الاثنينية ::المكتبة

مكتبة الاثنينية

> > > > > > إنها مكة حرم آمن

إنها مكة حَرم آمن

وحاول الطغاة المخدوعون بما عقدوا، أو الكافرون بما اعتقدوا، أن ينالوا من المسجد الحرام من مكة من بكة من الكعبة، فحجزهم الله عنها، بعضهم لم يصل إليها وبعضهم وصل حتى المغمس.. حتى وادي محسّر، أي داخل حدود المسجد الحرام، ذلكم أبرهة.. حبشي جاء من اليمن يقود جيشاً جراراً.. بل قاده حقد فوار، فإذا النار تأكل قلبه، يشد قوته ليهدم الكعبة، ليكون له بيت هناك في مركز مُلكه.. لم يعرف الطريق، فإذا خوّان من العرب هو (أبو رغال) يصبح الدليل له، يسلك بالفيل وأصحابه الطريق، أكلته الخيانة فأكلت تقديسه للبيت فتآكلت عروبته، ماتت نخوته، ليشبع بقيمة وُعد بها، ولعلّه - في نفس أبرهة - سيكون طعاماً للسيف إذا ما انتصر صاحب الفيل، ولم يعلم صاحب الفيل عن الطير الأبابيل، عن الحجارة من سجيل تهلكه هو وكل جيشه.. إلاّ (حمامة) أم سيد العبيد بلال، أبقاها الله لتلد، هذه العود من الأبنوس.. هذا الأسود.. هذا السؤدد - أسود لونه وأبيض قلبه فإذا نور الإيمان في بلال يجعله أفضل من كثير ومن أكثر الذين أسلموا بعده ويأبى الفيل - هو من ذلك الشيء الذي يسبح بحمد الله لأن الفيل يعرف الله أكثر من الكافرين الطغاة - أن يتجه إلى حيث يريد أبرهة، فعصاه ليتجه حيث أراد الله وإن لم يتحرك، ويقولها عبد المطلب بن هاشم جد محمد عليه الصلاة والسلام أنا رب إبلي أما البيت فله رب يحميه فحمى الله بيته، ولكن أين العرب؟ لماذا لم يحترموا أبرهة، وكلهم يحترم البيت؟ تلك قدرة الله.. إرادته.. أراد سبحانه أن يكون هو الذي يحمي بيته.

ولنسأل عن التوقيت، ألأنَّ محمداً ولد هذا العام؟ ليكون الطير الأبابيل إرهاصاً تعظم به مكانة البيت فلا يضام، وليجد رسول الله قريشاً آمنة تسميه الصادق الأمين حتى إذا أرسل أسلم الصادقون وبقي المشركون على شركهم.

العرب ما تخاذلوا ولا خُذلوا، وإنما الله ثبطهم ليكون النصر من عنده، وليكون هذا النصر آية للذين يؤمنون بالله.

.. وجاء من رجم الكعبة بالمنجنيق، حماه إسلامه وأمره إلى الله، وتولَّى خالد بن عبد الله القسري عاملاً لبني أمية أميراً على مكة، فما استحي من إسلامه، بني لأمه وفي بيته كنيسة لأنها كانت نصرانية.. هجر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم أخرجوا اليهود والنصارى من جزيرة العرب لا يجتمع في هذه الجزيرة دينان.

وجاء القرامطة، قرمطي كبير وقرامطة صغار، فخذلوا، ألحدوا فأذاقهم الله العذاب، فالظلم بهذا البيت أو في هذا البيت إلحاد يذوق صاحبه العذاب، والأمثلة كثيرة، وما يوم حليمة بسر.

واليوم، حاول العبث الشعوبيون من الفرس، لا يعلنون الشعوبية، وإنما يتسترون وراء الإسلام، الإسلام يمنع العبث في الحرم يمنع إراقة دم المؤمن، فكيف تطعن سكين مسلمة قلب حاج مسلم، إنها أبرهة جديدة أو قرمطية مستجدة، ولكنه الله يحمي بيته.. أنعم على خادم الحرمين الملك فهد أن يتصدى لهذا العبث، ما تعدى وما تحدى ولكنه تصدى.

الحرم أمن، وأتحدى من يقول إنه بعد اغتيال عثمان بن عفان ذي النورين رضي الله عنه، عمَّ الأمن جزيرة العرب.. حجازاً ونجداً وأعالي السراة وكل التهائم لم يقع أمن إلاّ حين جمع الله هذا الكيان الكبير المملكة العربية السعودية، فالمسلمون وأكثر العرب كانوا مع الملك فهد حين انتصب للعبث وحين قطع العلاقات، قلتها.. عروبتي فرحت وإسلامي حزن، ولكن الإثم على باعث الحزن، الإسلام لا يرضى أن يفترق مسلم عن مسلم، قال صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم أعناق بعض.