شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
حفل تكريم الأستاذ السيد علي حسن فدعق (1)
بسم الله الرحمن الرحيم... والحمد لله واهب النعمة، وصلَّى الله وسلم على رسول الله نبي الرحمة وعلى آله وصحبه، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.. كنت أظن أني أعرف السيد علي فدعق... ولكن الآن أعلن جهلي بأني ما كنت أعرفه... فما تكلم به الآن أصبح معرفة جديدة عليَّ... ولكني كنت أعرف السيد علي فدعق صعب المراس، وفي الوقت نفسه سهل الانقياد، كيف يتم هذا التناقض، هو صعب المراس لرأي يراه، صعوبة المراس عرفتها لأنه لا يريد أن يكون تابعاً، كما أنه ينفي أن يكون متبوعاً، كان حريصاً على الندادة لا يريد أن يكون فلاناً أو فلاناً، محمد سرور الصبان مثلاً، وما أكثر ما كان بينهما، أو حسين جستنية، أو عبد الرزاق نداوي، أو غيرهم. كان لا يستطيع أن يكون تابعاً لأحد منهم، ولا يريد أن يكون من هو أقل منه تابعاً له، كان يفرض الندادة، ومن الصعب على الناس أو بعض الناس أن تفرض عليهم الندادة.
فبعض هؤلاء كان يريد أن يكون سيداً وسيداً فقط، وبعض هؤلاء قد يرضى أن يكون تابعاً.. أنا لا أعني الأسماء التي ذكرتها وإنما أعني كل الناس، إنَّما علي فدعق كان عنيداً في أن يكون نديداً، علي فدعق بهذا العناد يظن أنه لا يخدع، ولكنه قد خُدع كثيراً، لأن بعض الترطيب بالثناء عليه يطوعه حيناً ليترك العناد، كم هي الظواهر التي خدع فيها.. لم يخدع لأجل أن يكون صاحباً، وإنما خُدع لأن يكون باذلاً... أذكره لعلّه يعتز بأن يكون الباذل، ولو كان مخدوعاً. أتطرف بهذا التذكير له ليعرف أن الذين شبعوا منه ما عقوه، وأنه قد شبع منهم بالعشرة والرحلة والمزاملة سفراً وترحالاً - أبوه حسن فدعق كان للسادة العلويين في مكة امتياز عند الشريف الحسين بن علي يرحمه الله. فكثيراً ما سمعت الملك عبد العزيز إذا نطق الحسين قال يرحمه الله. فالكبار لا يحتقرون الكبار، وعبد العزيز كان كبيراًَ والحسين كان كبيراً، الحسين كان يجل الأشراف العلويين... فمما نعرفه أنه ما دخل بيت أحد في مكة إلا بيت السيد حسين حبشي في ريع الرسام، وكان يجلّ السيد حسن فدعق والسيد محمد فدعق حتى إن السيد حسن وقد أعلنت ذلك من قبل ويظن السيد علي أني لا أعرف ذلك إن السيد حسن فدعق كان إماماً للملك فيصل ملك العراق، يوم كان مقيماً في مكة بالأمانة بل كان صندوق فيصل - أي أمين خزينته - وما ذلك إلاّ ثقة بالأمانة، الأمانة خلق، ومن هنا كان السيد علي فدعق، لعلّه ورث الأمانة مع نفسه حينما كان جريئاً في رأيه، صريحاً في رأيه، وهو أيضاً شخص متعب، أتعبني مرة، فأتعبته في اللحظة نفسها...
كنا نسجل في التلفاز فإذا أنا بين علويين حسينيين، وجمازي حسيني وأنا رجل من عامة الناس، ولكني أعرف قيم الناس. فقد ضم مجلسنا السيد محسن باروم وحيدر مشيخ، والسيد علي فدعق وهم من السادة العلويين الحسينيين ويس طه من السادة الجمازيين الحسينيين أيضاً وأنا بينهم من عامة الناس، فإذا بالسيد علي فدعق يقول: أنت لست هاشمياً فقلت له: فاتك أن مولى القوم منهم. إنني أعتز بصداقة علي فدعق لقد جَرَّ عليه العناد كثيراً من المتاعب ولكن الحق ينصر الذين يعاندون في سبيله، فهو الآن بخير وعلى خير.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :665  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 26 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج