شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
يَا أَخَا التِّيهِ
ِيا زَمَاناً رَأيْتُ فيه العُجَابَا
الخَسِيْسُ اللَّئيمُ يُمْسي مُهَابَا
يَرْفَعُ الكِبْرُ خَدَّهُ.. في تَبَاهٍ
حين يَمْشي مُرَنَّحاً.. يتَصَابَى
في اخْتِيَالٍ يَجُرُّ فَضْلَ إِزَارٍ
ويَرَى النَّاسَ دُونَهُ.. أَذْنَابَا
يا أَخَا التِّيهِ والصَّيالِ تَرَفَّقْ
أَنْتَ أَدْنى إلى الهَوَامِ انتِسَابَا
طَهِّرِ النفسَ باليَقينِ وَخَلِّ
عِزَّةَ النَّفْسِ جَانِباً.. والسَّرَابَا
يا أَخا التِّيهِ ما يَصُدُّكَ عَنَّا؟
فِيمَ تَلْوي مُكَشِّراً.. أَنْيَابَا؟
تَرْكَبُ الزَّيْفَ لا تُبَالي مَدَاهُ
حِيْنَ تَذْرُو على الوَفَاءِ التَّرَابَا
((إنَّ شَرَّ النُّفُوسِ في الأَرْضِ نَفْسٌ))
تَتَعَالى عَلى الأَنّامِ اجْتِنَابَا
وتَرَى النَّاسَ دُونَها في مَقَامٍ
وَتَجَافٍ يُقَوِّضُ.. الأَنْسَابَا
يا شَمُوخَاً وَفِيْكَ لُجَّةُ حُزْنٍ
تَتَوارَى بِخَافِقَيْكَ اضْطِرَابَا
أَنْتَ أَدْرَى بِمَا يَجِيْشُ مَسَاءاً
مِنْ بَلاَءٍ وَوَحْشَةٍ تَتَخَابَى
غَالَكَ الزَّيْفُ والبَرِيقُ فَأَمْسَى
صَوْتُكَ الغَضُّ مُنْكَرَاً مُسْتَرابَا
جَمْعُكَ المَالَ لَيْسَ عَيْبَاً ولكنْ
خِسَّةُ المالِ.. أَنْ يَكُونَ مُرَابَا
آفَةُ المَرْءِ أَنْ يَفيءَ بِظِلٍّ
مِنْ ظِلاَلٍ.. يَخَالُهُنَّ.. مَنَابَا
ثم يَمضي مُصَعِّراً في فُتُونٍ
صَائِلَ الخَطْوِ خَدَّهُ.. صَخَّابَا
هَلْ تَزيدُ النُّقُودُ يَوْماً بِعُمْرٍ؟
أو تَرُدُّ القَضَاءَ رَدًّا مُجَابَا؟
أَوْ تُعِيدُ الشَّبَابَ حِينَ تَبَدَّى
وَهَنٌ فِيْكَ لاهِثاً.. مُنْسَابَا؟
أَوْ تَضُخُّ الحَيَاةَ ضَخًّا جَدِيدَاً
في وَتِيْنٍ مُرَهَّلٍ.. حِيْنَ شَابَا؟
يا أَخا الكِبْرِ لا تُغَالي فَقَبْلُكْ
مَنْ تَوارَى عَنِ الحَيَاةِ.. وَغَابَا
تَرَكَ الأَهْلَ والثَّرَاءَ وَأَضْحَى
عَبْرَ لَحْدٍ.. مُوَدِّعاً.. مَا أَصَابَا
هَلْ تَرى اليَوْمَ غَيْرَ ذِكْرَى وِصَالٍ
تَنْشُرُ الحُبَّ والصَّفَاءَ وَطَابَا؟
تمَلأُ الأُفْقَ كالنَّسِيمِ عَبيراً
حِيْنَ تَمْضِي.. وَتَتْرُكُ الأَحْبَابَا!
هَلْ كَما الحُبِّ والوَفَاءِ سُلُوكٌ؟
يَنْشُرُ الذِّكْرَ في الحَيَاةِ.. رَحَابَا؟
وُيُقِيمُ الوَلاءَ جِسْراً مَنِيعاً
فَوْقَ هَامٍ على النُّفُوسِ قِبَابَا
يَسْبُرُ الغَوْرَ بالضّيَاءِ وَيَزْكُو
حَالِمَ النَّبْضِ.. مُلْهَمَاً خَلاَّبَا
يا أخا التِّيْهِ لا أَخَالَكَ تَنْسَى
ضَمَّةَ القَبْرِ تَحْطِمُ الأَجْنَابَا!
مَنْ يَرَ النَّاسَ دُونَهُ في تَعَالٍ
سَوْفَ يَكْبو بِنَفْسِهِ إِكْبَابَا
أَوْ يَعِيشَ الحياةَ في غَيْرِ دِفْءٍ
رَاكِدَ الحِسِّ حَائِراً مُسْتَرَابَا
سَائِلِ الأَيْكَ عَنْ طُيورٍ حَيَارَى!
تَنْشُدُ اللَّحْنَ شَادِياً والرَّبَابَا
تَرْسُمُ الحُبَّ لِلأَنَامِ وتَشْدو
في رَوَاءٍ يَزِيْلُ عَنْهُ اكْتِئَابَا
ويُرِيْهِ الحَيَاةَ لَحْناً جَمِيْلاً
بَاسِمَ الثَّغْرِ رَاقِصاً.. جَذَّابَا
وخَرِيْرُ المِيَاهِ صَوْتٌ تَمَلَّى
يَسْكُبُ الحُبَّ.. في النُّفوسِ انْسِكَابَا
يُرْسِلُ البَوْحَ في صَفَاءٍ وَصَمْتٍ
لا يُبَالي مِنَ الحَيَاةِ.. غَلاَبَا
راحَ يَزْهُو بِنُورِهَا في انْبِهَارٍ
وَتَجَلٍّ يَفُوقَ مِنْكَ الطِلاَبَا
وَزُهُورُ الرَّبِيعِ تَنْفَحُ عِطْراً
في الصَّبَاحِ الجَمِيْلِ نَفْحاً مُذَابَا
يَعْبَقُ الوَرْدُ في الغُصُونِ وَيَنْثُو
أَرَجَ الحُبِّ.. فَاغِمَاً.. مُسْتَطَابَا
يا أَخَا التِّيهِ خَلِّ عَنْكَ التَّبَاهي
والْجِمِ النَّفْسَ إِنْ أَرَدْتَ الصَّوَابَا
فَخُلودُ الأَنَامِ أَمْرٌ مُحَالٌ
كُلُّ حَيٍّ مَصيرُهُ.. أَنْ يُذَابَا
 
طباعة

تعليق

 القراءات :524  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 71 من 105
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج