شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
فاطِمة بنتُ عُتْبَة
فاطمة بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف خالة معاوية بن أبي سفيان، وأخت أبي حذيفة، رضي الله عنهم. أمها صفية بنت أمية بن حارثة من سليم، أسلمت وبايعت وكأنما هي قد سارت على هدي أخيها أبي حذيفة ولم تسر على ضلال وعناد قومها الأمويين العبشميين أمثال أبيها عتبة بن ربيعة وعمها شيبة، وأخيها الوليد طليعة القتلى من المشركين يوم أُحد، قتلهم حمزة وعلي وعبيدة بن الحارث بنو عبد المطلب الهاشميين.
ومن العجب أن كلاً من القاتلين والمقتولين من أرومة واحدة وهم بنو عبد مناف، فهاشم جد القاتلين، وعبد شمس جد المقتولين. إخوان توأمان شقيقان. ولكنها معركة الإيمان لا تسأل عن قريب ولا تقصي البعيد.
وأبوها عتبة أحد الأفراد القلائل من مشيخة قريش.. عرف بالعقل والحلم حتى أن الذين أنكروا أن نكون الرسالة لمحمد صلى الله عليه وسلم، وتمنوا أن تكون لرجل من القريتين عظيم، كان أحدهما عتبة بن ربيعة جد معاوية بن أبي سفيان لأمه، وابن عم أبيه، فهي من عراقة الأصل والنسب في المكان الأرفع.
تزوجها قرظة بن عمرو بن نوفل بن عبد مناف فولدت له الوليد، وهشاماً، وأمية، وآمنة، وعتبة، ومسلماً. ومن أزواجها عبد الله بن عامر وسالم مولى أخيها أبي حذيفة، وعقيل بن أبي طالب.
والعظة في عمل أخيها أبي حذيفة وفي قبولها ما صنع لها أبو حذيفة. لم يقل إنها بنت عتبة، ولم تقل هي ذلك فتزوجت من المولى المؤمن ((سالم)).. ولعلّه بعد أن استشهد سالم يوم اليمامة تزوجها عقيل بن أبي طالب. وفي ذلك خبر طريف يدل على معانٍ تكاد لا تتفق مع أهداف أبي حذيفة. خطبها عقيل - وكانت كثيرة المال - فقالت: ((أتزوج بك على أن تضمن لي وأنفق عليك))، فكان إذا دخل عليها قالت: ولعلّها تكايده - ((أين عتبة بن ربيعة، أين شيبة ابن ربيعة؟)) تقول ذلك وعقيل بن أبي طالب ليس أقل منها فخراً بنسب، فهو ابن عمها، ومثلها من بني عبد مناف.. ولكن هكذا كانت. ودخل يوماً عليها وهو برم من حال في نفسه. فقالت: ((أين عتبة بن ربيعة، أين شيبة بن ربيعة؟)) فقال لها: ((على يسارك إذا دخلت النار)) فغضبت وشدت عليها ثيابها وقالت: ((لا يجمع رأسي ورأسك شيء)). ثم أتت عثمان وهو ابن عمها أموي عبشمي. فبعث عثمان إلى معاوية وابن عباس: الأول ابن أختها والثاني ابن عم زوجها، وتحدث إليهما عثمان، فقال ابن عباس: ((واللَّه لأفرقن بينهما، وقال معاوية: ما كنت لأفرق بين شيخين من بني عبد مناف)).
ابن عباس أراد أن يرفع عن كاهل ابن عمه ما هو فيه.. ومعاوية أراد أن يحفظ على بني عبد مناف القيمة والقدر. وذهب معاوية وابن عباس فوجداهما. عقيلاً وفاطمة. قد شدا عليهما أثوابهما. فاصلحا أمرهما. لأن عثمان كان قد خولهما - معاوية وابن عباس - الرأي. فقال عثمان: إن تجمعا فاجمعا وإن تفرقا ففرقا.
رضي الله عنهما أجمعين.
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :570  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 190 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج