| مَن هُم العبرَانيون؟ |
| ولعلّي طالب علم أبحث عن الحكمة، فإن وجدتها أتمتع بها والمتعة بالمعرفة أريدها للجميع للمسلم والعربي والإنسان. من هنا تعودت أن أطرح أسئلة عن خواطر ترد عن رؤية الواقع أو عن فكرة خفية على معالمها وحتى لو اتضحت تلك المعالم فليس من المستحسن أن أصدق هذا الوضوح: بل ينبغي أن أضعه أمام القارئ. |
| إن هذه الدهلزة بسطتها أمام ما أطرحه من أسئلة. كما يأتي: |
| 1 ـ قالوا إن أبناء سام قد اقتسموا الأرض وليست هي إلا جزيرة العرب حول النهرين ووسط الجزيرة واليمن السعيد. حتى الأحقاف والربع الخالي. |
| وقد درج العرب في تاريخهم الحديث على أن يحددوا جزيرتهم شمالاً من جنوب جبال طورس، والبحر الأحمر وشرقاً أرمينيا وأرض فارس، وجنوباً المحيط الهندي، وغرباً البحر الأحمر وبرزخ السويس. إن هذا التحديد الحديث لعلّه قد وصل إلينا من التحديد القديم. |
| 2 ـ فأبناء سام قد أطلقت عليهم أسماء ثلاثة حسب تحركهم من أرض الخصب إلى أرض الجدب أو من أرض الجدب إلى أرض الخصب. فقد قالوا إن أبناء سام هم عربيون أو عربيون وعبرانيون وخبيريون. |
| فالعربي توطن الصحراء والخبيري سكن اليمن السعيدة والعبراني عبر النهر أو هو عبر إلى النهر. هذا هو لب السؤال. |
| ليست المشكلة أمامي أن أعرف العربي وموطنه، ولا الخبيري وموطنه، ولكن هو ماذا تعنيه كلمة العبراني؟ إن العبرانيين فيما شاع وذاع أنهم اليهود ولا أعتقد أن هذا الاسم لم يطلق عليهم في حياة أبيهم إسرائيل يعقوب عليه السلام. فالذي عبر النهر وحده هو جد يعقوب أبو الأنبياء عليه السلام وما أطلق على نفسه أنه العبراني، فلو كان هذا اللقب من ألقاب إبراهيم عليه السلام لأطلق على إسماعيل وبنيه ما دام قد أطلق على إسحاق وبنيه. وهذا اللقب أيضاً لم يطلق على يعقوب فحين قدم إلى مصر لم يكن معه إلا ستة وثمانون شخصاً وما قالوا عنهم إنهم العبرانيون أو العابرون أنهم أبو يوسف، وإخوة يوسف بنو إسرائيل، جاء بهم من البدو فقد كان يعقوب يرسل من قرية إلى قرية وكان يعقوب وبنوه بدواً أهل عير. فالعير مطية الرّحال. |
| ولعلّي أزعم أن إطلاق لقب العبرانيين على اليهود قد أضافوه إلى أنفسهم حين عبروا البحر من مصر إلى سينا. |
| 3 ـ ما دام أني قد حاولت أن أنفي اللقب خاصاً باليهود فإني أحاول أن أثبته للذين عبروا النهر إلى ما حول النهر غرباً وجنوباً. فإذا كان العابرون عبروا النهر. فقد كان هذا اللقب يطلق على الذين عبروا. ويعني أنهم موجة. |
| فالآشوريون عابرون والهكسوس عابرون فلم يطلق عليهم هذا اللقب. إذاً ففي من ينحصر هذا اللقب؟ |
| لكي نحصر هذا اللقب فيمن سمي به ينبغي أن نرجح قول الذين أنكروا العبور من أرض الخصب إلى أرض الجدب وجعلوا العبور من أرض الجدب إلى أرض الخصب. |
| إذاً فالكلدان الذين عمروا ما بين النهرين هم (العبرانيون). |
| ـ لكن حين انتشر أبناء سام في جزيرة العرب هل كان الخصب محصوراً حول النهر وفي اليمن السعيدة أم أن انتشار أبناء سام في جزيرة العرب كلها يوم كانت الجزيرة كلها خصبة، فقد أدرك بنو سام: فهم نسل نوح بعد الطوفان امتداداً بعيد الزمن في العصر المطير. فانتشار بني سام كان من الخصب إلى الخصب عربيون وعبرانيون وخبيريون حتى إذا بدأ عصر الجفاف تحددت معالم الخصب ومعالم الجدب. ودليلي على أن جزيرة العرب كانت مخصبة هذا الحديث في مسند الإمام أحمد (لن تقوم الساعة حتى تعود جزيرة العرب مروجاً وأنهاراً). أي إنها كانت ذات مروج وأنهار وسوف تعود. |
| فكانت موجات العبور - أي الهجرة - موجات من الجدب إلى الخصب. |
| أرجو أن يفهم القارئ أن هذا ليس بحثاً كله الصواب، وإنما هي أسئلة عن خواطر أحببت أن أعالجها راجياً من الدكتور حسن ظاظا والدكتور عبد الرحمن الأنصاري والدكتور عبد الله المصري وغيرهم. أن يواكبوا هذا الموضوع زيادة وإيضاحاً وتصويباً وتخطئة. |
|
|
شارع عبد المقصود خوجة
00966-12-6982222 - تحويلة 250
