شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
حفل تكريم الأستاذين أحمد عبد الغفور عطار وطاهر زمخشري (1)
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله... ليس إحراجاً لي أن أتحدث عن الذكريات فأنا أعرف أن باباً طاهر ظريف له من الظرف والإضحاك كما هو قد يكون دافع الإبكاء. ولكن قبل أن أتحدث عن الذكريات لا أريد أن أنجو من كلمة أثني بها قبل كل شيء تقديراً لأستاذنا أحمد عبد الغفور عطار. كما لا أنسى الأمير الشاعر والشاعر الأمير الذي كان يوم احتفال الجائزة وقوراً بينما العطار وهو أستاذنا جميعاً، كان وله الحق فيما اجتهد وما تكلف وما تعب أن يكون فخوراً... هو فخور بنعمة الله عليه ونحن أيضاً نفخر به لأنه من نعم الله علينا أن يكون فينا عالم يُعرف في مشرق الأرض عربياً وعند غير العرب. أثنى عليهما غير معتذر، وأريد أن أنتشر في الحديث عن ذكريات الفحمة السوداء الماسة البيضاء طاهر الزمخشري عندما تقدم في الحفلة وهو يشكر جائزة الجائزة الملك فهد أيده الله وأطال بقاءه. قال إنه فحمة سوداء يلبس ثياباً بيضاً. فأنا عرفت طاهر زمخشري ليس بثيابه البيض ولا ببشرته السوداء، ولكن بوجدانه الأبيض. إنه يحب الجمال ويعشق الجمال، ولكني أعرف أنه لا يعبث بالجميل. فحمة سوداء ماسة بيضاء من سنن الكون أن الشجرة الخضراء تطمرها الأرض، تستحيل إلى فحم حجري أسود يتبخر هذا الفحم غازاً، يتجمد ويصبح ماساً. تعرفه وهو خام كأنه قطعة من الكلس حتى إذا بلوروه أو مَوْشَرُوه أصبح تاجاً على رؤوس الملوك، وزينة وحلية في جيد الغانيات. فطاهر زمخشري فحمة سوداء بالبشرة، ولكنه قلب أبيض ماسة بيضاء. لا يعرف الحقد ولا يعرف الكره. صبر على الكثير، صبر على العقوق.
وأنا أيضاً كنت ابن التربة الغزلة المدينة المنورة، وأتحدى أي مدني أن يقول لي إن هناك مدنياً لم يحب، ولكن الزمخشري أيضاً أدركه الحب، لا تغتروا بالبشرة السوداء إنه المكي مرتين، مكي النشأة ومكي العرق. فهو قرشي أتعرفون من أين جاءته القرشية؟ إنه من قبائل الفُلاّن التي تسمونهم الفَلاّتة، ولد عقبة بن نافع الفهري فاتح المغرب الذي وضع رجله على الأطلسي وقال: يا رب لولا هذا البحر لمضيت في سبيلك مجاهداً، عقبة بن نافع الفهري جده. كل قبائل الفلاتة يُستدل على ذلك ليس من قراءة صبح الأعشى ولا عبد الوهاب عزام، ولكن انظروا إلى أنوف الفلاتة، إلى عيونهم، إلى جباههم، إلى عجائزهم لا تجدوها زنجية.
ذكرياتي مع الزمخشري طويلة كبيرة، وله ذكريات مع الأستاذ العطار، والسيد ياسين طه، والأستاذ الشهيد سيد قطب فقد كانوا الثلاثة أو الأربعة زملاء.
لا يسع الوقت أن يذكر... الأستاذ السيد ياسين طه رجل قد لازم الصمت كثيراً. أتعرفون أنه كاتب، ولكن أراد أن يكتب قبل أن يُكتب.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :630  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 36 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور معراج نواب مرزا

المؤرخ والجغرافي والباحث التراثي المعروف.