شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الحَلْقَةُ السَابِعَةَ عَشْرَةَ
سأل الشيخ فتاه هل لديك أي سؤال في درسنا السابق؟ رد الفتى لا أستاذي الشيخ فقد راجعت كراستي فلم يعن لي سؤال جديد إذ وجدتها ضافية شاملة فقد أرهقتك في الدرس السابق بكثير من الأسئلة.
قال الشيخ إذن نبدأ على بركة الله في درس اليوم وهو أحد المنصوبات المهمة جدًّا وهو ـ التمييز ـ طلب الشيخ من الفتى ذكر تعريف للتمييز.. فرد الفتى بعد أن فكر برهة يبدو أنني لا أفقه ذكر تعريف شاف للتمييز.. فحبذا لو أفضل الأستاذ الشيخ بهذا التعريف وأعفاني منه.. ارتسمت على وجه الشيخ شبه ابتسامة فقال لفتاه لا بأس سأذكر لك تعريفاً محدداً للتمييز.. فهو اسم يذكر لإزالة اللبس عن مبهم قبله يمكن أن يؤول بأشياء أخرى.. والتمييز نوعان ملفوظ ويذكر في الجملة بلفظه مباشرة.. وملحوظ يلحظ من العبارة دون ذكر لفظه.. ويكون في هذه الحالة منصوباً لا غير.. رفع الفتى إصبعه مستأذناً بالسؤال سمح له الشيخ بطرح سؤاله.. قال الفتى: هل معنى هذا أن التمييز الملفوظ يأتي غير منصوب؟
قال الشيخ لا تستعجل يا بني.. نعم يأتي غير منصوب فالأول.. وأعني به الملفوظ.. يكون في أسماء الوزن مثل الكيل ـ العدد ـ المساحة ويجوز فيه النصب والجر بـ ((من)) أو بالإضافة نحو قولنا ((اشتريت متراً حريراً)) فـ ((حريراً)) تمييز منصوب. ويمكن فيه الجر بـ ((من)) فنقول اشتريت متراً من حرير أو بالإضافة فنقول اشتريت مترَ حريرٍ.. وفي كل الحالات يعرب تمييزاً ملفوظاً.. أما النوع الآخر وأعني به الملحوظ فمثاله ـ أنا أكبر منك سناً.. فلفظة ـ سناً ـ تمييز ملحوظ منصوب.. فهو اسم جاء لإزالة اللبس عن مبهم قبله إذ يحتمل أن يكون الكبر في القدرة أو الجاه.. فحين ذكرنا ـ سنًّا ـ أزلنا هذا اللبس.. ولما كان التمييز من أهم ما يستعمله الإنسان في حياته أسلوباً علينا أن نطيل عنده الوقوف بإسهاب مفصل في شرحه علَّنا نوفيه حقه من الشرح.. فهو عقدة الكتاب والمثقفين خاصة منه تمييز العدد.. فهم يتعثرون فيه كثيراً يختلط عليهم أمره كثيراً.. مع أن هناك قواعد ثابتة يمكن أن نوجزها في الآتي لضبطه من الخطأ:
أولاً: من حيث تأنيثه وتذكيره. إفراده وجمعه. العددان من 1 ـ 2 يكون التمييز فيهما مطابقاً للمميز. نحو قولنا: عندي كتاب واحد.. وقصيدة واحدة.. أو اشتريت روايتين اثنتين.. أو قلمين اثنين.. فنحن نلاحظ مطابقة التمييز للاسم المميز قبله تذكيراً وتأنيثاً إفراداً وتثنية.
ثانياً: العدد من 3 ـ 10 يكون التمييز فيه عكس المميز.. فنقول مثلاً قرأت ثلاثة كتب، وأربع روايات، وحضر خمسة طلاب، وست طالبات، عندي ستة أقلام، وست محابر، في القاعة سبعة مقاعد، وسبع طاولات، في المدرسة ثمانية مدرسين وثماني مدرسات، تلقيت تسعة دروس في النحو، وتسع خطب، عندي عشرة ريالات وعشر ربيات..
فالملاحظ أن التمييز في العبارات السابقة جاء عكس الاسم المميز فإن كان الاسم مذكراً أنث العدد.. وإن كان مؤنثاً ذكر العدد.. ومن حيث مطابقته في الإعراب.. فلا يكون إلا جمعاً مجروراً لا غير..
ثالثاً: العدد 11 ـ 12 نعود إلى نفس القاعدة الأولى.. حيث نقوم بمطابقة العدد للمعدود، نحو قولنا.. قرأت أحد عشر كتاباً واثني عشر باباً.. وبالتالي مطابقته للمميز واجبة وهو أحد عشر، واثني عشر، ونقول مثلاً في دارنا إحدى عشرة شجرة، وقرأت اثنتي عشرة قصة قصيرة.
إذ الملاحظ أن المميز طابقه مميزه في التأنيث ونلاحظ أيضاً مجيء التمييز هنا مفرداً منصوباً لا غير.
رابعاً: الأعداد من 13 ـ 19 يكون فيها العدد منصوباً بفتح الجزأين يؤنث الجزء الأول منه ويذكر الثاني إذا كان المميز مذكراً نحو قولنا ثلاثة عشر كتاباً، عليها تسعة عشر أي حافظاً أو ملكاً، ويذكَّر الجزء الأول ويؤنَّث الأخير إذا كان التمييز مؤنثاً نحو قولنا: في الحديقة سبع عشرة نخلة، وفي المدرسة تسع عشرة غرفة، ونلاحظ أن التمييز هنا لا يجيء إلا مفرداً منصوباً.. أخذ الفتى يصغي بانتباه تام لأستاذه الشيخ وهو يقوم بهذا التقسيم الجيد المريح للتمييز. ثم استطرد الشيخ في درسه قائلاً: بقي لنا من التمييز ألفاظ العقود. ونيف وبضع ـ ومائة وألف ـ ومليون ـ ومليار وتلريون أظن أن الوقت قد تأخر بنا اليوم فنكتفي بهذا القدر على أمل اللقاء في يوم غد إن شاء الله.
ودع الفتى أستاذه الشيخ وراح كل منهما إلى منزله.. والسعادة تغمرهما بما أنجزاه في هذا اليوم.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :693  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 20 من 76
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور سعيد عبد الله حارب

الذي رفد المكتبة العربية بستة عشر مؤلفاً في الفكر، والثقافة، والتربية، قادماً خصيصاً للاثنينية من دولة الإمارات العربية المتحدة.