شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
وَاشمخَرتْ اليمَامَة..
واشمخرت اليمامة، وحجرها الرياض، قبلياً في الجاهلية وإسلامياً في صدر الإسلام، فمنها وممن هم حولها من كل قبائل نجد، كانوا صخار الإسلام، والحفوة التي شقيت بها جزيرة العرب، لم تنل من اليمامة إلاّ حماستها لأن تعود إلى ارتفاعها المسلم وشموخها العربي بدعوة شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب ولسيوف الأئمة من آل سعود.
والحق يحاربه الباطل، فإذا عبد العزيز بن عبد الرحمن يعود إلى اليمامة بالسيف، فإذا هي تعود مشمخرة بالقصيدة وبالوحدة وبالأمن وبنشر العلم.
وأبت اليمامة إلاّ أن تشمخر تؤسس فيها - كما الجامعات - مكتبة باسم عبد العزيز يؤسسها ابنه ولي العهد عبد الله، جمعت التراث لتصون الميراث حتى إن الكتاب (الإكليل) لمجغرف جزيرة العرب الهمذاني، قد ضاع تناهبته الأيدي من مكتبة صنعاء بيت الهمذاني، فإذا رجل يجمع الإكليل اسمه في أجزاء في أكثر من مكتبة، أخذه الجد، فإذا الاجتهاد يعطيه، ماذا يصنع به؟ قالت مكتبة الملك عبد العزيز هاته.. اشترته ستطبعه إن لم يكن الآن تحت الطبع.
لقد كنت أذم سارق الكتاب يوم تسلط السرّاق على مكتبة عارف حكمت ومكتبة السلطان محمود والمكتبات الأخرى يسرقون الكتب، كنت أذمهم، لكني الآن أشكرهم، لقد باعوها إلى من صانها.. باعوها في أوروبا.. واشترتها المكتبات، فإذا كل هذه الكتب مصانة في كل مكتبة أوروبية، لأنهم تعصبوا للكتاب من حيث هو كتاب، من حيث هو تراث إنساني، لئن خالف عقائدهم، فإنه يتآلف مع الفكر المثقف الذي تثقف أول الأمر بما وصل إليه عن طريق الأندلس.. عن طريق صقلية.. عن طريق القسطنطينية.. عن طريق بخارى.. عن طريق روما، أخذوا عن كتابنا القيم الحضارية، فهم لم يعرفوا أرسطو وأبقراط وأقليدس إلاّ عن فلاسفتنا.
لهذا، شكرت السارق وأثني على صائن الكتاب، ولو كان لي أن أقترح لطلبت من مؤسسة الملك عبد العزيز أن تنتدب المختار من رجالها يذهب إلى مكتبة الفاتيكان التي جمعت أكثر من خمسين ألف كتاب، حتى صحائف الجلد وعليها الآيات توجد في مكتبة الفاتيكان، لو طلب ذلك منها رسمياً لما رفض البابا هذا الطلب، لا نأخذ الكتاب وإنما نصوره، حتى يصبح الكتاب اثنين في روما وفي حجر اليمامة.
لقد اشمخرت اليمامة بهذه المؤسسة أعني المكتبة، كما اشمخرت بالجامعات، وكل ذلك كما الدولة كلها.. كما الكيان الكبير كله هو مؤسسة الملك عبد العزيز، ولا أنسى الدارة فهي من الرديف وكل الرديف أصبح ريف ثقافة يذوق ثمارها الذين يتثقفون.
وما نسيت أن أكتب عن المؤسسة في المغرب، التي خصص لها هذا العدد من المجلة، فالعدد هذا هو الذي كتب عنها ويكفيني ذلك، كل ما فعلته هو أني استجبت أو أني رأيت أن تصدر الدارة هذا العدد الخاص، وليس بكثير على ابن عبد العزيز الأمير عبد الله ولي العهد، أن تأخذه الوراثة للعقيدة والوفاء للصداقة أن يبذل ما بذل في سبيل تنظيم العلاقة الثقافية بينما هم أهل ثقافة واحدة، ثقافة اللغة الشاعرة.. لا.. ثقافة القرآن، فقد حفظه المغاربة وفسروه، وكان حبهم لنا نحن المشارقة حباً لا يعلى عليه.
فأول من صدّق شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب من أهل الأنصار ما كان إلاّ وهو السلطان سليمان، ولقد تعلمت هذه من الزعيم المغربي الشيخ علاّل الفاسي في محاضرة ألقاها في بستان الزاهر كعضو في رابطة العالم الإسلامي، ولا أدري هل أجدها عند الدارة أو في أي مكتبة أو حتى في الرابطة، فقد لعبت بعض الأيدي ببعض المحاضرات.
فعلاقة المملكة حرماً وسياجاً وصحراء وبيت الشعر وبيت المدر والرجال، علاقتهم وثيقة بالمغرب العربي كله لأنهم كما ذكرت من قبل أهل الثبات والإثبات يحبون هذه الأرض وإنسانها، فليس هم ((غلاظ الأكباد)) بل هم رقاق القلوب، وراثة الحميرية اليمنية وأخلاق الإسلام، فلئن شعَّ نوره في الحرم وسياجه، فقد انتشرت أنواره من المغرب كله بالفاتحين الذين كانوا من هنا حتى تكوّنوا هناك سواء كانوا الفاتحين الأُول أو كانوا بني هلال وبني سليم.. الفاتحون نشروا الإيمان وموجة نجد ومن لفَّ لفَّه فيها من القبائل، هم الذين عرّبوا، قالها عبد الحميد بن باديس، يوم عابوا بني هلال بأنهم خرجوا، فقال يرحمه الله - وهو بربري صنهاجي، لكنه شبع من القرآن - قال: لئن قيل إنهم خربوا، فلنقل إنهم عرّبوا.
ولست بهذا أتزيد أو أتسيد، وإنما أستجدي القارئ أن يعرف نفسه.. أن يعرف ما هم العرب، ليعرف من هم العرب.. ولا أريد أن أزيد.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :572  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 135 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء السابع - الكشاف الصحفي لحفلات التكريم: 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج