شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
حفل تكريم الأستاذ أحمد عبد الغفور عطار (1)
يطلب المحتفي الأستاذ عبد المقصود خوجه من الأستاذ زيدان باسمه وباسم كثير من الحضور أن يتفضل ليستمعوا إليه في هذه الأمسية شاكرين ومقدرين. ونزولاً عند طلبهم تحدث الأستاذ محمد حسين زيدان فقال:
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم النبيين وإمام المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين.
ليس بدعاً أن أتحدث عن صديق، وليس بدعاً أن أتحدث عن رجل قد كرمه عمله قبل أن نكرمه بحضورنا، أو قبل أن يكرمه عبد المقصود، فعمله قد كرمه، بأي شيء عمل أحمد عبد الغفور عطار، لعلّكم لا تعرفون أن الحياة لم تكن عذبة بين شفتين، وإنما كانت العذوبة في العذاب الذي كان يعايشه، فلقد ظُلِم كثيراً، فلئن قالوا: إن طه حسين قاهر الظلام فالعطار أيضاً قاهر الظلم. قهر ظلُم الناس عليه وقهر ظلمة الرؤية أيضاً فهو أعشى مثلي، العطار شجيرة نبتت في أم القرى امتصت الصخر فإذا هو شجرة باسقة ثمراتها الكلمة، ثمراتها الأدب، ثمراتها أن كان بيننا مكرماً نكرمه جميعاً، قد نأخذ عليه بعض المآخذ وقد تقع مشادة بيني وبينه ولكن الإنصاف والحق وانتزاع الغل من الصدور، يجب أن نكون أصفياء، يجب أن نكون أخوة متحابين، تلك دعوة الإسلام قال تعالى وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَاناً (الحجر: 47) العطار صديق بيني وبينه تدبيح لا أريد أن أقول: إنه أخذ مني شيئاً، وإنما أذكر أني أخذت منه أشياء، فكان يتعقبني بالمشافهة أو بالمراسلة فيصوب أخطائي، وكثيراً ما وقعت في بعض الألفاظ أخطئ في اللغة فكان العطار يصوب لي تلك الأخطاء أحمده لذلك وأشكره. جاءني مرة في الطائف فوجد بين يدي المحلى والمغني فعجب أن أقرأ المحلى والمغني أفقه الفقه وأثنى عليَّ في ذلك، ولكني لا أطاوله في الدراسة والقراءة فأنا قد أكون من أصحاب السندوتش لا من أصحاب العمق، ولكني قدمت ما قدمت، رأى لي صورة من الصور لا زال يذكرها وذكرني بها، وهي أن قلت: المن من القوي استعلاء، ومن الضعيف استجداء، ومن القرين بلاء فإذا هو يهتف لي يحييني، هذه الكلمة كان ذلك أراه شجاعة منه وتشجيعاً لي، من هذا أحمده وأشارك في التكريم وأرجو أن يكون الصافح العفو، وأرجو أن أكون أخاه فقد تقدمت بنا السن فهو أصغر مني بعشر سنوات، وقد تلاحقنا في السن وأدركنا عجز الصحة فلماذا لا نكون إخواناً؛ لماذا لا تكون المحبة بيننا، ثقوا أني لا أكن للعطار إلا كل ثناء، وكل اعتزاز، وكل ما يشرف به المرء.
إنا لقومٌ أبَت؛ أخلاقنا شرفاً
أن نبتدئ بالأذى من ليس يؤذينا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :590  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 20 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج