شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
عَاتِكة بنتُ زَيْد العَدَوِيَّة
عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل. أي أنها بنت عم عمر ابن الخطاب. وأخت سعيد بن زيد أحد العشرة المبشرين بالجنة. وأبوها زيد بن عمرو، وعم عمر. كان من المبصرين في الجاهلية الذين انكروا عبادة الأصنام وحرّموا على أنفسهم ما يذبح للصنم، وعبدوا الله على ملة إبراهيم. مثل ورقة بن نوفل. إلا أن ورقة تنصَّر فمات على نصرانيته في الفترة من الوحي، بين (أقرأ) و (المدّثَّر)، وذهب إلى ربه مبشرًّا بنجاته. ولعلّه لو عاش - وقد آمن بنزول الوحي على محمد - لآمن به بشيراً ونذيراً.
أما زيد فلم يتنصّر ولم يتهوّد. وإنما عاش يتعبد على ملة إبراهيم. فمات مبشراً بنجاته قبل النبوة. وعاتكة بنت زيد أسلمت قديماً. فبايعت وهاجرت. فهي من المسلمات المؤمنات المهاجرات. وقد كانت عاتكة بنت زيد تحب عبد الله بن أبي بكر الصديق. وكان يحبها وتحبه. فجعل لها طائفة من ماله على ألا تتزوج بعده. أعطاها بعض أرضه لئلا تتزوج، ومات عنها عبد الله بن أبي بكر. أصيب يوم الطائف بسهم فتبتَّلت وعزمت ألا تتزوج، وجاء الرجال يخطبونها فكانت تأبى وفاء للشرط. وأراد عمر أن يتزوجها - وهو ابن عمها - فقال عمر لوليها، ولعلّه أخوها سعيد: اذكرني لها. فذكره لها فأبت عمر أيضاً. فقال عمر. زوّجنيها - ولا ندري كيف تم ذلك وهي تملك أمر نفسها، فلعلّ في القصة بعض الأسباب، ولعلّ فيها تخريج فقهي، تناوله الفقهاء. لا ندري عنه. فاستجاب وليها فزوجه إياها. فأتاها عمر. فدخل عليها. فعاركها - إنها زوجته، إنها حلاله حتى غلبها على نفسها فنكحها. فلما فرغ قال: ((اف. اف. اف. افاف بها)) ثم خرج من عندها وتركها لا يأتيها. فأرسلت إليه مولاة لها أن تعال فإني سأتهيأ لك.
وتحدثوا: إنه حينما تزوجها عمر بن الخطاب، أرسلت إليها عائشة أم المؤمنين، لأنها أخت عبد الله زوجها الأول. أرسلت إليها تقول: ردي علينا أرضنا. ومن الطريف المعجب في تمام هذا الخبر، أن عاتكة كانت قد قالت حينما مات عبد الله بن أبي بكر:
وآليت لا تنفك نفسي حزينة
عليك ولا ينفك جلدي أغبرا
فردّدته عائشة على نحو آخر تقول بعد أن تزوجت عاتكة عمر:
وآليت لا تنفك عيني قريرة
عليك ولا ينفك جلدي أصفرا
ردي علينا أرضنا.
ومما يروي أن ربيعة بن أمية جاء إلى عمر بن الخطاب وأبو بكر حي، وهو الخليفة وكانت عاتكة متبتلة لم تتزوج عمر في حياة أبي بكر. فقال أمية لعمر: رأيت في المنام كأن أبا بكر هلك. فكنت بعده فبعثت إلى هذه المرأة المتبلة (عاتكة) فنكحتها. فدخلت عليك عروساً بها.. وعلى بابك جله قرط. فقال عمر: بفيك الحجر. بل يبقيه الله ويمتنا به. ولا سبيل إلى هذه المرأة.
وتوفي أبو بكر، وتولى الخلافة بعده عمر فأرسل إلى عاتكة وتزوجها. فكان مما قاله لها: إنك قد حرمت على نفسك ما أحل الله. فردي المال إلى أهله وأنكحي.
وعلم ربيعة بما صنع عمر. تزوج عاتكة. فجاء يستأذن على عمر وهو عروس بها، وكأنما عمر قد تذكَّر الرؤيا. فقال: اللَّهم لا تنعم به علينا. فأذن له. ودخل ربيعة ينظر. فرأى جلة القرط على بابه. ونعمت عين ربيعة. وكانت رؤيته حقاً.
وتحدثوا أن عاتكة كانت تقبِّل عمر وهو صائم فلم ينهها، وفي رواية أخرى: كانت تقبِّل رأس عمر وهو صائم فلم ينهها. وتحدثوا أن عاتكة كانت تستأذن عمر إذا خرجت من المسجد. فكان عمر يقول لها إذا استأذنته إلى المسجد: قد عرفت هواي في الجلوس. أي جلوسها في البيت. لا يحب لها أن تخرج إلى المسجد. وكانت تقول له: لا ادع استئذانك. وكان عمر لا يحبسها إذا استأذنته. طعن عمر وهي في المسجد. وهي امرأته التي جلس لها في عتمة الليل. يعترض طريقها كأنه غريب. وهي خارجة من المسجد. يرغبها في عدم الخروج. وهي القائلة (لقد كان ذلك يوم كان الناس ناساً).
ري الله تعالى عنهم أجمعين، فكم في سيرتهم من عبرة وعظة.. اللَّهم اجعلنا على الطريق السوي والنهج الصائب.
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :631  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 191 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج