شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
عَبْدُ اللَّهِ بن جحش
عبد الله بن جحش حليف قريش، وأمه أميمة بنت عبد المطلب عمة رسول الله. أسلم عبد الله، وعبيد الله، وأبو أحمد بنو جحش قبل دخول رسول الله صلى الله عليه وسلم دار الأرقم. فهو - وأعني بطلنا - من السابقين الأولين.
وهاجر عبد الله وأخوه عبيد الله ابنا جحش إلى أرض الحبشة للمرة الثانية، وكان أخوه عبيد الله متزوجاً أمّ حبيْبة بنت أبي سفيان. وقد هاجرت معه إلى الحبشة. فتنصر عبيد الله بأرض الحبشة ومات بها على نصرانيته. ورجع عبد الله إلى مكة ثابتاً على إسلامه. أما أم حبيبة بنت أبي سفيان فقد تزوجها رسول الله فأضحت أم المؤمنين. وقد كان رهط عبد الله بن جحش وهم بنو غنم بن دودان أهل إسلام. قد رغبوا في الهجرة إلى المدينة، رجالهم ونساؤهم. وتركوا دورهم مغلقة. فخرج عبد الله بن جحش وأخوه أبو أحمد واسمه عبد، وعُكاشة بن محصن، وأبو سنان بن مُحصن وسنان بن أبي سنان، وشجاع بن وهب، وأخوه عُقبة بن وهب، وأربد بن حميرة، ومعبد بن نُباتة، وسعيد بن رُقيش، ويزيد بن رقيش، ومحرز بن نضْلة، وقيس بن جابر، وعمرو، وصنوان بن عمرو، وثقاف بن عمرو، وربيعة بن أكثم، وزبير بن عبيد، خرجوا كلهم مهاجرين إلى المدينة، فنزلوا جميعاً على واحد هو ((مُبشِّر بن عبد المنذر)). وتحدثوا أنه كان ممن خرج بالهجرة إلى المدينة رجالهم ونساؤهم وغلقوا دورهم فلم يبق منهم أحد إلا خرج مهاجراً، دار بني غنم بن دودان ودار ابن أبي البكير، ودار بني مظعون. وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين عبد الله بن جحش وعاصم بن ثابت بن أبي الأقلح. وبعد سبعة عشر شهراً من الهجرة، وفي شهر رجب، بعثه أميراً على سرية إلى ((نخلة))، وخرج معه نفر من المهاجرين ليس فيهم أنصاري، وليس عدم خروج الأنصار جاء نكولاً منهم، أو وقع صدفة. وإنما هو العهد على النصرة ما دام بينهم. حتى أنه صلى الله عليه وسلم لم يعقد العزمة في بدر إلا بعد استشارة هؤلاء الأنصار. أطلقوا النصرة في كل مكان. لا في المدينة وحدها. فالمسألة في نظر الأنصار ليس العهد. عهد العقبة قد فرض عليهم الجهاد فرض العين داخل المدينة. وإنما هو الدفاع عن الإيمان الذي آمنوا به. وينبغي أن ينصروه. في ((بدر)) وفي ((أُحد)) وفي ((الخندق)). وفي كل المشاهد حتى ((حنين)) كان النداء لهم (يا أنصار رسول الله).
أمَّر رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن جحش على هذه السرية. وكتب له كتاباً وقال: ((إذا سرت يومين فانشره فانظر فيه. ثم امض للأمر الذي أمرتك به..)) وفي هذه السرية سمَّى الصحابة عبد الله بن جحش أمير المؤمنين.
وتحدث سعيد بن المُسيَّب: أن رجلاً سمع عبد الله بن جحش يقول قبل يوم ((أُحد)) بيوم: اللَّهم إذا لقيني هؤلاء غداً فإني أقسم عليك لما يقتلوني ويبقروا بطني ويجدعوني. فإذا قلت لي: لماذا فعل بك هذا؟ فأقول: اللَّهم فيك. فلما التقوا فعلوا ذلك به.
وقال الرجل الذي سمعه: أمَّا هذا فقد أستجيب له. وأعطاه الله ما سأله بجسده في الدنيا. وأنا أرجو أن يعطي ما سأل في الآخرة.
وفي حديث آخر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خرج إلى ((أُحد)) نزل عند الشيخين فجاءته أم سلمة بكتف مشوية فأكلها. ثم جاءته بنبيذ فشرب. ثم أخذه رجل من القوم فشرب منه. ثم أخذه عبد الله بن جحش فعبّ منه. فقال له رجل: بعض شرابك. أتدري أين تغدو؟ قال: نعم ألقى الله وأنا ريان أحب إلي من أن ألقاه وأنا ظمآن.. اللَّهم إني أسألك أن استشهد، وأن يمثل بي. فتقول فيم صنع بك هذا. فاقول: فيك وفي رسولك.
قتل عبد الله بن جحش يوم ((أُحد)) شهيداً. قتله أبو الحكم بن الأخنس الثقفي. ودفن عبد الله بن جحش وخاله حمزة بن عبد المطلب في قبر واحد. وكان يوم قتل ابن بضع وأربعين سنة.
وكان رجلاً ليس بالطويل ولا بالقصير، كثير الشعر. وولي تركته رسول الله، فكان الوصي على أبنائه فاشترى لابنه مالاً بخيبر. صلَّى الله على سيدنا محمد وعلى آله ورضي عنهم.
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :612  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 202 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

زمن لصباح القلب

[( شعر ): 1998]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج