتقى الذي يعتز بحملة القلم، وكل من يتعامل مع الكلمة.. وأرحب أيضاً برفيقي دربه الأستاذين فهد السليمان مدير مكتب مؤسسة اليمامة بحائل، ومحمد القشعمي مدير الشئون الثقافية بمكتبة الملك فهد الوطنية وسعادة الأستاذ محمد عبد الكريم السيف عضو مجلس منطقة حائل الباحث والصحفي المعروف، وجميعهم تجشم مشقة السفر من حائل والرياض ليمتعونا مشكورين بهذه الأمسية التي تطلعنا إليها كثيراً.
ضيفنا الكبير صاحب إطلالة بارزة في دنيا الصحافة، بدأ عشقه العمل الصحفي منذ أكثر من أربعين سنة، ساهم خلالها بفكره ككاتب اجتماعي مميز، وبعمله الإداري الذي قاد إلى توطيد مؤسسة إعلامية تشكل منارة على امتداد الوطن العربي، وبهذا انقاد له العمل الصحافي بشقيه التحريري والإداري في سلاسة فائقة، مما يؤكد اختلاط عشق الحرف بذرات كيانه، وقد أعطى هذا العشق حقه من العناية والرعاية والتطوير فانعكس إيجاباً على كتاباته وتناوله العميق لهموم وآمال وشجون مجتمعه.
إن المتتبع لكتابات ضيفنا الكريم يجد أنه قد انحاز بدرجة كبيرة إلى الجانب الاجتماعي على حساب الجانبين الاقتصادي والسياسي في تحليلاته ومقالاته مما أتاح له انتشاراً أكبر بين فئات المجتمع، ذلك أن الجانبين اللذين لم يتطرق لهما كثيراً يدخلان في باب الشؤون المتخصصة، التي عادة ما تفرد لها وسائل الإعلام المختلفة مساحات محددة، وهي في الغالب الأعم ذات طبيعة تحتك بفئات معينة من المواطنين، غير أن الجانب الاجتماعي الذي حظي بأكثر من تسعين في المائة من اهتمامه وكتاباته يتعلق بمشاكل اجتماعية تمس صميم حياة معظم المواطنين بأسلوب سهل ممتنع، يشمل القضية بجميع أبعادها في أقل عدد من الكلمات، وبزوايا مباشرة تلمس دون أن تجرح، وقد تؤلم دون أن تكسر أو تهشم، فهو يتعامل مع الكلمة بميزان دقيق وفي الوقت نفسه بعفوية اكتسبها من بيئته ونشأته في مدينة حائل.
ولضيفنا الكبير قدرة فائقة على استنباط أفكاره من بعض الأخبار العادية التي قد يمر عليها البعض مرور الكرام، فتراه يتناول الخبر الذي ربما اختصره في سطرين دون إخلال بالمعنى، ثم يستطرد في تحليله بموجب خلفية ثقافية واسعة، ومخيلة خصبة، وقاعدة بيانات عريضة، ولغة تسلّم زمامها باقتدار مكنه من توجيهها لتنثال أفكاره مثل جدول عذب نقي، ينهل منه القارئ ويستزيد من حلاوته وطلاوته.. وتقودنا هذه السمة المميزة إلى أهمية سعة الاطلاع بالنسبة لكاتب العمود اليومي أو الأسبوعي، الذي يستطيع بخبرة ومهنية عالية أن يوظف تلك الحصيلة الهائلة من المعلومات وضغطها في عبارات وجيزة يوزعها بين سطوره لتشكل في النهاية جرعة عالية قمة وقيمة لكل من يطلع عليها ويحرص على متابعة أمثالها.
ويلاحظ القارئ أن ضيفنا الكريم، ومن خلال انصهاره اليومي في بوتقة العمل الصحافي، وحتى بعد تقاعده، يتجاوب بدرجة كبيرة مع أفكار غيره ممن يلتقون معه على ذات الدرب، فهو ليس من الذين يحتكرون التفكير والاستنباط والتحليل، بل يعطي كل ذي حق حقه، ويتحاور مع الأفكار الأخرى بإيجابية كبيرة، وتكون النتيجة غالباً الخروج علينا بما يثري حصيلة القارئ، ويغذي الأفكار بكل جديد ومفيد، وقد يساهم بذلك في إيجاد حلول مبتكرة لبعض المشاكل الاجتماعية التي يتناولها بقلمه المبدع. ويتجلى الهم الوطني في أروع صوره في معظم كتابات المحتفى به، لدرجة أنه قد يطل من قراءاته المتعددة على نوافذ خارج خارطة الوطن، لكنه يظل يحمله في حدقات عيونه التي يقرأ من خلالها ما تشابه من سلبيات وإيجابيات فيسقطها ببراعة نادرة على ما يلائمها من شرائح المجتمع، وهذا يشير إلى حاسته المرهفة واستشعاره عن بعد لما قد يحيق بوطنه ومواطنيه من مزالق يجد أن من واجبه أن يضع حولها أكثر من علامة استفهام وتعجب، لقرع جرس الإنذار المبكر حتى لا نؤخذ على حين غرة.. وتلك مفخرة يسعى كل كاتب أن يزين بها عمله وتواصله مع مجتمعه.
ومما لا شك فيه أن الشهرة وصولة الكلمة النافذة قد تفتح شهية البعض إلى التعامل مع المطبوعة في إطار الملكية الخاصة، وبالتالي تطويعها لخدمة أهداف ذاتية، والقفز بها للتعدي أو الاستعداء على الآخرين، في مشهد يحزن كل حادب على المصلحة العامة، وبأسلوب غير حضاري يؤكد أن بعض من يمتطون أعمدة الصحافة والمجلات في حاجة ماسة إلى مراجعة أنفسهم حتى لا تشهد عليهم أيديهم بما يكتبون في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون.. والحق أقول.. وأحسبني إن شاء الله صادقاً.. ولا أزكي على الله أحداً.. أن ضيفنا الكريم قد شهد له كل من عرفه بعفة اليد واللسان، لم تسول له نفسه قط أن يسخِّر قلمه للنيل من غيره في خصومة شخصية أو تصفية حسابات ذاتية، عاش بقلمه نقياً، عفيفاً، حيياً، قبل التقاعد وبعده، فلم يوظف قلمه وما حباه الله من مواهب متعددة، ونشاط متجدد، لغير طريق الخير والبر.. وبفضل من الله استعصم عن مزالق الردى، وكف يده عن البغي والعدوان، فعاش في تصالح دائم مع نفسه، سعيداً بين محبيه الكثر على امتداد كل صقع تصله المطبوعة التي تحمل كلماته وأفكاره وهمومه التي هي من هموم الناس.. فما أسعد ضيفنا الكريم بهذا التجرد من تضخم "الأنا" التي تسقط بعض ذوي الغرض والمرض في حمأة الظلم والبغي بغير الحق، وتسخير ساحات الصحف والمجلات لخدمة أهدافهم الضيقة، وهي فئة وإن كانت قليلة -ولله الحمد- إلا إنه ينبغي احتواؤها وتعديل مسارها أو بترها حتى لا تؤثر على بقية الجسد المعافى. ونسأله عزّ وجلّ أن يثبّت الجميع على جادة الصواب، ويرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه، ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه.
إن "مدرسة اليمامة الصحفية" مدينة بكثير من الفضل لضيفنا الكبير، فقد منحها ومازال يمدها بعصارة فكره، وأهدافه الواضحة، وبصماته المميزة، وقد تتلمذ على يديه جيل من الصحافيين الذين يتبوأون الآن أعلى المناصب الإدارية والتحريرية، وكلهم بحمد الله ملء العين والسمع، وأحسبهم إن شاء الله امتداداً طبيعياً لعطائه المستنير في حقل الصحافة الاجتماعية الواعية.
