شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
عُمَيْر بن الحُمَام
عمير بن الحمام (بضم المهملة وتخفيف الميم) بن الجموح. الأنصاري السلمي، أسلم في السابقين من قومه الأنصار. أول قتلانا وشهدائنا في بدر، فإنه حين اصطف المسلمون للحرب وعلموا أنها ذات الشوكة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده لا يقاتلهم اليوم رجل فيقتل صابراً محتسباً مقبلاً غير مدبر إلا أدخله الله الجنة فقال عمير بن الحمام أحد بني سلمة: وفي يده تمرات يأكل منها - ((بخ. بخ. فما بيني وبين أن أدخل الجنة إلا أن يقتلني هؤلاء)). فقذف التمر من يده وأخذ سيفه وقاتل حتى قتل وهو يقول:
ركضا إلى اللَّه بغير زاد
إلا التقي وعمل المعاد
والصبر في اللَّه على الجهاد.
وكان أول قتيل قتل في سبيل الله في الحرب يوم بدر. الذين شهدوا بدراً وعاشوا بعدها ومنهم من خلط عملاً صالحاً وآخر سيئاً لهم المقام الكريم، تفضل الله عليهم بالمغفرة.. فكيف بهذا الذي شهد بدراً وقتل شهيداً فيها..
إنه فضل الله، وإنها معجزة النبوة جاءت بالهداية، وصنعت الهداية في القلوب. هذا التاريخ العريض والفتح المبين. أولستم معي في أن الفتح المبين، فتح مكة، في يقين النص وصادق الخبر، فلماذا لا يكون الفتح المبين أساسه فتح مكة وأعظم ما فيه، لأن فتحها قد قطع دابر الشرك في الجزيرة، فوحد الله قلوب العرب والمسلمين وهم كل من وجد وعاصر هذا الفتح، فكان بهم الفتح العظيم الثاني بعد فتح مكة، ألا وهو فتح الدنيا كلها، تعلو في كل بقعة منها كلمة التوحيد (لا إله إلا الله محمد رسول الله).
والفتح العظيم سواء فتح مكة أم ما بعدها من وحدة وانتصار لم يأت إلا عن إيمان وتضحية وشجاعة في قلوب الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، في طليعتهم هذا الذي قضى نحبه: عمير بن الحمام.
وقد روى هذا الحديث بوجه آخر، أخرجه مسلم: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لجيشه القليل العدد: ((قوموا إلى جنة عرضها السموات والأرض)) فقال عمير بن الحمام الأنصاري: ((يا رسول الله. جنة عرضها السموات والأرض؟)) قال: ((نعم)). قال رسول الله: ((ما يحملك على قول بخ. بخ؟)) قال عمير: ((رجاء أن أكون من أهلها)). فقال رسول الله: ((فإنك من أهلها)). فأخرج تمرات من قرنه يأكل منها، ثم قال: ((لئن أنا حييت حتى آكل تمراً إنها لحياة طويلة)).. فرمى بما كان معه من التمر، ثم قاتلهم حتى قتل. وقاتل عمير بن الحمام من المشركين يوم بدر هو خالد بن الأعلم.
هذه سيرة بطلنا، وأنها لجزء من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم. وكأنها الكل في سيرة الإسلام العطرة، فلم يكن هذا المثل الكريم وقفاً على عمير وأمثاله، وإنما وجد ليكون القدوة الحسنة في يوم قريب: يوم يخرج الله أناساً يقاتلون عن دينه ووطن إسلامه، سواء كانوا اليهود وأعوان اليهود أو المنحرفين عن الملَّة والدين.
إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (الحجر: 9).. والذكر لم يحفظ قراطيس في المكتبات والمحافظ، وإنما بقلوب الرجال وإيمان المؤمنين وعمل العاملين يرتفع بهذا صوت ويؤمن قلب وتعمل قوة، وأنا بهذا الحرم الآن لأول المسؤولين.. فاللَّهم هدايتك وتوفيقك..
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :597  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 188 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور زاهي حواس

وزير الآثار المصري الأسبق الذي ألف 741 مقالة علمية باللغات المختلفة عن الآثار المصرية بالإضافة إلى تأليف ثلاثين كتاباً عن آثار مصر واكتشافاته الأثرية بالعديد من اللغات.