شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
حفل تكريم الأستاذ علي أبو العلا (1)
كانت له الكلمة التالية:
بسم الله الرحمن الرحيم... والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم... أما بعد:
فقد أصبحت موظف كلام، والأخ علي أبو العُلا ولا أقول أبو العِلا له من اسمه نصيب، فهو علي بيننا وقد استعلى بشعره واستعلى بسيرته كموظف، فالشعر امتحان لنا أهل البيان، ولكن الوظيفة امتحان عند أصحاب الأعمال. الشعر قد ينم عن خلق الشاعر وطبيعته، ولكن الوظيفة تنم عن طيبة الموظف وحسن أخلاقه، أي ليس هناك ما يحفظ في الدرج أو ما شابه ذلك، فعلي سيرته شاعر هو مجيد بيننا، وسيرته موظف هو حميد لدى كل من تعامل به، يكفيه ذلك فخراً له، ثم هو ينتمي إلى حي في مكة هو حي الشبيكة... والشبيكة من حارات مكة تمثل طبقة وسطى ما فيها طبقة عليا وما فيها طبقة دنيا وكلهم يعرفون بعضهم بعضاً، والسبب أنهم مطوفون لأبناء الأقطار العربية، والعرب لا يملكون فلوساً كثيرة في تلك الأيام بعكس حي الشامية يسكنه علية من الناس لأنهم مطوفو أبناء الجاوة والهنود، والهنود والجاوة في ذلك الوقت كانوا في يسر.
فعلي نشأ هذه النشأة التي فيها كثير من الشظف، ولهذا ورث الترف في البيان والترف في الشعر والترف في المعاملة، فعلي مدين للشظف كما ذكر، كيف تعب في الوظيفة، وكيف حرم من العمل لوظيفي عشر سنوات؟ وينبغي أن يحمد هذا الشظف لأنه كون لنا هذا الإنسان الذي يكرم بيننا الآن، ولقد كرمني حينما ذكرني ببعض ما تعاملت به معه، ثقوا أني لا أذكر ذلك مع أن ذاكرتي والحمد لله قوية ولا أقول هذا فخراً، إن صانع المتلوف قد يذكره وصانع المعروف قد ينساه، لأن المتلوف فيه تعذيب للضمير وتعذيب الضمير يبقى، ولكن صانع المعروف لا يبقى معه لأن الضمير مرتاح.
لهذا أشكره هذه الليلة وأشكر الأخ عبد المقصود وأشكركم، وأحيي أبا العلا على نظافته شاعراً وعلى نظافته موظفاً لم يشكُ منه الناس والواقع من شرف الموظف في هذه الأيام أن لا يشكو منه الناس.
والسلام عليكم ورحمة الله ...
 
طباعة

تعليق

 القراءات :587  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 37 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور محمد خير البقاعي

رفد المكتبة العربية بخمسة عشر مؤلفاً في النقد والفكر والترجمة.