| الحَلْقَةُ التَّاسِعَةُ وَالعِشْرُونَ |
| سأل الشيخ فتاه هل لديك ما تسأل عنه يا بني؟ قال الفتى عفواً أستاذي الشيخ ليس عندي ما أسأل عنه اليوم.. رد الشيخ هذا جميل وعلينا أن نذكر اليوم الثالث من مرفوعات الأسماء وهو المبتدأ والخبر.. فأنت تعلم أنه سمي المبتدأ كذلك لأنه الاسم الذي تبدأ به الجملة والخبر لأنه الاسم الذي يخبر بتمام الجملة.. ويجيء المبتدأ مفرداً لا غير أي لا يأتي جملة ولا شبه جملة أما الخبر فيمكن مجيئه مفرداً أو جملة فعلية أو جملة اسمية أو شبه جملة ولا بد من ذكر أمثلة لكل منها.. فحين نقول مثلاً ـ محمدٌ مجتهدٌ ـ الخبر هنا مفرد.. أي ليس جملة ولا شبه جملة وكذلك قولنا ـ المؤمنون أخوة ـ فـ ((أخوة)) خبر مفرد أما قولنا ـ محمد رسول الله فالخبر ـ رسول الله ـ مضاف أي شبه جملة.. وإذا قلت ـ الطالب هو مجتهد في دروسه.. فيكون الخبر هنا جملة إسمية ـ وكذلك قولك ـ عبد الله أمام الحديقة فالخبر هنا شبه جملة وإذا قلت ـ القلم في المحبرة ـ فالخبر هنا هو الجار والمجرور أي شبه جملة وقولنا ـ محمد يجتهد في عمله ـ الخبر هنا جملة فعلية. |
| رفع الفتى إصبعه مستعجلاً بسؤال عنَّ له.. سمح له الشيخ بإلقاء سؤاله قال الفتى عفواً أستاذي الشيخ ما هو الفرق بين الجملة وشبه الجملة؟! ابتسم الشيخ كأنه ارتاح إلى سؤال الفتى فرد قائلاً الفرق بين الجملة وشبه الجملة إن الجملة تصلح أن تكون مستقلة بذاتها تؤدي معنى معروفاً.. أما شبه الجملة فلا تصلح لذلك.. فإذا قلت مثلاً علي وسميرة في الحديقة فإن هذه الجملة أدت وظيفتها وحسن السكوت عندها أو عليها.. أما إذا قلت ـ عبد الله ورشيدة مثلاً.. فإنها شبه جملة إذ لا تفيد معنى يصلح السكوت عنده. راح الفتى يدوِّن هذه الملاحظات في كراسته وكذلك قولك.. أمام المنزل.. في المكتبة. |
| ثم عاد الشيخ مستطرداً في الشرح بقوله أما رابع المرفوعات من هذه الأسماء فهو اسم كان وأخواتها فأنت تدرك إن كان الناقصة تدخل على المبتدأ فترفعه وعلى الخبر فتنصبه في درس سابق مفصل على ما أعتقد يا بني.. |
| وخامس هذه الأسماء خبر إن وأخواتها إذ نقول ـ إن الله بصير بعباده ـ فـ ـ بصير خبر ـ إن ـ مرفوع وتعلم أنه يجيء على الصور التي يجيء عليها الخبر مفرداً وجملة فعلية وجملة اسمية.. وشبه جملة.. |
| أما سادس مرفوعات الأسماء فهو الصفة التابعة لموصوفها المرفوع كقولك ـ هذا كتاب مفيدٌ فـ ـ لفظة ـ مفيدٌ.. صفة مرفوعة.. وكذلك قولك. عندي كتابان جديدان.. فـ ـ جديدان ـ صفة مرفوعة بالألف لأنه مثنى. |
| وسابع المرفوعات هو البدل.. وهو الاسم المرفوع الذي يتبع الاسم المبدل منه كأن تقول.. مثلاً أبدع القاصُّ عليٌّ والشاعرةُ سميرةُ.. فـ ـ علي ـ بدل من القاص.. وسميرة بدل من الشاعرة.. وكلاهما مرفوعان. |
