شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
قَيْسُ بن نَشَبَة
قيس بن نشبة (كسمعة) أحد المبصرين الذين بحثوا عن التوحيد وأنكروا الوثن.. كان يسمى حبر بني سليم لاطلاعه على الأخبار والسير وقصص الناس، والنظر فيما يعبدون. له مكانة في بني سليم.. عم العباس بن كرداس، أو ابن عمه فهو ابن بيتها الرفيع العماد. تجله سليم حتى أنها تبعته حينما دعاها إلى الإسلام. كان رسول الله يسميه حبر بني سليم. تحدثوا عنه فقالوا: جاء قيس بن نشبة السلمي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الخندق فقال: إني رسول من وراء قومي وهم لي مطيعون. وإني سائلك عن مسائل لا يعلمها إلا من يوحي إليه. فسأله عن السموات السبع وسكانها وما طعامهم وما شرابهم؟ والملائكة وعبادتهم وذكر له الأرض وما فيها، فأسلم ورجع إلى قومه فقال يا بني سليم قد سمعت ترجمة الروم وفارس وأشعار العرب والكهان ومقاول حمير، وما كلام محمد يشبه شيئاً من كلامهم فأطيعوني في محمد فإنكم أخواله فإن ظفر تنتفعوا به وتسعدوا، وإن تكن الأخرى فإن العرب لا تقدم عليكم. فقد دخلت عليه وقلبي عليه أقسى من الحجر، فما برحت حتى لان بكلامه. وتحدثوا عنه فقالوا: إن قيساً قدم مكة في الجاهلية، فباع إبلاً له فلواه المشتري حقه أي مَطَلَه فكان يقول:
يا آل فهر كنت في هذا الحرم.
في حرمة البيت وأخلاق الكرم.
أظلم لا يمنع مني من ظلم.
قال: فبلغ ذلك عباس بن مرداس فكتب إليه أبياتاً منها:
وائت البيوت وكن من أهلها مددا
تلق ابن حرب وتلق المرء عباسا
قال: فقام العباس بن عبد المطلب وأخذ له بحقه. وقال: أنا لك جار ما دخلت مكة، فكانت بينه وبين بني هاشم مودة حتى بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوفد عليه قيس وكان قد قرأ الكتب فذكر قصة إسلامه وأنشد في ذلك شعراً. وقالوا: كان قيس بن نشبة يتأله في الجاهلية، وينظر في الكتب فلما سمع بالنبي صلى الله عليه وسلم قدم عليه فقال له: أنت رسول الله؟ قال نعم. قال فانتسب له فقال: أنت شريف في قومك وفي بيت النبوة فما تدعو إليه؟ فعرض عليه أمور الإسلام، وعرّفه ما يأمر به وينهي عنه فقال: ما أمرت إلا بحسن وما نهيت إلا عن قبيح، فأخبرني عن كحل ما هي؟ قال السماء، قال فأخبرني عن محل ما هي؟ قال: الأرض قال فلمن هما؟ قال لله، قال ففي أيهما هو؟ قال: هو فيهما وله الأمر من قبل ومن بعد. قال: أنت صادق واشهد أنك رسول الله. فكان النبي صلَّى الله عليه وعلى آله وسلم يسميه حبر بني سليم وكان إذا افتقده يقول يا بني سليم أين حبركم؟ فقال قيس بن نشبة:
تابعت دين محمد ورضيته
كل الرضا لأمانتي ولديني
ذاك امرؤ نازعته قول العدا
وعقدت فيه يمينه بيمني
قد كنت آمله وانظر دهره
فاللَّه قدر أنه يهديني
أعني ابن آمنة الأمين ومن به
أرجو السلامة من عذاب الهون
وهكذا نشأ في العرب رجال لهم علم ولهم فهم، فتشوا عن الخير فوجدوا الخير. إنها إرهاصات النبوة في أمة كانت أهلاً لأن تحمل عبء الرسالة لتقوم بنشر هذا الدين ولتفتح الفتح المبين.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :642  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 144 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج