الاثنينية ::المكتبة

مكتبة الاثنينية

> > > > > > حفل تكريم الأستاذ عبد العزيز الرفاعي

حفل تكريم الأستاذ عبد العزيز الرفاعي ⁽¹⁾

فيطلب الأستاذ محمد حسين زيدان الكلمة بعد أن فرغ الأستاذ طاهر زمخشري من كلمته، فيعطاها، فيقول مهندس الكلمة ((وهو اللقب الذي أطلقه الأستاذ عبد الفتاح أبو مدين على الأستاذ محمد حسين زيدان)) مفتتحاً حديثه:

بسم الله الرحمن الرحيم، وبَعد أنْ أوفى فؤاد طاهر الزمخشري بما قصه وبما أثنى، كأنما يحجزني أن أتكلم، لا يحبسني كحابس الفيل، وإنما يحبسني إعجاباً بهذه الشيخوخة التي وصل إليها طاهر الزمخشري، يذكر هذه الذكريات لا ليطري أو يثني، وإنما ليغري الآخرين، كي يكونوا مثل الأولين.

عبد العزيز الرفاعي من جيل أسرع بعض إخوانه بسرعة فائقة ليلحقوا فلحقوا، ولكن الرفاعي ارتفع عن السرعة، فإذا هو يرتفع بالهوينى كأنما هو لا يشعرك بأنه الفوق، وإنما يأخذ منك، لترغم على أنه الفوق، لا يملي إرادته على أحد، إنما يملي ما يفعله على كل أحد فينا، ذلك أنه صاحب خلق. مسيرة الهوينى كأنما هو قلَّد فيها طبيعة هذا الكون، القانون الطبيعي، كل حي أو كل نبات ينمو بسرعة ينتهي بسرعة، لهذا نما الرفاعي ببطء، بالهوينى، فبقي في حياته الزاخرة بعطائه حياً بيننا نكرمه ونحن في منزلة آبائه، نحن نعرفه طفلاً، فإذا نحن الآباء نعتز بهذا الابن، فإذا هو أب مثلنا لا أعني أبوة أطفال، إنما أعني أبوة العطاء الذي أعطاه.

بالهوينى ارتفع أن يخاصمه أحد، وبالهويني ارتفع أن يكون صديق كل إنسان، أنا ما سمعت أحداً من لداته أو من الأولين قبله قد كره عبد العزيز الرفاعي، بل الكل أحبه لأنه يأتيك كأنما يسرقك من نفسك بما يعطيك من أدب جم وخلق كريم.

أنا لا أهنِّئ عبد العزيز الرفاعي بذلك فقد هنَّاه الله بما أعطاه، وإنما أهنَّئ أنفسنا بأن يكون الرفاعي مثلاً للشباب، لا يقفزون بسرعة، وإنما يتسابقون بالهوينى، بالعطاء برحابة الصدر، وبترك البغضاء بالحب.

هذا طاهر زمخشري، لولا الحب لما ذكر محمد سعيد طيب، وأنا لولا الحب لما ذكرت عبد العزيز الرفاعي، ولا أريد أن أمنَّ على محمد سعيد طيب بأني أذكره، فهو شحيح بأن يتقبَّل المن، وإن كان هو من الشاكرين لكل من له منّة عليه.

أهنِّئ أنفسنا بعبد العزيز الرفاعي.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..