شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
اليمَامَة
ومجلة الدارة تصدر في حِجر اليمامة ((الرياض)). فمن حق المكان الذي تصدر فيه المجلة أن يكون لي كلام عنه.
إن دارة الملك عبد العزيز أصدرت المجلة. وشرفت أن أكون رئيس تحريرها. أباحُوا لي أن تصدر في جدة تخفيفاً عني. فأبيت إلا أن تصدر في الرياض فرعاً من الدارة. دعامة للدارة. ويحملني الكلام عن اليمامة عن قيمة الأرض. أي الوطن. ذلك أني أريد إسقاط المذمة عن قطعة أرض من أرضنا. فالأرض لا تُعاب. وبعيد عنها السباب. فلئن تجني إنسان في أي بقعة من الأرض. فهو الذي يُعاب ويستأهل السباب. ففي إقليم أساء المشركون. وفي آخر أساء المنافقون. وارتد مرتدون. ونبح كاذبون ادّعوا النبوة. لقد ذهبوا بمعابتهم حين نصر الله الحق وأعز الله العرب بإسلامهم. كما اعتز العرب به. أسقطوا ما بينهم من خلاف. وارتفعوا عن الانفرادية القبلية. فإذا الإسلام يعتز بهم، فما من شبر على هذه الأرض، وما من قبيلة من قبائلها، إلا وكان منهم ومنها قادة الجهاد وجنود الجهاد.
فاليمامة يأخذني الكلام عنها على صورتين، الأولى عن رجلين هما: هوزة بن علي، وثمامة بن أثال، حنيفيين يماميين، هوزة بن علي كان منه المدد لرسول الله صلى الله عليه وسلم. أرسل الصدقات من حنطة اليمامة وغيرها، فأخذ رسول الله محمد القرشي المضري العدناني يقلب الحنطة بيديه ويقول:
هذه صدقات ابن عمي؛ لأن هوزة بن علي حنيفي وائلي من ربيعة الأخ الأصغر لمضر، فمضر الحمراء، وربيعة الفرس أخوان، تفرع منها الكثير، حين ائتلفوا سادوا، وإذا ما اختلفوا كان واقعهم أليماً. فالحنطة التي أرسلها هوزة بن علي تعني العون منه، يشكره النبي، ومنع هذا العون لقريش ينال منها بعض الشظف؛ لأنه إضعاف لرحلة الشتاء.
والرجل الثاني هو ثمامة بن أثال. جاء منه الموقف العظيم، كان يحوم حول المدينة على فرسه، فأمسك به حراس النبي، فربطوه في سارية، يمر عليه النبي فيقول له:
ـ ما تراني أصنع يا ثمامة.
فيجيب ثمامة:
ـ إن تقتل، تقتل ذا دم، وإن تعف تعف عن شاكر.
وفي رواية أخرى:
ـ إن تمنن، تمنن، على شكر.
وفي مرة ثانية يقول له صلى الله عليه وسلم ذلك، فلا يجيب ثمامة إلا إجابته الأولى، وبعد المرة الثالثة منّ عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فركب فرسه لا يغيب طويلاً، يعود إلى مجلس رسول الله يعلن إسلامه، ويقسم أنه ذاهب إلى مكة يجهر بإسلامه، فقال له الرسول:
ـ ما حملك على هذا يا ثمامة، لماذا لم تسلم قبل إطلاقك.
فقال الفارس:
ـ خشيت أن يقال إني ما أسلمت إلا عن خوف.
وسار إلى مكة يعلن إسلامه على الملأ، فأراد بعض الغوغاء أن يشغبوا عليه، فمنعهم الذين يعرفون ثمامة ومكانته بين قومه، ويعرفون - أكثر - ما لميرة اليمامة لديهم من نفع.
وأقسم ثمامة أن يمنع ميرة اليمامة عن قريش، فأصابهم نقص أعجزهم؛ مما سهل طريق الفتح.. فتح مكة.. الفتح المبين.. فصنيع ثمامة - يؤازره قومه حين أطاعوه - من الدعامة القوية؛ أسهم بها ثمامة في فتح مكة.
وكانت الردة، كأنما وحدة العرب في ظل الإسلام قد انفرطت في أكثر من مكان، وفي أكثر من قبيل، ولكن الله منّ على عبده أبي بكر الصديق، صاحب الثلاثين شهراً، أعاد للعرب وحدتهم فعادت للإسلام عزته، فإذا الفتح العظيم، بعد الفتح المبين.
ثم: وفي العصر الوسيط يوم تفرق المسلمون تحت زعامات وملوك وطوائف، ضاع من العرب السلاح، وعادوا إلى صحرائهم يحتمون بها، فإذا التاريخ يعود، بدعوة شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب، وشيخ الأئمة لآل سعود، فإذا اليمامة تحتضن دعوة السلف، تصل بنا إلى وحدة الكيان الكبير مما هو معروف، قد يكون الكلام عنه في ظرف آخر؛ حيث تكون الفرصة سانحة، الكلمة عن هذا الكيان الكبير ((المملكة العربية السعودية)) وحَّدها البطل الإمام السلطان الملك ((عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود)).
 
طباعة

تعليق

 القراءات :592  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 121 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج