الاثنينية ::المكتبة

مكتبة الاثنينية

> > > > > > معقل بن سنان

مَعقِل بن سِنَان

معقل بن سنان غطفاني أشجعي، أبو زيد أو أبو محمد.. وفد على النبي يقدم قومه فأقطعه قطيعة: أرضاً يعيش عليها، ويرعى نعمه فيها.. وهو ونعيم بن مسعود الأشجعي سيدا قومهما.. كان لواء قومه معه يوم الفتح ويوم حنين.. فهو من قادة السرايا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم. كان موصوفاً بالجمال الباهر. تغنى به كثيرون..

أعوذ برب الناس من شر معقل

إذا معقل راح البقيع مرجلا

وسمع عمر أنهم يتغنون بجماله فخشي الفتنة، فنفاه إلى البصرة.. فقد ذكروا أن عمر سمع أن امرأة كانت تنشد هذا البيت.

عجيب لعمر.. فعلها مع اثنين: مع تابعي شاب ((نصر بن حجَّاج))، وفعلها مع صحابي كبير ((معقل بن سنان)).

وهل الفتنة لا تكون منهما إلا لنساء المدينة؟.. إنها لكل النساء. ولكن عمر يريد الوقار في مهجر محمد - المدينة - كما يريده في مكة المكرمة.. يريد وقاراً وتقوى لا يحب العبث فيهما.

وبعد عمر رجع إلى المدينة حتى بويع يزيد بن معاوية، فذهب إليه يحمل بيعة طيبة ليزيد، أخذها منهم أميرها الوليد بن عتبة أو من عقبة لا أدري أيهما الأصح. وذهب معقل ببيعة أهل المدينة فلقي قائد جيش الحرة، قد بعثه يزيد لقتال أهلها ليبايعوه. وجلس إلى مسلم فأنس به مسلم وحادثه، فأمنه معقل، وقال له إني قدمت على هذا الرجل - يعني يزيد - فوجدته يشرب الخمر وينكح الحرام، فلم يبق شيئاً في نفسه حتى قاله لمسلم. وأردف يقول له: ((أكتم علي)).. فقال مسلم: ((افعل.. لكن على عهد الله وميثاقه، لا تمكنني ولي عليك قدرة إلا ضربت الذي فيه عيناك..)). رجل دولة لا يعرف ما قطع من عهد، إنه لن يحترم إلا يزيد، وما عليه من العهد والمواثيق.

وانتصر مسلم بن عقبة في وقعة الحرة.. وطلب معقلاً. فأتوا به فأمر بضرب عنقه صبراً.

أشهد أن مسلم بن عقبة كان جباراً في الأرض. لم يحفظ ذمة صحابي ولا عهد أبناء الأنصار، ولا حرمة الجوار.

ألا تلكم الأنصار تبكي سراتها

وأشجع تبكي معقل بن سنان

يرحم الله الجميع، فقد قدموا على رب واسع المغفرة.