شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
حفل تكريم الأستاذ أحمد بن محمد رشيد العربي (1)
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على سيدنا محمد النبي الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين.
تركت كلمة المظهر للأستاذ حسين نجار وللمحتفي عبد المقصود خوجه ولا بد لي أن أقول كلمة المخبر. كلمة المخبر هي التي تعطي جوانب النشأة جوانب الكرامة، جوانب الخلق للسيد الشريف أحمد العربي. لم أعرفه طفلاً وإنما عرفته فتىً تزاملنا في الدراسة، فقد كان ينتظم في فصل يتقدمنا وهو بحمد الله أكبر مني بعدد من السنوات، وربما تقل عن السنتين. السيد أحمد العربي مظهره غير مخبره، فمخبره يحمل هموماً عُلْوية وهموماً عَلويَّة. فالهموم العُلوية جعلته يتفوَّق بالتعلُّم، جعلته يتفوَّق بالعطاء، والهموم العَلوية جعلته لا يتجافى مع نسبه العلوي. أنتم لا تعرفون قرباه للأسرة المالكة في المغرب أسرة الحسن الثاني. فأنا أعرف ذلك عندما جاء السلطان عبد الحفيظ إلى المدينة المنوَّرة بعد أن استقال عن العرش كان رفيقاً لمولاي العربي، فإذا ما خاطب مولاي العربي السلطان عبد الحفيظ قال له: مولاي عبد الحفيظ، وإذا خاطبه السلطان عبد الحفيظ قال له: مولاي العربي. كل منهما يلقّب أخاه بالمولى، لأنهما ذوا نسب واحد، هو عياشي، جذوره تنتمي إلى الحسن المثنى بن الحسن بن علي بن أبي طالب الذي مات وقبره لا يزال في ينبع النخل. جده بعد الحسن المثنى عبد الله الطاهر. الذي خلَّف أربعة من الأبناء كل منهم كان طعام السيف. فالنفس الزكية الذي قتله المنصور بعد أن بايعه. فالمنصور في المدينة قد بايع النفس الزكية يوم كان إبراهيم الإمام في الحميمة. وإبراهيم قد ثار في الكوفة وكاد ينتصر فقتله المنصور، ويحيى بن عبد الله سجنه الرشيد في مخزن من المِلح لعلّ نكبة البرامكة كانت بسببه. وإدريس قد رحل إلى المغرب فتزوَّج البربرية وجاء بابنه إدريس. وإدريس ليس جداً للسيد أحمد العربي، فأنا أحسب أن جده إبراهيم، هذا النسب العالي حافظ عليه السيد أحمد العربي كل المحافظة. لا أعرفه إلاَّ أنه نظيف كل النظافة في عرضه وفي كرامته، وله منَّة عليَّ، فحينما هجاني بعضهم:
أيا زيدان عيناك أزعجتني
من الأقذار والنظر الشئيم
فقد كنت أرمد يومها. كان السيد أحمد العربي أحد ثلاثة دافعوا عني بالشعر، هم: السيد أحمد العربي، وأمين الشنقيطي، سفير الأردن السابق، أبوه الخضر بن ميابة الجكني، العلامة الكبير، والدكتور حمزة الشلبي، ابن الشيخ عبد القادر الشلبي، أحفظ لهم ذلك كما أحفظ لهذا الشعر أنه أول من جعلني أشْهر، فقد دفع محمد سعيد أبو ناصف ريالاً مجيدياً لمن يأتيه بهذه القصيدة، فقابلته في دار الضيافة وقلت له: أتريد هذه القصيدة؟ خذها. قال: ما معي الريال. قلت أهديها لك لتعطيني إياه، وفعلت.
السيد أحمد العربي لا أريد أن أذكر أستاذيته في المعهد، ولا أريد أن أذكر طلبه للعلم، وإنما اذكر شيئاً واحداً هو طلبه بالأزهر. وانتسابه لدار العلوم، كأنما أرى الأزهر ودار العلوم واحداً.
لكن أزعم وأنا صادق في الزعم أنَّ تأثير دار العلوم بعلي الجارم وأمثاله كان أكبر من تأثير الأزهر. ولا أريد أن أتجنّى على عمر أبي ريشة، فأبو ريشة خير من يُلقي الشعر، وأحمد العربي خير من ألقى الشعر عندنا، ستسمعون نغمات كأنها نغمات عمر أبي ريشة، عندما تسمعون أحمد العربي. لا أكثر وأنا تَعِبٌ جداً، ولولا معزة أحمد العربي لما حضرت وقد كتبت عنه في كتابي الذي صدر في الأشياخ، كما كتبت عن بعض العلماء، فهو يستحق التكريم لأنه من العلماء.
ولكن دعوني أذكر شيئاً واحداً: بالأمس كان السيد عثمان حافظ هنا وهو صديقه الحميم، فما لي لا أراه الآن؟ لعلّه مشغول بمرضه، أو لعلّه اعتذر. أنا لم أذكر ذلك لألوم عثمان، وإنما لأوضح المعذرة، ولأوضح أنه لن يتأخر عن السيد أحمد العربي. ولكن لا أعذر تلامذته في تحضير البعثات أين هم الآن؟ أين الوفاء؟ والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :612  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 13 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

عبدالعزيز الرفاعي - صور ومواقف

[الجزء الأول: من المهد إلى اللحد: 1996]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج