شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
جَلَّ المُصَابُ
جَلَّ المُصَابُ وَحَشْرَجَتْ زَفَرَاتي
مِنْ رَوْعَةِ الزِّلْزَالِ في السَّاحَاتِ
فَكَأَنَّني أَحْسَسْتُ أَنِّي غَارِقٌ
في بَحْرِ إِغْماءٍ مِنَ الظُّلُمَاتِ
فُؤجِئْتُ بالحَدَثِ العَظِيمِ فَلَمْ أَنَمْ
ولَوَاعِجُ الأَحْزَانِ في خَلَجَاتي
لِتُثِيرَ فيَّ كَوَامِناً مَحْمُومَةً
في الخَافِقَيْنِ بِنَازِفِ العَبَراتِ
أنْحَى القَضَاءُ على مَرابِعِ مِصْرِنَا
يَرْمي بِقَوْسٍ نَافِذِ الطَّعَنَاتِ
مَا بَالُها أَرْضُ الكِنَانَةِ صَوَّحَتْ
فَنَنَ الرِّياضِ وَزَهْرَةَ الوَاحَاتِ؟
هَلْ غَالَهَا جَوْرُ الزَّمَانِ فَلَمْ تَعُدْ
تَقْوَى عَلى صَدٍّ لدَى الأَزمَاتِ!
أَمْ أَنَّهَا تَشْكو لَهِيبَاً طَافِحاً
في نَبْضِهَا المَشْحُونِ بالآهَاتِ؟
فَمَضَتْ تُصَدِّعُ كُلَّ بَيْتٍ سَاكِنٍ
غَضْبَى تُحيلُ رُسُومَهُ.. ذَرَّاتِ
الأَهْلُ والأَحْبَابُ لاقَوْا حَتْفَهُمْ
والطِّفْلَةُ الثَّكَلى بِغَيْرِ أَنَاةِ!؟
يا مِصْرُ.. يا بَلَدَاً تَنعَّمَ أَهْلُهُ
بالخَصْبِ بالإنْمَاءِ بالخَيْرَاتِ
العَيْنُ تَدْمَعُ والفُؤَادُ مُمَزَّقٌ
يُذْكي لَهِيبَ الحُزْنِ والحَسَرَاتِ
((اللَّهُ)) يَكْلأُكُمْ بِوَافِرِ عَطْفِهِ
وَيُزْيحُ عَنْكُمْ لُجَّةَ الأَزَمَاتِ
مَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ حَاشَاهُ البَلَى
في خَافِقَيْهِ بِرَوْعَةٍ وَشَتاتِ
يَا ((مِصْرُ)) يا مَهْدَ الحَضَارَةِ والحِجَى
يَا زَهْرَةً فَاحَتْ.. بِكُلِّ جِهاتِ
كَمْ ذَا بَذَلْتِ مِنَ النُّفُوسِ رَخِيصَةً
تَحْمِينَ حَقَّ الجَارِ في الكُرُبَاتِ
وَأَقَمْتِ جِسْراً مِنْ بَنِيكِ مُدَافِعاً
رَدَّ ((الصَّلِيبِيِّينَ)) في مَأْسَاةِ
فَلأَنْتِ أَجْدَى بالصُّمُودِ إذ دَجَى
لَيْلٌ كَئِيبٌ غاضِبُ القَسَمَاتِ
إِنَّا نُشَاطِرُكَ العَزَاءَ مَحَبَّةً
لِلأَهْلِ.. لِلإِخْوَانِ.. لِلْفَلَذَاتِ
رَاجِيْنَ أَنْ يُضْفي الإِلهُ بِعَفْوِهِ
نَوراً مِنَ الإِيمَانِ والرَّحَمَاتِ
ويُعِيدَ صَفْوَ العَيْشِ نَبْعاً هَانِياً
لِلأَرْضِ ـ للأَهْلِينَ بالقُبُلاتِ
مَنْ يَحْتَسِبْ لِلَّه عَبْرَ مُصِيْبَةٍ
يَزْهُ عَلى الأَحْدَاثِ والصَّدَمَاتِ
لا يَعْتريهِ اليَأْسُ عَبْرَ شِغافِهِ
إِيمَانُهُ أَقْوَى مِنَ الكَدَمَاتِ
ويَشِعُّ نُورُ الصَّبْرِ في جَنَبَاتِهِ
شَلاَّلَ ضَوْءٍ بَاسِمَ الحَدَقَاتِ
لِيُضَمِّدَ الجُرْحَ العَمِيقَ لِخَافِقٍ
تَزكُو دِمَاهُ بِعَاطِرِ النَفَحَاتِ
فالجُرُحُ جُرْحى والبَلاءُ مُصِيْبَتي
والأَهْلُ أَهْلي والشَّكَاةُ شَكَاتي
 
طباعة

تعليق

 القراءات :524  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 75 من 105
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ الدكتور سليمان بن عبد الرحمن الذييب

المتخصص في دراسة النقوش النبطية والآرامية، له 20 مؤلفاً في الآثار السعودية، 24 كتابا مترجماً، و7 مؤلفات بالانجليزية.