شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
حفل تكريم الأستاذ السيد محمد بن علي السنوسي (1)
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد نبي الرحمة.
ليس عندي خلفيات ولا ظواهر للأستاذ محمد علي السنوسي إلا ظاهرة واحدة؛ وهي أن أقول: لولا الشظف لما كان هذا الترف، دائماً أنا مولع بالشظف، فالشظف قوة لعضلات النفس وإن تعبت عضلات الجسم، إن الذين عاشوا الشظف استطاعوا أن ينهضوا بنا واستطاعوا أن يكونوا لنا، فهل كان المتنبي مترفاً لا بل كان يعيش وعاش الشظف، فإذا نحن نعيش في ترف الشعر وهذا السنوسي نشأ في عدم العدم شظفاً في قرية اسمها جيزان ما أحبها إلينا وما أحرانا أن نكون حباً لها لأنها قطعة من أرضنا، ولكن لم يكن أهل جيزان هم الذين أرادوا أن يعيشوا الشظف ولا الدولة حين ذلك لأن الأمور كانت تسير بالتطور فللَّه الحمد أن وصلت الكهرباء بعد أن كانت لكل محلة يوماً أصبحت عامة، السنوسي هذا الشظف الذي عاش في هذه المدينة أصبح لا يشرك شعره بين أيدينا يجفوه حسن عواد لأول مرة، ثم يصطفيه حينما كان السنوسي رفيقاً به صادقاً معه تعامل معه بالمودة فأصبح صاحب ودً له، السنوسي ما كنت أعرف أنه نشرت له مجلة الأديب، ومجلة الهلال أولاً.
قد يكون ذلك قصوراً مني في المراجعة، والمطالعة، والنسيان، ولكنّي بالأمس القريب كان في النادي الأدبي في ليلة من ليالي صوت العرب احتفلوا به في مصر، فكان مشرقاً في ذلك النادي، ومصر الحبيبة كثيراً ما تعمد كثير من أدبائها الجفوة لغيرهم، فهم قد لا يرون غيرهم أديباً ولا يرون غيرهم كاتباً ذلك لانقطاع الصلة، وانقطاع المواصلة، فحمدت للسنوسي أن يكون صاحب صلة بالنادي المصري وصاحب شهرة في ذلك النادي لأني أحب لبلدي أن يكون فيه رجال يذكرون في أمصارنا كما كان الزمخشري عافاه الله واسطة عقد واسطة صلة في تونس أيضاً، السنوسي وصلنا بمصر عن طريق ما نشر له، وعن طريق هذا النادي الأدبي، السنوسي تجتمع فيه خصلتان الضعف والقوة فهو ضعيف المسالك قوي الاتصال، يسلك الطريق بأسلوب ضعيف بأسلوب المساكين. ولكن المساكين أقوياء عندما يرون هذه القوة في شعر المسكين يرون أن هذا الشعر قوي، أغلب شعراء العرب كانوا مساكين ولكنهم كانوا أهل الثراء فنياً، أهل الغنى فنياً، عندما أصبح لهم سلطان امتد من عكاظ، امتد من أصحاب المعلقات، امتد إلى المشرق، إلى المغرب، لهذا أنكرت دائماً حتى اسم وحي الصحراء أنكرته. إذا كان انحيازاً إلى أدب الصحراء، ولكن الصحراء هي الأم لأدب العرب فلهذا أنكر إنكاري عليهم حيثما كنت لأن الأدب هو أدب العربية، أدب الأمة العربية، فالأدب والشعر أول ما نشأ في نجد في عكاظ، ثم أصبح حجازياً بابن ربيعة وبحسان وبغيرهم، ثم أصبح عراقياً، ثم أصبح شامياً، ثم أصبح أندلسياً.
قد تقول هناك أدباء أندلسيون، أدباء مصريون، وأدباء عراقيون، وأدباء شاميون، أدباء يمنيون، أدباء سودانيون، أدباء مغاربة ولكن الأدب عربي واحد من يوم نشأ في وادي عبقر في صحراء نجد إلى أن شمخ وارتفع في وادي آش في الأندلس وعلى وادي النيل، وعلى ضفتي الفرات، وعلى الأعالي في سبأ. شعرنا شعر عربي والكلاسيكية التي لامها العواد هي دليل الأصالة، أما التقليد والخروج عن الشعر العمودي فليس بشعر؛ فما كان موزوناً بتفاعيله ويعطي معنى فهو شعر؛ أما قولهم أنا حنش أنا عقرب أقرص أعدائي عندما أتمرغ في التراب آكل الندى؛ فهذا ليس شعراً؛ أنا أحيي السنوسي أن زادني معرفة به وأشكركم جميعاً ودعوني فإن صوتي مبحوح وسلمكم الله والسلام عليكم.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :569  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 19 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الجمعية النسائية الخيرية الأولى بجدة

أول جمعية سجلت بوزارة الشئون الاجتماعية، ظلت تعمل لأكثر من نصف قرن في العمل الخيري التطوعي،في مجالات رعاية الطفولة والأمومة، والرعاية الصحية، وتأهيل المرأة وغيرها من أوجه الخير.