شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
مؤتمر اتحاد المؤرخين العرب
ابتدأت الكلمة في مؤتمر اتحاد المؤرخين العرب بالدوحة عاصمة القطر الشقيق قطر، فقلت:
((لسنا في حاجة اليوم إلى مجد التاريخ أو تاريخ المجد.. ونحتاج اليوم إلى هيبة التاريخ لهيمنة التاريخ وحب التاريخ، ولن نخشى هيبة التاريخ، ولن يكون حبه بانفرادية يؤرخ كل شعب عربي لنفسه، فإن ذلك يعني ازدواج السلوك، فكل عربي في أي بقعة من أرضه.. لا يسترخي أمام ما يطلبه العون، وما تلزم به الحماية عوناً لكل شعب من أي شعب.. حماية أي شعب لأي شعب، فالشعوب العربية أمة واحدة ديناً.. وأرضاً، ولغة ومصالح، ومصائر)).
هذا المبدأ ينبغي أن يكون سلوكاً واحداً فإذا ما شذ رجال يكتبون التاريخ.. ليكتبوا عن شعبهم فقط ينفردون بالأمجاد ويتفردون بادعاء التفوق.. فإن ذلك أحسبه شذوذاً عن مطلب الوحدة.. أو هو التعطيل لها.. فلكي لا نكون تحت طغيان الأحداث أصحاب المشاعر المتوحدة، وفي غفوة الأحداث لا نكون إلا أصحاب المشاعر المتفردة.
لكيلا نكون كذلك ينبغي أن يكون تاريخ الأمة العربية واحداً، وقد حملني هذا الشعور لأن أقول في (سيمنار) جامعة عين شمس بالقاهرة (7 مايو 1977م).
إن الأمة العربية ذات حضارة متشابهة - تمتد من القرون السحيقة - فالذين نحتوا الجبل من حجر ثمود ((مدائن صالح)) أو في سلع ((البتراء)) في الأردن. هم من أعراق أو إخوان الذين بنوا الجبل أهرامات في مصر، في أرض ليس فيها جبل.
وما أعذب هذه المقارنة في القرآن الكريم وما أصدقها إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَاد (الفجر: 7).. وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ (الفجر: 9 - 10).
فالقرآن علمنا تاريخ هذه الأرض وإنسانها بما ذكرت ثم بما ذكر عن بابل وأصحاب الرس (الأنباط) وبما قص عن ذي القرنين، فذو القرنين ليس هو الإسكندر المقدوني، وإنما هو المصعب بن الحارث اليمني كما ذكر ذلك المقريزي ونشوان اليمني في قصيدته المؤرخة لليمن، نشر ذلك الأستاذ الدكتور معروف الدواليبي في كتابه ((دراسات تاريخية عن أصل العرب وحضاراتهم الإنسانية)).
فالقرآن أعلن وحدة هذه الأمة ووحدة تاريخها إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ (الأنبياء: 92) فحرام على الأمة العربية اليوم أن تكون على لسان مثقفيها رجعة انفرادية إلى الفينيقية والفرعونية وما إلى ذلك بينما كل هؤلاء من هذه الأعراق - أعراق هذه الأرض عربية - خالصة.
من هنا أخذت هذه المجلة ((الدارة)) أن يكون عددها الثالث في عامها الثالث مؤرخاً لندوتين هما ((ندوة اتحاد المؤرخين العرب بالدوحة، وندوة دراسة مصادر تاريخ الجزيرة العربية بجامعة الرياض)) الرياض.
ولعلّها تجد فرصة لنشر بعض الأبحاث التي ألقيت في ندوة سيمنار جامعة عين شمس في عدد آخر فكلها حلقات متصلة لتاريخ أمة وحدة.. في أرض واحدة.. لمصير واحد..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :585  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 90 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج