والحمد لله، فهذا هو العدد الأول من السنة العاشرة. ومن عمر المجلة ((الدارة)) نزفه إلى القراء، لا نستجدي الثناء، وإنما هو إزجاء الشكر لقارئ كتب، أو لكاتب يقرأ، نرجو أن نضيف إلى القارئ وإلى الكاتب كما ذا كيف من القراء.
فالحرف مكتوباً أو مسموعاً لا حياة له إلا بقارئه، فلئن أعطى له الحياة كاتبه فإن عمره المديد لا يمتد إلا بالقارئ.
ومجلة ((الدارة)) قد أعطت لقارئها ما ينبغي، ولم تعجز عن عطائها لما يبغي: ذلك ليس من عجز عن العطاء، فكفاءة القادرين ما زالت وفية بالعطاء، ولكنه التعجيز، لم يُفرض عليها من سلطان، ولا من جهاز، ولا من نقص في التجهيز، وإنما هو تعجيز الظروف، وإلا فالدارة الأمانة، والدارة المجلة، والدارة المجلس، ورئيسه لا يبخلون بما لديهم من الوثائق، وبما عندهم من المعرفة، ولكن الباخل هو التأني ومسيرة الهوينا.
وأحسب أن الفرصة قد حانت لتقتحم المجلة بعض العوائق، فعسى أن يجتمع مجلس الإدارة لتعرض عليه المجلة فكرة التوثيق بالوثائق التي لدى الدارة، أمانة ومجلة.
فكثير من حوادث التاريخ، سير الأبطال، وعطاء الأرض، وما إلى ذلك لا يزال في حاجة لا إلى استقرائه، وإنما إلى الاستنباط منه، والفقه، فالحاجة إلى التفهيم كالحاجة إلى الفهم. عسى أن يتم ذلك.