شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الكلمة في السياق
ـ الذين يفوتهم التلقين يتعثرون في نطق الكلمة صرفاً وإن أحسنوا نطقها نحواً فإجادة الصرف لا يمتلكها المتكلم إلا بالتلقي والتلقين وكذلك أسماء الرجال فكثيراً ما نخطئ لأننا عرفنا أسماءهم بالقراءة وليست المطابع مكلفة بأن تضع التشكيل فالكلمة قد يتغير معناها إذا لم نعرف مبناها إنك لا تعرف الكلمة إلا من خلال السياق أو السباق وهكذا يصح قول المتنبي:
وكم من عائب قولاً صحيحاً
وآفته من الفهم السقيم
وحين سمع بعض الناس هذا البيت لبشار بن برد رأس المحدثين (أبو معاذ)..
إن في بردى جسماً ناحلاً
لو توكأت عليه لأنهدم
فجاء يسأله وقد قرأ كلمة (توكأت) بضمير المتكلم فقال له كيف ينهدم جسمك هذا الضخم إذا ما توكأت عليه مع أنه لو قرأها بضمير المخاطب الحبيبة التي يتغزل فيها بشار فإن المعنى يتضح وانهدام الجسم واقع فلو أن الحبيبة توكأت عليه فإن هذا الجسم الضخم سينهدم لا سقوطاً ولا انعداماً وإنما هي هزة الحب فكل القوة في هذا الجسم تذوب أمام ما انفعل به الوجدان فإن اللمسة الطرية الناعمة من يد حبيبته يتهدم جسمه كأنما يذوب من وقدة الحنان ومتعة الوصل فالقراءة الخاطئة بضمير المتكلم ساقت الناقد أن لا يقتنع بهذا والقارئ الآخر الذي قرأه بضمير المخاطب تغنى بهذا البيت والشعر كما قالوا (أعذبه أكذبه) وهل كان إلا ناسجاً على نسج المتنبي حينما قال:
كفى بجسمي نحولاً إنني رجل
لولا مخاطبتي إياك لم ترني
 
طباعة

تعليق

 القراءات :776  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 352 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج