شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الوثيقة التَارِيخيَة
وأخذت أجتر لأكتب افتتاحية هذا العدد، وما كدت أعثر على فكرة حتى وافتني هذه الرسالة الكريمة من صاحب الفضيلة والمعالي رئيس مجلس إدارة دارة الملك عبد العزيز، ووزير التعليم العالي الشيخ حسن ابن عبد الله آل الشيخ، وقد قرأتها، أو بالأحرى استقرأتها فرجحت نشرها، لا لأضيف بذلك علماً جديداً عن دعوة السلف التي درج خصومها يبتعدون عن تسميتها ((الدعوة السلفية)): لأنهم يتحاشون إعلان الحرب على الدعوة السلفية، فتخيروا أن يقولوا ((الوهابية)) تسمية أرادوها لتكون حربهم على الشخص: يتقولون الأقاويل، كما أنهم فعلوا الأفاعيل.
وإنصافاً للحق أنشر رسالة الشيخ وخطاب الدكتور الشويعر والرسالة الموجهة إلى من تخيرهم إمام الدعوة وسلطان الدعوة من أولي العلم في تونس، كما أن إِمام الدعوة وسلطان الدعوة لم يقتصر على تونس: بل كان السلطان سليمان ملك المغرب قد بلغته الدعوة فأصبح من أنصارها. وقد سجل ذلك الأستاذ الكبير علال الفاسي يرحمه الله في محاضرة ألقاها في مكة المكرمة.
ثم إن الدعوة قد وصلت إلى مصر، فإذا العلاّمة المؤرخ الجبرتي - وفي عهد محمد علي الذي كان حرباً على آل سعود وعلى أئمة الدعوة - يكتب في تاريخه هذا اللقب يطلقه على الإمام عبد الله حين سمّاه الشهيد. فلولا أن الجبرتي عرف هذه الدعوة وعرف أن الإمام عبد الله كان مجاهداًَ في سبيل الإسلام الخالص من الشوائب الطرقية وما إليها، لولا أن الجبرتي كان يعرف ذلك لما أطلق هذا اللقب يصف به الإمام عبد الله بأنّه الشّهيد.
وبرغم كل العراقيل والمعوقات التي تسلطت على هذه الدعوة بقوة السلطان وشراسة الطرقيين، فإن دعوة السلف قد انتشرت، حتى إن الأكابر من علماء المغرب لم يكونوا بعيدين عنها.
والحكيم الكبير جمال الدين الأفغاني وتلميذه الإمام محمد عبده والسيد رشيد رضا وجمال الدين القاسمي، من علماء دمشق، والسلفيون من أهل الحديث في الهند، كلهم كانوا أنصاراً لهذه الدعوة، حتى إن جمال الدين الأفغاني لم يسلم من الملحدين ومن الطرقيين، ومن عسف السلاطين، وإذا هو اليوم يتعرض للذين يكنون الحرب على الدعوة السلفية: لأنهم يخافون سلطان القوة الذي يناصرها الآن، فأخذوا - وباسم السنة التي يعلنون - يخرجون جمال الدين من الإسلام لأنّه ((ماسوني))! مع أن حربه للاستعمار وللطرق، وما جاء في ((العروة الوثقى)) تثبت أن الرجل كان نصيراً للسلفيين.
من هنا، فإننا نحمد الله تعالى على أن هذا البلد قد توحّد كياناً وعقيدة، كما أن الأمصار المسلمة بدأت تتقارب، كأنما كلهم قد التقوا بأئمة الدعوة السلفية.
إن ساطع الحصري، وعبد الرحمن الرافعي، ومحمد توفيق، كلهم أكبروا ما صنع آل سعود: فقد اعتبروا أن قيام السلطان السعودي ودعوة السلف نهضة إسلامية وقومية، فأشادوا بها كقوميين، وتلك الإشادة رديف لا نرفضه. فإن هذا البلد كما قلت أكثر من مرة، أعني المملكة العربية السعودية، عربي على الذروة مسلم على السنام. فلئن كانت القوميات تعتز باسماء الأقاليم أو بتسميات أخرى: فإن إقليمية هذا البلد ووطنيته هي الإسلام عربياً، والعروبة مسلمة، فلا إزدواجية، وإنما هو التزاوج، لا ينفك العربي في هذا البلد عن إسلامه، ولا يتخذ الثناء على الإسلام من بعض الشعوبيين موضعاً لمذمة العرب. يكفيهم أن القرآن بلسان عربي مبين، وأن خاتم الرسل سيدنا محمد عربي، وأن الهداية والفتح ما كانا إلا بعز الإسلام وكلمة التوحيد، وعز الإسلام ما كان إلا بسيف ومجاهد كلهم من أبناء هذا البلد: جزيرة العرب.
إن الدعوة السلفية - إذا ما دققنا النظر في هذه الرسالة - تدل على قوة السعي لنشر الدعوة وعلى قوة العارضة والنية الصادقة. كل ذلك أبى إلاّ أن يبلغ، رغم بعد الشقة وشظف العيش وقلة السلاح، ورغم تكالب الأعداء. لكنه الإيمان ينتصر دائماً بالحرب عليه.
ومن عطاء الحق أن أنشر ذلك كاملاً.
والله من وراء القصد.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :687  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 117 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج