| الحَلْقَةُ الثَامِنَةَ عَشْرَةَ |
| حضر الفتى مبكراً وفي جعبته الكثير من الأسئلة ثم جلس أمام أستاذه الشيخ الذي سبقه بالمجيء هو الآخر هذا المساء. قال الشيخ لفتاه علَّك راجعت درس التمييز مراجعة جيدة يا بني؟ |
| رد الفتى أجل أيها الشيخ الوقور.. وعلى إثرها عنَّت لي بعض الأسئلة فهل يسمح لي أستاذي الشيخ بطرحها؟ قال الشيخ نعم اسمح لك بإلقائها إن شئت قبل بدء درس اليوم. |
| قال الفتى: سؤالي الأول لماذا سميت ألفاظ العقود بهذا الاسم؟ رد الشيخ العقد عشر سنوات وكل عشر سنوات تسمى عقداً. فألفاظ العقود من عشرين.. ثلاثين.. أربعين.. خمسين.. ستين.. سبعين.. ثمانين إلى تسعين وتعرب حسب موقعها من الجملة فتقول مثلاً في بيتنا عشرون غرفة، فعشرون هنا مبتدأ مؤخر مرفوع. اشتريت خمسين كتاباً. فـ ((خمسين)) هنا مفعول به منصوب. مررت بتسعين قرية في رحلتي إلى البادية.. فـ ((تسعين)) مجرور بالباء وعلامة جره الياء لأنه جمع مذكر سالم، وما بعدها هو التمييز. |
| قال الفتى سؤالي الآخر.. وماذا عن وضع ما يضاف إلى ألفاظ العقود من أعداد؟ |
| قال الشيخ: دعني أنا أسألك هذا السؤال.. بعد أن استوعبت الدرس السابق. فعليك الآن القيام بتركيب جملة مفيدة فيها لفظ من ألفاظ العقود مضاف إليه رقم آخر.. أحس الفتى بشيء من الخجل والحرج باديء الأمر ولكنه سرعان ما استجمع قواه الفكرية وسكت برهة ثم قال: في غرفتنا اثنان وعشرون كرسيًّا، واثنتان وعشرون لوحة فنية وعندي تسعة وثمانون كتاباً.. تهلل وجه الشيخ ارتياحاً لما سمع من فتاه وقال له: ما شاء الله عليك.. كل أمثلتك صحيحة يا بني.. تحتاج عليها كلمة شكر.. قال الفتى: الشكر لله أولاً ثم لأستاذي الشيخ الذي لم يترك لي صغيرة ولا كبيرة إلا وأبلاها بحثاً ودرساً وتفسيراً. |
| ثم أضاف الشيخ التمييز بعد عشرين إلى تسعين يكون مفرداً منصوباً. |
| ثم قال الفتى: سؤالي الأخير.. كيف تعرب كلمة ((نفساً)) في العبارة الآتية (طبت نفساً) ؟ قال الشيخ: تمييز ملحوظ لا غير.. سجل الفتى هذه الملاحظة في كراسته وبدأ يستعد لدرس اليوم الذي بدأه الأستاذ الشيخ قائلاً: من التمييز ما يأتي بعد لفظة (بضع) التي تدل على العدد من ثلاثة إلى تسعة وتأخذ حكمه ويكون التمييز فيها جمعاً مجروراً في حالة الإفراد نحو قضيت بضعة ايامٍ في رحلتي إلى أبها. |
| ويأتي مفرداً منصوباً في حالة التركيب والعطفية نحو قولنا: عندي بضع وعشرون قصةً. |
| وكذلك اللفظ ـ نَيْف ـ يكون للمذكر والمؤنث بدون تاء التأنيث ولا يأتي إلا مع ألفاظ العقود نحو في المدرسة ثلاثون معلماً ونيفُ. قرأت ثلاثين كتاباً ونيفاً.. أخذ الفتى يصغي إلى الشيخ بإعجاب لتمكنه من تقسيم الدرس إلى تقسيمات منطقية تساعد على استيعابه. فقال للشيخ: عندي بعض الأسئلة فهل يسمح لي أستاذي الشيخ بطرحها؟ قال له الشيخ طبعاً اسمح لك بذلك خاصة بعد أن فرغنا من شرح درس التمييز. فقل ما بدا لك من الأسئلة قبل الانتقال إلى الدرس الجديد.. قال الفتى كيف يكون المميز في الإعراب تذكيراً وتأنيثاً إذا لم يذكر المميز؟ |
| أحس الشيخ بأهمية سؤال الفتى وأنه أصبح في عداد طلاب العلم الأذكياء جدًّا فقال على الفور في هذه الحال يمكنك التذكير والتأنيث بلا حرج كأن تقول مثلاً صم ثلاثاً أو ثلاثة وتصدق بعشر.. أو بعشرة. |
| قال الفتى: سؤالي الأخير.. كيف قال الشاعر عمر بن أبي ربيعة خرجنا ثلاثاً كاعبان ومعصر، مع أنه ذكر المخبر هنا (كاعبان ومعصر) أي ثلاثة أشخاص؟.. |
| ابتسم الشيخ لسؤال الفتى.. وقال له: ذكر هنا الشاعر لفظة ((ثلاثاً)) على الإحالة من لفظة نفس. |
| أي ثلاثاً من النفوس ـ وليس من لفظة ـ شخص ـ كما توهمت. وهذا كثير في الشعر والنثر عند العرب. |
| لاحظ الشيخ كأن الفتى يريد أن يقول شيئاً ما فقال له: هل لديك ما تسأل عنه يا بني؟ |
| قال الفتى: نعم، أريد أن أعرف حركة التمييز بعد ألفاظ مائة ـ ألف ـ مليون ـ تلريون ـ مليار ـ بليون إلى آخره.. فقال الشيخ: يأتي التمييز بعدها مفرداً مجروراً لا غير فتقول مثلاً: في الحديقة مائة شجرةٍ ـ وألف نخلةٍ وعندي مليون ريالٍ. |
| ولا تلحق التاء العدد في قولك عندي سبعمائة كتاب.. أو ثلاثمائة رواية. |
| وكذلك، أربعمائة وخمسمائة وستمائة وتسعمائة، كل الأعداد ما قبل لفظة مائة تخلو من التاء، فلا يقال ثلاثة مائة رجل وأربعة مائة كتاب.. فاحترس يا بني. والبعض يحذف الألف من مائة فيقول مئة أربعمئة وهو صحيح أيضاً. |
| أخذ الفتى يسجل هذه الملاحظات في كراسته التي امتلأت بالكثير المفيد من الأمثلة والملاحظات لأستاذه الشيخ ثم أقفل كراسته وودع شيخه على أمل اللقاء المتجدد إن شاء الله. |
|
|
شارع عبد المقصود خوجة
00966-12-6982222 - تحويلة 250
