شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
عَبْد اللَّه ذو البجَادين
عبد الله ذو البجادين المزني. ابن عبد نهْم. عم عبد الله ابن مفغَل، ينتهي نسبه إلى مزينة. مضري عدناني، ومزينة أخت تميم وهوازن.. نازعت هوازن، ونازعت تميماً كما فعلت قريش. ثم آمن منهم خلق كبير. وخرج فيهم ومنهم ولهذه الأمة أبطال صنعوا لنا بتوفيق من الله الخير وعملوا للفتح والنصر.
أما مزينة فقلّ من نازع منها. كانت خيراً كلها.. لو لم يكن لها إلا النَّعمان ابن مقرن وأخوته.. لكفى مزينة فخراً، وعزّ بهؤلاء الأخوة الستة بنو مقرَن.. كلهم آمن فكان من خير المؤمنون المجاهدين.. والنعمان بن مقرن بطل الفتح في العراق وصاحب نهاوند. والمبكي عليه من عمر. وأين مزينة الآن؟ لقد قللت من عددها الهجرة للفتح فهي من القبائل التي استنفدها الغزو في سبيل الله. فلم يبق منها في نجد والحجاز إلا قليل الآن، في قبيلة حرب الحجازية النجدية. فهم أي بنو فرعي بني سالم والفرع الآخر من حرب هو مسروح. وقد عرفت رجالاً من مزينة فيهم خير ودين يعرفون تاريخها ويفخرون به. ولعلّ ابن نحيت شيخ بني سالم في نجد من هذه القبيلة كما يجيب المزنيون والظواهر والحناينة، لا كما ينفيه غيرهم. سمي ذا البجادين لأنه حين أراد المسير إلى رسول الله أعطته أمه بجاداً لها. أي كساء. شقته نصفين فاتزر بواحد منهما وارتدى بالآخر. وقيل إنما سمي ذا البجادين لأنه كان ينازع على الإسلام فيمنعه قومه من ذلك ويضيقون عليه حتى يتركوه في بجاد ليس عليه غيره. فهرب منهم إلى رسول الله. فلما كان قريباً من المدينة شق بجاده باثنين فاتزر بواحد واشتمل بالآخر. ثم أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقيل له ذو البجادين.
ومن خبره المطول أن أمه سلطت عليه بعض قومه فحجروا عليه طمعاً منها أن يبقى معها ولا يهاجر. ثم أنه هرب إلى المدينة وصنع بالبجاد ما صنع.. شقه نصفين. فسمي ذا البجادين. وتحدث عنه عبد الله ابن مسعود فقال: قمت في جوف الليل وأنا مع رسول الله في غزوة تبوك فرأيت شعلة من نار في ناحية المعسكر فاتبعتها انظر إليها فإذا رسول الله وأبو بكر وعمر.. وإذا عبد الله ذو البجادين المزني قد مات.. وإذا هم قد حفروا له ورسول الله في حفرته كأنما هو الذي قام يلحده - وأبو بكر وعمر يدليانه إليه هما يدليان والرسول محمد يتلقاه وهو يقول.. يعني النبي: أدليا أخاكما. فدلياه إليه. فلما هيأ لشقه.. أي لحده. قال رسول الله: اللَّهم إني قد أمسيت راضياً عنه فارض عنه ولقد قال ابن مسعود: يا ليتني كنت صاحب الحفرة. نعم شهادة قطعت. فيها النجاة، فضل من الله يؤتيه من يشاء.. وهذا الخلق الكريم في النبي. في الصحابيين الكريمين أبي بكر وعمر.. كلهم يحمل صاحبه الذي مات ليدفن بأيديهم.. لم ينذروا الجيش ليأتي كل واحد يحمل الميت. هم الكبار، الكبار جداً. حملوا أخاهم ودفنوه. وهو الكبير أيضاً. استأهل كل هذا التكريم. فكيف لا يبذل أصحاب محمد أرواحهم فداء لنصرة الإسلام، إنه الخلق العظيم في محمد الرسول الأمين، وأنه التأسي من الخليفتين الراشدين أبي بكر وعمر اقتديا بالرسول. وإنه الخوف من الله جعل ابن مسعود يتمنى أنه صاحب الحفرة، لأن القطع بالنجاة بهذا الدعاء من النبي مقام كبير يتمناه الذين يخشون الله. وابن أم عبد منهم. رضي الله عنهم أجمعين.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :561  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 164 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور عبد الكريم محمود الخطيب

له أكثر من ثلاثين مؤلفاً، في التاريخ والأدب والقصة.