شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
مرثد بن أبي مرثد
مرثد بن أبي مرثد. أبوه كناز بن حضن. قيسي مضري.. أسلم هو وأبوه قديماً.. وكانا حليفين لحمزة بن عبد المطلب سيد الشهداء وعم رسول الله صلى الله عليه وسلم. وآخى النبي بين مرثد وبين أوْسِ بن الصامت. أخي عبادة بن الصامت. وزوج خولة التي جادلت وسمع الله جدالها من فوق سبع سموات.
كان أبوه أحد الفوارس.. وفارس رسول الله. كالمقداد وكالزبير، فهو صاحب الفرس الثاني يوم بدر.. وشهد ابنه مرثد أُحُداً وقتل يوم الرجيع. كان أحد الستة الذين بعثهم النبي صلى الله عليه وسلم إلى عضل والقارة ولحيان ليعلموهم الإسلام، ولكنهم غدروا بهم فقتلوا ثلاثة وأسروا ثلاثة. والأبطال الستة أصحاب الرجيع هم: مرثد بن أبي مرثد، وعاصم بن ثابت بن أبي الأقلح، وخُبيْب بن عدي، وخالد بن البكير، وزيد بن الدثنة، وعبد الله بن طارق حليف بني ظفر.
الغدر من عضل والقارة ولحيان شقاء عليهم ورحمة للأبطال، لم يغدروا بهم وحدهم إنما غدروا بالدين، بالهدى، فاستصرخوا عليهم أي على الستة الأقلين في العدد، الأقوياء بالإيمان هذيلاً، فقتل ثلاثة منهم، استقتلوا. لا يستسلمون لغادر. وهم مرثد بن أبي مرثد وعاصم وخالد، وأما الثلاثة الآخرون خبيب وعبد الله وزيد فأسروا فباعوهم لقريش، فقتلهم الذين اشتروهم.. ولكل منهم قصة يطول شرحها.. عاصم حمته الدبر، وخبيب سقته الملائكة. أطعمته الملائكة عنباً من الجنة. إنهم الشهداء. وتحدث النبي إلى مرثد بطلنا فقال له: إن سركم أن تقبل صلاتكم فليؤمكم خياركم. فإنهم وفدكم فيما بينكم وبين ربكم. وقد تكلم الإمام الحجة شيخ المغربيين أبو عمر ابن عبد البر عن سند هذا الحديث لا يوثقه من ناحية سنده. ولكن الثقة في معنى المتن تجعلني أضعه، لأن معناه قويم من صميم الشريعة الإسلامية التي تدعو إلى الخير وتقدم الخيرين.
وكان مرثد من الفدائيين ((الكماندوس)) يذهب إلى مكة يحمل الأسرى. يهرب إلى المأمن. إلى المدينة. وذهب مرة يقضي هذه المهمة الفدائية، فحنّ لشيء ذكره في مكة. إنه بشر، كان قبل أن يسلم وفي الجاهلية يحب بغياً، اسمها (عِناق) اسم شعري في أمة شاعرة، وكانت صديقة له. وندعه يتحدث عن نفسه. قال: كنت قد وعدت رجلاً أسيراً في مكة أن أحمله إلى المدينة. فجئت حتى انتهيت إلى حائط من حيطان مكة في ليلة قمراء فجاءت عناق، فأبصرت سواد ظلي بجانب الحائط، فلما انتهت إلى غرفتي.. فقالت: مرثد.. قلت: مرثد. قالت: مرحبا وأهلا، هلم فبت عندنا الليلة.. فماذا قال لها مرثد؟.. قال: يا عناق إن الله حرم الزنا.. وغضبت عناق فصرخت تنادي: يا أهل الخباء هذا الذي يحمل الأسرى. فهب القوم يطلبون مرثداً. تبعه ثمانية رجال. وتحدث مرثد فقال: فسلكت الخندق حتى انتهيت إلى كهف فدخلته. انزوى في غار يتخفى غيلة المشركين الذين تبعوه. وقد دلتهم عليه امرأة زانية لم يجب طلبها.. وتحدث مرثد فقال: وجاءوا حتى قاموا على رأسي وأعماهم الله عني ثم رجعوا.. فلما ذهبوا رجعت إلى صاحبي فحملته وكان رجلاً ثقيلاً، حتى انتهيت إلى الأذخر ففككت عنه كبله (قيده المكبل به) ثم جعلت أحمله حتى قدمت المدينة.
فدائي مؤمن. يحمل أخاه. ينقذه من الكفر. من الموت. من العذاب، من الهوان.
الفدائية في عزيمته. هي من الإيمان في قلبه والعفة عن الخنا والزنا من الإيمان. هداية الله أغنت عن الحرام. واسمع بعد ما يقول:
فأتيت رسول الله فقلت يا رسول الله هل أنكح عناق؟ فأمسك رسول الله. فلم يرد عليّ شيئاً، حتى نزلت هذه الآية الزَّانِي لَا يَنكِحُ إلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً (النور: 3).
فقرأها رسول الله علي وقال: لا تنكحها، لا ينكح الزاني المجلود في حد إلا مثله.
حرم عليه نيلها بالعفة. وحرم الله عليه نكاحها بالمنع والتحريم. أراد أن يطهره الله. ولكن الزانية المسكينة إن تابت وعفت، ووجدت من يسترها الله به فإن له أجراً في ذلك. وإنما الأعمال بالنيات. ولكل وضع، وما جعل الله في الدين من حرج.
الأساس التقوى، ورأس المال إيمان رادع ونية صالحة صادقة.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :618  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 163 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة الدكتورة عزيزة بنت عبد العزيز المانع

الأكاديمية والكاتبة والصحافية والأديبة المعروفة.