| أما ثامن المرفوعات.. فهو العطف.. والعطف كما تعلم يا بني.. اسم معطوف على اسم مرفوع قبله.. أو منصوب أو مجرور والذي يهمنا اليوم هو المرفوع منه كأن نقول مثلاً ـ حضر عبد الله ومحمدٌ.. |
| وتاسع هذه المرفوعات هو خبر ـ لا ـ النافية للجنس.. كأن نقول مثلاً لا طالبَ مكملٌ.. أو لا جنودَ فارون من المعركة ـ فإن مكمل.. وفارون.. في محل خبري.. لا النافية للجنس.. |
| وعاشر هذه المرفوعات هو اسم ـ ما ـ الحجازية، ويأتي مرفوعاً كما تعلم يا بني.. إذ أن ما الحجازية تعمل عمل ليس فنقول مثلاً ـ ما الكذبُ منجياً صاحبه إذ أن.. الكذب ـ اسم ما الحجازية مرفوع.. |
| وحادي العشر من هذه المرفوعات هو المنادي العلم أو النكرة المقصودة إذ يكون بناؤهما على الضم في محل نصب منادى.. ومثل ذلك قولك.. يا خالدُ.. يا مريمُ.. في العلم.. ويا رجلُ يا أرضُ يا سماءُ.. في النكرة المقصودة. |
| رفع الفتى إصبعه مستأذناً بسؤال عاجل لاحظ الشيخ إصبع الفتى مرفوعة فأذن له بإلقاء سؤاله قال الفتى.. حبذا لو أفضل أستاذي الشيخ مشكوراً بإلقاء الضوء على المنادى النكرة المقصودة وغير المقصودة. قال الشيخ هو لك. النكرة المقصودة تعني أنك تنادي رجلاً أو شيئاً معيناً مخصوصاً أما غير المقصودة.. فلا تعني هذا بل إنها تعم كل من ينطبق عليه النداء.. فإذا قلت مثلاً يا زهورُ تبسمي.. ويا شمسُ اطلعي أو أشرقي.. فإنك تطلب من الزهور والشمس.. وكلاهما نكرة.. ولكنها مقصودة.. بالنداء أو الطلب أما إذا قلت مثلاً ـ يا خائفاً من مصيره اتق الله ـ ويا حاجًّا عليك بطاعة الله.. فإن المنادى هنا نكرة غير مخصصة أو مقصودة، لذات أو لشيء معين.. وإنما هي كون عام يندرج فيه كل من يخاف.. وكل حاج إلى بيت الله.. أما من حيث الإعراب فهو أيضاً واضح إذ أن النكرة غير المقصودة تكون منصوبة أو مبنية على ما تنصب به.. أما الأخرى فيكون الضم سماتها.. |
| سأل الشيخ فتاه هل لديك أي سؤال فيما سبق شرحه يا بني؟ قال الفتى حتى الآن ليس عندي ما أسأل عنه وربما يكون لدي الكثير من الأسئلة في الدرس القادم إن شاء الله بعد أن أكون قد طالعت مذكرتي هذه.. ولكنه طرأ عليه فجأة سؤال مهم جداً وهو إذا سمح لي أستاذي الفاضل بإلقاء سؤال هام جداً من هذا الباب أجابه الشيخ عجل بسؤالك يا بني قال الفتى. معاذ الله أن تكون صفاته إذا نودي بها من النكرات كقولنا يا كريماً لا يبخل فماذا نسمي هذا اللون من المنادى؟! أجابه الشيخ سؤالك بديع جداً من مثل هذه الحال يكون المنادي مخصوصاً إذ لا يليق إطلاقاً التنكير على صفة من صفات الله عز وجل وشكراً على سؤالك هذا.. ودع كل منهما الآخر على أمل اللقاء المجدد غداً.. إن شاء الله. |
|
|
شارع عبد المقصود خوجة
00966-12-6982222 - تحويلة 250
