شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
زَمَنُ الاِنْقِبَارِ
يَا زَمَاناً صَارَ فِيهِ أَلْفُ تَفْسيرٍ وَمَعْنَى
مُذْ بَدَأْنَا نَتَعَامَى والرُّؤَى تَحْلُمُ حُسْنَا
هَلْ مَضَيْنَا لاَ نُبالي أَيُّنَا أَكْثَرُ غَبْنَا؟
يَسْحَقُ الأَقْوَى أَخَاهُ في اشْتِهاءٍ يَتَمَنَّى!
يَصْطَلي بالنَّارِ لَفْحاً لاهِبَ الإِحْسَاسِ مُضْنَى
يَا زمانَ الدَّحْرِ حَسْبُكْ. تُلْهِبُ القَلْبَ العَلِيلْ
وَإذا اللَّيْلُ تَرَاخَى تَنْسِفُ الحُلْمَ الجَميلْ
وتُشِيعُ الخَوْفَ ظِلاًّ كامْتِدَادِ الأَرْخَبِيْلْ
ما الذي تَبْغِيْهِ مِنِّي بَعْدَ طَحْنِ الأَبْرِيَاءْ؟
في رُبَا ((الهَرْسَكِ)) أَهْلي يَجْرَعُونَ الحَنْظَلاءْ
ويُسَامُونَ عَذَاباً وَدَمَاراً وَبَلاءْ
وَبِأَرْضِيْهِمْ هَلاَكٌ نَازِفٌ أَزكَى دِمَاءْ
أَيْنَ صَوْتُ الحَقِّ فِينَا أَيَنَ صَوْتُ الشُّرَفَاءُ؟
يا زَماناً عِشْتُ فيهِ بَيْنَ نَخْعٍ وَهُرَاءْ
يَلْجِمُ الحَقَّ وَيَلْوي عَنْ حُقُوقِ الشُّهَدَاءْ
لاَ يَرَى للحَقِّ وَجْهاً.. حَالِمَ النَّخْبِ رَوَاءْ
نَسْمَةُ الصُّبْحِ تُغَنِّي والرُّؤَى شَرْخٌ كَئِيبْ
وَزُهُوْرُ الرَّوْضِ تَبدْو وَاجِمَاتٍ في الغُرُوبْ
شَفَّها صَهْدُ الأَمَاني فَانْثَنَتْ طَيَّ الرِّيَاحْ
لم تَعُدْ تَنْبِضُ حِسًّا مِثْلُ شَفَّافِ الأَقَاحْ
فَبَدت كَوْمَةُ حُزْنٍ تَرْسُمُ الشَّجْوَ الحَزِينْ
خَدَّشَتْ وَجْهَ الأَمَاني عَمَّقَتْ لَفْحَ السِّنينْ
الصَّدَى أَصْبَحَ نَهْراً لاهِثاً لا يَسْتكِينْ
بَرْكَنَ التَّغْرِيدَ فِيهَا كَلَّسَ الشَّوْقَ الدَّفِيْنْ
وَحِيَالَ الصَّدْعِ.. شِمْتُ زَنْبَقاً يَشْكُو الوَجَعْ
لم يَكُفِّ النَّفْحَ يَوْماً حَالِماً رُغْمَ الجَزَعْ
أَعْتَمَ الوَقْتُ وَضَاعَتْ كُلُّ أَحْلامِ النَّجَاهْ
لَجَّ بي سُهْدُ اللَّيَالي في خِضَمٍّ مِنْ دُجَاهُ
لَمْ أَعُدْ أَقْوَى نِزَالاً ضَاقَ بي شَطْحُ السُّؤَالْ
فَدَعِيني أَتَوَارَى وانْظُري يَوْمَ الرِّحَالْ
اهْرَعي إِنْ شِئْتِ قَبْلي عَبْرَهَا تِيكَ الرِّمَالْ
فَهَوَانَا لَمْ يُثِرْنَا في زَمَانِ الانْهِيَارْ
شَهْوَةُ المَالِ تَصَدَّتْ تَسْتَبِيحُ الانْكِسَارْ
وَزَهَا التِّبْرُ وَأَمْسَى وَهَجاً يُخْزي وَعَارْ
فَاعْذُريني يَا حَيَاتي إِنَّ لي قَلباً شَفِيفْ
يحْتَسي الأنْفَاسَ كأْساً وَيُغَنِّي لِلْخَرِيفْ
فَأنَا مَا زِلْتُ نَبْضاً طَاهِرَ الدَّفْقِ رَهِيفْ
أَتَمَلَّى في انْصِهَاري وانْشِغَالي بالطُّيُوفْ
وَجَبَانُ الخَفْقِ يَخْشَى مِنْ رُفَاتِ ((الدَّيْنَصُورْ))
وَخَفَافِيشَ سُكَارَى تَتَوَارَى في القُبُورْ
تُلْهِبُ الجَّو صَفِيراً وَزَفِيراً.. وَنُفُورْ
لَمْ يَعُدْ عَصْريَ عَصْري إنَّني أَغْشَى المَلَلْ
فَاصْهَرِيني في خُطَاكِ قَبْلَ أَنْ يَدْنُو الأَجَلْ
رَافِضاً حَطْمي وقَبْري وَانْغِماسي في الوَحَلْ
إنَّني أَحْسُو ضَيَاعي.. وَزَماني.. في خَجَلْ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :523  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 76 من 105
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج