شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
حفل تكريم الأستاذ فاروق جويدة (1)
قال: إني أسمع من يهمس، ويقول ثرثارة (2) في كل نادٍ يخطب، لست كذلك ولكن الأخ عبد اله بلخير فتح شهيتي للكلام، فأحببت أن أعلق عليه توضيحاً وتفسيراً بواقع من الحب.
عندما زرت لأول مرة بعثة الجامعة المصرية مع بعثة الأزهر المدينة المنورة، كنت حينئذٍ معلم صبيان في دار الأيتام، وقد أعدت المدرسة لنزولهم فيها واستقبلهم صديقي محمد سالم الحجيلي وكيل عميد المعارف حينذاك، لأن السيد أحمد صقر بمكة. فلما رأيت السيارات أسرعت بالدخول إلى المدرسة من باب الفضول فدخلت فضولياً فإذا بي أجد حفلة مرتجلة تم ترتيبها بسرعة قبل أن يتوجهوا لزيارة الحرم، وكان من بين الخطباء الأستاذ ضياء الدين رجب يرحمه الله فقال ((إن العقيق يحييكم، وإن أُحُدَاً يرحب بكم))، ثم خطب الأستاذ سالم داغستاني خطبة لا تختلف عن سابقتها، ولكني وجدت أن هذا المقام يحتاج إلى حديث آخر غير الترحيب فقمت خطيباً وقلت: إن هذه حفلة مرتجلة فلا أقل من أقول فيها كلمة مرتجلة، وإن كان الارتجال يضيق بفحول الرجال، ولكني سأكون الفحل أمامكم لأني أستمد الفحولة منكم.
وكان أحمد أمين يرحمه الله يرأس البعثة التي ضمت الشيخ علي محمود وعبد الوهاب عزام، وعبد الحميد العباس، وقلت فيما قلت: لقد تعلمنا منكم وفعلنا كذا وكذا فقام أحمد أمين يرحمه الله بعد أن أنهيت كلمتي وقال: إن الارتجال يضيق بفحول الرجال نعم، ولكني أشكر الأستاذ على الكلمة المرتجلة - وسماني أستاذاً - في تلك الأيام، مع أني كنت معلم صبيان. وقال أيضاً مشيراً إلي - هو يقول إنه تعلم منا وأصبح فحلاً لأنه قرأ لنا، وفي الحقيقة أننا نحن الذين استمدينا الفحولة من هذا البلد، من علمنا القرآن؟ من هدانا إلى الإسلام؟ ألم يكن جند هذا البلد؟ وأهل هذا البلد؟ قال ذلك وعيناه تسبحان بالدموع أمام القبة الخضراء، والأستاذ عزيز يعرف الصالون كيف كان.
وقال أيضاً:
أقسم بالله: إني لا أريد شعباً أن يكون سيداً لشعبي، أو وصيفاً لشعبي، أو أكثر علماً من شعبي إلا شعبكم هذا. ثم قام عبد الوهاب عزام وهو من المجاذيب أنا أسميه ((مجذوباً))، وكان صديقي يرحمه الله فقال: لقد كنت من أوائل المتفائلين بالعالم الإسلامي، ولكني أصبحت الآن من أول المتشائمين، ما دامت المدينة ومكة خربتين، هذه الكلمة القاسية نقلت، وانتقل على أثرها الأستاذ محمد حسين زيدان إلى مكة، وضمت دار الأيتام إلى مهدي بك والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :615  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 27 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج