شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
عبد اللَّه بن أبي بكر
ـ ولا بد من تمام الصورة لخبر الهجرة المنثور في التراجم أن نكتب عن عبد الله بن أبي بكر الصديق إلحاقاً لما كتبته عن عبد الله ابن أريقط، فأحياناً يقتصر خبر الهجرة على هجرة النبي صلى الله عليه وسلم ومعه صاحبه في الغار الصديق أبو بكر، بينما عامر بن فهيرة مولى تيم وعتيق أبي بكر كان معهما ثالثاً حتى إنه هو الذي بخطه كتب العهد لسراقة بن مالك المدلجي.. وإلى أمس ما كنت أعرف أن لعبد الله ابن أبي بكر دوراً في صحبة الغار كما هو الدور الذي لأخته الشقيقة أسماء بنت أبي بكر ((ذات النطاقين))، كأنما مولى أبي بكر وابنته وابنه لهم دور كبير في الهجرة.
من هنا أحببت أن أعطي القارئ صورة من ترجمة عبد الله بن أبي بكر. فقد جاء في ((الإِصابة في تمييز الصحابة)) لابن حجر العسقلاني (ط 1. بيروت، دار إحياء التراث العربي) على الصفحة 283 نستخرج منه وهو:
إن عبد الله بن أبي بكر كما هي رواية أخته عائشة التي ثبت ذكرها في البخاري عن قصة الهجرة. قالت: ((كان عبد الله بن أبي بكر يأتيهما بأخبار قريش وهو غلام شاب فطن، فكان يبيت عندهما ويخرج من السحر فيصبح مع قريش)).. وبعد أن وصل النبي صلى الله عليه وسلم وعاد ابن أريقط إلى مكة أدى الأمانة كاملة يخبر عبد الله ابن أبي بكر بوصول أبيه إلى المدينة فخرج عبد الله بعيال أبي بكر وصحبهم ابن عمهم طلحة بن عبيد الله مهاجراً كأنما هو تأخرت هجرته ليهاجر مع عيال أبي بكر، فقد كان طلحة يحب أبا بكر كثيراً، وكان أبو بكر يحبه، حتى إن طلحة قد تزوج بنت أبي بكر أم كلثوم أمها الأنصارية أسماء بنت خارجة فولدت له أشهر بنيها عائشة بنت طلحة التي كانت مضرب المثل في الجمال، وكانت زوجاً لابن خالتها مصعب بن الزبير، فأمه ((ذات النطاقين)) أسماء بنت أبي بكر.
ولم يعرف عن عبد الله بن أبي بكر أنه صحب رسول الله في غزواته إلا في الفتح وحنين والطائف، وقتل شهيداً في حصار الطائف أصابه سهم فجرح واندمل الجرح ثم انتقض، ومات من أثر هذا الجرح بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بأربعين ليلة..
وكان عبد الله قد تزوج السيدة عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل أخت سعيد بن زيد أحد العشرة المبشرين بالجنة، فإذا قيل سعد وسعيد يريدون بسعيد الذي شرحنا ما تفضل الله عليه من قيمة.. وكانت عاتكة جميلة أحبها عبد الله بن أبي بكر حباً أخذ عليه بعض أمره، فأمره أبوه أن يطلقها، فشق عليه ذلك حتى ندم على طلاقها، وقال من شعره فيها:
أعاتكة لا أنساك ما ذر شارق
وما لاح نجم في السماء محلق
لها خلق جزل ورأي ومنصب
وخلق سوي في الحياء مصدق
ولم أر مثلي طلق اليوم مثلها
ولا مثلها في غير شيء تطلق
فرّق له أبوه إذ عرف حاله فأمره أن يراجعها، فعادت إليه يموت وهي زوجته.. أحبها وأحبته.. أعلن شوقه في شعره وأعلنت حزنها في رثائه، ثم بعد أن اعتدت تزوجها ابن عمها عمر بن الخطاب وهي صاحبة الكلمة:
((لقد كان ذلك يوم كان الناس ناساً!)).
قالتها حين امتنعت عن الخروج إلى المسجد في قصة جميلة بطلها عمر، فقد كان يغار عليها.
وهكذا الحب، زينة الطبيعة في البشر، فلم يكن يوماً ما سمة المعابة على البشر، بل هو نماء الحياة للإِنسان وحياة الأحياء الذين يعيشون للحب وحب الحب!!
وكما قال شوقي:
الحياة الحب والحب الحياة
هما من سرحتها سر النواة
وعلى صحرائها مرت يداه
فجرت ماء وظلاً وجني
 
طباعة

تعليق

 القراءات :598  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 223 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتورة مها بنت عبد الله المنيف

المدير التنفيذي لبرنامج الأمان الأسري الوطني للوقاية من العنف والإيذاء والمستشارة غير متفرغة في مجلس الشورى والمستشارة الإقليمية للجمعية الدولية للوقاية من إيذاء وإهمال الطفل الخبيرة الدولية في مجال الوقاية من العنف والإصابات لمنطقة الشرق الأوسط في منظمة الصحة العالمية، كرمها الرئيس أوباما مؤخراً بجائزة أشجع امرأة في العالم لعام 2014م.