شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
اللغة الشاعرة -1-
ـ مما أحمده للدكتور طه حسين أن قال: إن اللغة الفصحى باقية باقية يشرق بيانها ما دام هذا القرآن.
إن طه حسين حين قال ذلك كان يدافع عن اللغة الفصحى. فهل آخذ فرصة الدفع معه لا بأسلوب الدفاع وإنما باستعراض خاطرة استنار بها فكري حين تذكرت ابن المقفع والجاحظ وبشار وأبا نواس ومهيار وابن الرومي والخوارزمي أبا بكر.
تذكرت هؤلاء الأعاجم في أعراقهم. كيف امتلكوا ثراء ما أكثره ما أقواه ثراء كانوا فيه الأئمة، فقاموسهم واسع واسع وبيانهم لامع لامع.
كيف امتلكوا ذلك وهم أبناء الأعاجم، كيف امتلكوا ناحية النثر والشعر بينما هم إذا ما تحدثوا كان يعتريهم؟ لحنهم في الكلام تفوقوا عليه بالجميل والجميل من لحن القول إذا ما كتبوا شعراً أو نثراً.
سألت نفسي كيف امتلكوا ذلك؟ فإذا الوميض الأبيض يسود. إن قالت لي الخاطرة إن اللغة العربية حينما كان قومها أعزاء أباطرة الدنيا وسلاطينها اعتزت بهم الفصحى، فاستعرب الأعاجم حتى كان هؤلاء قد عرفوا العربية حين أعربوا بها.
واليوم حين تبعثر العرب، يوم تداعت عليهم الأمم كتداعي الأكلة على القصعة، يوم ابتز سلطانهم أكثر من عدو استعجم العرب حين فقدت الفصحى عز قومها استعرب الأعاجم، وحين هان قومها استعجم العربي. ولكن التشاؤم أطرده والتفاؤل ألبسه، فما دام هذا القرآن فإن الفصحى باقية سرمدية، وسيتم لها البقاء بانتشار العلم بالجامعيين، بل إن التمام كل التمام أن يعود العالم إلى المسجد جامعة يستنير بها الذين لم يدخلوا الجامعات.
إن افتقار المسجد إلى الدرس والتدريس من الأسباب التي تشقى بها اللغة الفصحى فالمسجد حين كان عامراً بما يسميه السفهاء، الكتب الصفراء. كانت اللغة وكان الفقه وكان العلم كله مشرقاً كأنه نور الصلاة لنور الصلات.
لا تعجبوا إن قلت إن الذين ذكرتهم لا يتكلمون الفصحى، فقد عرفنا هذا الخبر حين قالوا إن عصر عبد الملك بن مروان لم يكن فيه إلا أربعة يتكلمون الفصحى ولا يلحنون، وهم عبد الملك بن مروان والحجاج بن يوسف وعامر الشعبي وابن القرية. حتى إنهم لم يذكروا من بين هؤلاء رجاء بن حيوة والحسن البصري ومن إليهم ومن بعدهم.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :758  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 353 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

أحاسيس اللظى

[الجزء الثاني: تداعيات الغزو العراقي الغادر: 1990]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج