شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
حفل تكريم الأستاذ أحمد محمد الشامي (1)
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد فإنه يطيب لي الحديث لا عن الصديق أحمد محمد الشامي، فقد تحدثت أعماله عن آماله وعن كل ما ابتلاه الله به من كرب كارب. لم يكن لطلب المادة، وإنما كان طبعاً يهتديه. الليلة هو أحد صناع الكلمة. لا أريد أن أتكلم عن الشامي، ومن عجب أن يكون الشامي يمنياً، إنما أريد أن أتحدث عن اليمن. أنا لا أقول اليمن السعيد بل أقول اليمن السعيدة، فالانتماء إلى الأرض أحب إليّ من الانتماء إلى التراب، فهي اليمن السعيدة اليمن الخضراء. انتبهوا إلى هذا البيت الذي قاله كريم الوجه علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه:
ولو كنت بواباً على باب جنة
لقلت لهمدان ادخلوا بسلام
الحديث عن اليمن حديث عن العرب جميعاً فاليمن قحطان. إرم ذات العماد، الجنتان في سبأ، المصعب بن الحارث، ذو القرنين الذي وصل إلى الصين ووصل إلى مغرب الشمس وأبقى لنا البربر حمير.
لا أريد أن أتكلم عن اليمن القديمة، وإنما عن الشعب العرب كله فإذا أردنا أن نفخر بشيء فيما قبل الإسلام، كان فخرنا بقحطان قمة، وإن جاء دور العدنانيين في الإسلام، فإن فخرنا بهم قمة أخرى. أتدرون لماذا قال علي بن أبي طالب هذا البيت:
ولو كنت بواباً على باب جنة
لقلت لهمدان ادخلوا بسلام
لأن علياً حينما مسه الضيم أضامته الدنيا بينما هو نصر الآخرة، وانتصرت به أعمال الاخرة رضي الله تعالى عنه. كانت همدان نصيرة له، نصرته في حروبه فكان الوفاء من طبيعة هذا الإمام يريد أن يفتح لهم باب الجنة يدخلهم فيها، لكن من الحسرة أن اليمن الحكمة والحكمة يمنية... اليمن التي أسلمت بالرسالة، اليمن التي شع منها نور الحضارة، لقيت من بعض السلطان شيئاً من العذاب. أتعرفون ماذا جرى لهمدان؟ حاربهم بشر بن أرطأة فساق نساءهم سبايا، أول سبي في الإسلام. بكى منه عبد الله بن عمر ولا زالت الدنيا تبكي أن تسبى مسلمة.
اليمن أعطتنا الكثير، وما زلنا نبخل عليها بالقليل، لا أقول نحن إنما أقول العرب جميعاً، بل إن اليمنيين قد بخلوا على أنفسهم أن يسيروا في وحدة كاملة من الأحقاف إلى حدود جزيرة العرب، لا يضير أي شعب عدوان غيره عليه، وإنما الضير أن يكون عدوان الشعب على نفسه من بنيه.
الكلام طويل والحديث قاس، والدموع لا ترقع ما فتقه الواقع الآن، لكن لعلّنا نعيش في بوتقة الصهر الأمل موجود، والتفاؤل موجود ما دام في الناس ناس كما قالت عاتكة بنت زيد، قالت ذلك يوم كان الناس ناساً، ونحن نريد أن يكون الناس ناساً الآن، التحية لليمن السعيدة بتاريخها. لا أريد أن أنسى كلمة زورتها من قبل: اليمني رجلان رجل كادح يعرق جبينه في سبيل العيش، وعالم ناجح من أئمة اليمن الأمير الصنعاني، الذي ذكره الشوكاني. لكن قبل ذلك عبد الرزاق الصنعاني كانت إليه الرحلة أتدرون من رحل إليه مرة.
لعلّي إن أخطأت يصحح لي أبو تراب رحل إليه أحمد بن حنبل، وعلي بن المديني، ويحيى بن معين. هؤلاء وما أثقلهم في الميزان. هل هناك من هو أكبر منهم في المجيدين في ذلك الوقت؟ إلا أن يكون عبد الرزاق وسفيان الثوري قبلهم وابن عيينة. فإذا عبد الرزاق وأهل الحديث دائماً فيهم كبرياء، لا تؤاخذني يا أبا تراب. قال: لا يدخل علي إلا أحمد بن حنبل... يعني ترك يحيى بن معين، وترك علي بن المديني فأملي على أحمد بن حنبل ما أملى عليه، وكان الإمام الصنعاني رحمة الله عليه قد وضع من يسبر كلامهم ويعرف ماذا يقول هؤلاء، إذا ما رأوا أحمد قد رجع من عنده.
فلما اطلع يحيى على ما أملى عبد الرزاق قال: هذا ليس في كتاب عبد الرزاق. لقد خلط الشيخ، سمع عبد الرزاق ذلك جاءه السابر فدعاه فقال: ماذا قلت يا يحيى... قال: أخرج كتابك لترى، فرأى فإذا يحيى معه الصحيح، فإذا هم أصفياء أحباب رضي الله تعالى عن عبد الرزاق، عن أحمد عن يحيى بن معين، عن علي بن المديني، عن البخاري، عن سفيان الثوري، عن سفيان ابن عيينة، عن الشوكاني، عن الأمير الصنعاني.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :592  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 35 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج