فهارس الكتب عناوين الكتب محتويات الكتب أسماء المؤلفين الكل          البحث   

مكتبة الاثنينية
الرئيسية > كتاب الاثنينية > الأعمال الكاملة للأديب الأستاذ محمد حسين زيدان > الأعمال الكاملة للأديب الأستاذ محمد حسين زيدان - الجزء الأول - النثر > النثر > فواتح الدارة > وحدة الأثر تعني وحدة الأرض والأمة
وحدة الأثر تعني وحدّة الأرض والأمة بسم الله الرحمن الرحيم: وهذه فاتحة العدد (الثاني للسنة التاسعة) أضعها أمام القارئ بعد التحية له عن موضوع وضحه العنوان وأرجو أن يحقق يقيناً بالبرهان. ولقد كتبت كثيراً أدعو إلى إسقاط انفرادية التاريخ فإذا ما دعا شعب عربي من هذه الأمة الواحدة إلى أنه صاحب حضارة مستقلة تختلف عن حضارة شعب عربي من قومه من أمته. فإنه بهذا الفخار أو بهذا الاستئثار إنما يدعو إلى شعوبية داخل الأمة في وحدة تاريخها وفي وحدة أرضها. كتبت عن هذا كثيراً ودعاني أن أكتب اليوم ما سمعته من أستاذنا الأثري جمال مختار. الذي عرفته حين سمعته أستاذاً في جامعة الملك سعود. فلقد تحدث في صوت العرب عن (الجعارين) التي وجدت في الحفريات حين تولت الجهة المختصة في جامعة الملك سعود خطواتها الأولى في التفتيش عن الآثار في الدمام، كما صنعت الجميل وقدمت البرهان في حفريات (الفاو) ما كنت إلا واحداً من الحامدين الشاكرين لصنع جامعة الملك سعود، ولما بذله الابن الدكتور عبد الرحمن الأنصاري وما يبذله الابن الدكتور عبد الله المصري وزملاؤه. إن أستاذنا جمال مختار سمعته يقول: لقد وجدنا (الجعارين) في حفريات الدمام ويفسر وجودها بأنها ما وجدت إلا حينما جلبها التجار ويعني بذلك أنه ينفي وجودها في جزيرة العرب أوثاناً عبدت فهو يراها تحفاً تجارية مع أنها في نظري أعني (الجعارين) لم تكن إلا من وثنية (الفراعين) فالفراعين كما ألَّهوا (البس، والعجل، ألَّهو الجعارين) إن هذا النفي الذي حصر (الجعارين) في مصر وأنها لم تكن في شرق الجزيرة العربية إلا بضاعة. نأخذ منه أمرين: أولهما أن الأستاذ تحاشى أن يصف ساكن الأرض في شرق الجزيرة من أن يكون وثنياً قد ألَّه (الجعارين) وهذه طرفة من التأدب ولكن ما أدعو إليه وهو الأمر الثاني أن يكون التحقيق يثبت منه أن وحدة الأثر سواء أكان ذلك تأليه (الجعارين) أو تأليه (الهر) باسم البس في مصر إنما يدل دلالة واضحة صحيحة على وحدة الأثر: لأن الأرض واحدة والأمة واحدة ولا شك عندي أن (الجعارين) التي وجدوها في حفريات الدمام لم تكن تحفاً ولا بضاعة وإنما كانت وثناً عبدوه في تلك المنطقة. فهناك ظاهرة من الصابئة عبَاد الكواكب تكاد تنحصر بسبب الحرب التي شنها عليها أبو الأنبياء خليل الله إبراهيم عليه السلام. تكاد تنحصر بأنها لم تكن إلا عبادة سكان ما بين (النهرين) أعني الكلدان قوم إبراهيم عليه السلام. فيما الواقع أنها كانت عبادة الأرض العربية كلها. سبأ كانوا يسجدون للشمس والفراعين ألّهوا الشمس وساكنو سيناء ألّهو القمر حتى إن اسمها (سيناء) مشتق من القمر، السناء والسنا. ومكة البيت الحرام التي طهرها الله لعقيدة التوحيد إله واحد لا شريك له. كان ساكنها يعبد القمر حتى قالوا إن اسم (مكة مركب من كلمتين بالإضافة الأعجمية (ماه - كه) أي بيت القمر. فماه بالفارسية كما قالوا لنا تعني القمر وكه تعني البيت أي بيت القمر. كما هي الإضافة في (بعلبك) أي بيت بعل. إن وحدة التأليه الوثنية كانت واحدة في الأرض العربية والشعوب العربية كلها. ولقد قلت تأييداً لذلك بما سبق أكثر من مرة: إن الذين نحتوا الجبل قبل خمسة عشر ألف عامٍ في حجر (ثمود) أو في (البتراء) سلع هم آباء وإخوان الذين بنوا الجبل أهرامات في مصر وهناك لمحة أستملح فيها وأضعها برهاناً على ما قلت. فعاد إرم ذات العماد قد ألهوا الأسد باسم الهر فانتقل الاسم إلى (اليمن) فأهل اليمن لا يعرفون اسم (البس) أو القط وإنما يعرفون كلمة (الهر) ومصر في عهد الفراعين ألّهو (البس) أكاد أزعم أن عبادة (البس) في مصر الفرعونية جاءت وارثة من عبادة عاد للهر واستلمح مرة أخرى حين أذكر أن رأس الأسد من النحاس قد وجد في (الربع الخالي) فإذا هو الآن في متحف لندن يحمل اسم المكان الذي وجد فيه إن الذي وجده هو (جون فلي) فليس من شك أن الفراعين والكنعانيين - والفينيقيين قد رحلوا من قرية (بون) في اليمن بين الحديدة وصنعاء عبرها الجيش المصري حينما انسحب من اليمن بعد مؤتمر الخرطوم. إن (بون الألمانية) هي تسمية كنعانية من تركة الحرب البونية بين الكنعانيين وقبائل الجرمان. إن هذا العرض ليس إلا دعوة للتحقيق والتدقيق عما ذكرت وعما ستجدونه من آثار بعد. ولا أزعم أني قد أتيت بالحقيقة التي لا تخضع للحوار والتخطئة. فكل ما أردت أن أضع هذا الموضوع بين أيدي أساتذتنا الأثريين، والبراهين على ما قلت كثيرة. وأخيراً إن شعوب الأرض العربية كلها كانت وثنية فأنعم الله عليها بالرسل والأنبياء يهدونها إلى عقيدة التوحيد فليس من الأثر أن ننفي عنهم عبادة الوثن ولو على صورة (الجعارين). وعلى الله التوفيق..
طباعة تعليق  القراءات :662  التعليقات :0
صفحة 115 من 1092

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان

هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع
	تسجيلات كاملة
	مقتطفات لتسجيلات مختارة
	لا أؤيد
النتائج