أشكر ضيفنا الكريم مجدداً على استجابته لدعوة "الاثنينية"، متمنياً لكم سويعات ماتعة في صحبته الماجدة، وعلى أمل أن نلتقي الأسبوع القادم بمشيئة الله للاحتفاء بالأستاذ الدكتور محمد بن مريسي الحارثي، أستاذ النقد الأدبي بقسم الدراسات العليا - بكلية اللغة العربية بجامعة أم القرى بمكة المكرمة، وهو من الوجوه الأدبية والأكاديمية المرموقة التي نعتز بها وبما قدمه من مساهمات مقدرة في الساحة الثقافية والأدبية.
بيننا اليوم لا أقول ضيفاً ولكن أقول عزيزاً على الجميع ومعروفاً لدى الجميع ألا وهو الأستاذ الشاعر الكبير رياض عبد الله حلاق صاحب ورئيس تحرير مجلة الضاد التي تصدر من حلب لما يقرب من نصف قرن على ما أعتقد أو أكثر وهو بيننا اليوم وله كلمة أرحب به باسمكم أجمل ترحيب، في الحقيقة ضيف هذه الأمسية امتداد صداقاته الكبيرة على امتداد مساحة هذا الوطن طلب معها كثير منهم أن يتكلم في هذه الأمسية، ولا أخفيكم أنني كنت في حرج كبير اليوم. العادة لا تتجاوز الكلمات ثلاثة أو أربعة مع الأسف مع كل ما استطعت، إذ إن العدد أكثر من ذلك كمضاعف من ناحية أخرى أرحب بهم وأتمنى أن يكون لكل طالب كلمة وقت، لذلك نحاول أن نوفق بين الطالب والمطلوب. والمطلوب أن تكون الكلمات مختصرة جداً حتى نستطيع أن نقضي وقتا أطول مع ضيف هذه الاثنينية.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عريف الحفل: وكما هو معروف في برنامج هذه الاثنينية فإننا نتلقى أسئلة واستفسارات السادة الحضور فنأمل من حضراتكم من لديه سؤال للضيف حتى بعد أن تنتهي كلمات المتحدثين سنعطي الكلمة لفارس الاثنينية ومن بعدها نفتح باب الحوار مع سعادته، فالمرجو من لديه أي سؤال أن يبعث به إلينا وليكن سؤالاً واحداً حتى نتيح الفرصة لأكبر قدر منكم..
نبدأ أولى كلمات المتحدثين مع سعادة الأستاذ محمد سعيد طيب الأديب والقانوني المعروف...
محمد سعيد طيب: شكراً وألتمس من أبي محمد سعيد ومن الضيف الكريم ومن الأخوة الأعزاء أن أكون آخر المتحدثين.
عبد المقصود خوجه: طلبات أبي الشيماء التي لا تُرد، لك القدر لا نستطيع أن نناقشها، أعرف ماذا يعني أبو الشيماء من ذلك. ولكن فليكن له ما يريد. وقدرك محفوظ يا أبا الشيماء.
محمد سعيد: سوف تعرفون لماذا؟
عريف الحفل: الشيخ عبد المقصود يود أن يقول (الحلا في الآخر).
(يضحك الجميع).
عريف الحفل: الآن ننتقل إلى الشاعر الكبير وصاحب ورئيس مجلة الضاد التي تصدر في حلب الأستاذ رياض عبد الله حلاق:
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1217  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 39 من 145
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتورة مها بنت عبد الله المنيف

المدير التنفيذي لبرنامج الأمان الأسري الوطني للوقاية من العنف والإيذاء والمستشارة غير متفرغة في مجلس الشورى والمستشارة الإقليمية للجمعية الدولية للوقاية من إيذاء وإهمال الطفل الخبيرة الدولية في مجال الوقاية من العنف والإصابات لمنطقة الشرق الأوسط في منظمة الصحة العالمية، كرمها الرئيس أوباما مؤخراً بجائزة أشجع امرأة في العالم لعام 2014م.