شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
لَحْظَةُ تَأَمُّلٍ
إِنَّ السَّمَا وَالأَرْضَ كُلَّاً آيَةٌ
تَحْكي صَنِيعَ اللَّهِ في إِتْقَانِ
لَوْ أَطْلَقَ الإِنْسَانُ فِيهَا عَقْلَهُ
لَرَأَى سَرَائِرَهَا كَما البُرْهَانِ
سَبْعٌ رُفِعْنَ شَوَامِخاً في عِزَّةٍ
مِنْ غَيْرِ تأْسِيْسٍ ولا بُنْيَانِ
والأَرْضُ سَوَّاهَا بِسَاطاً لِلْوَرَى
يَمْشُونَ فَوْقَ أَدِيِمهَا بِأَمَانِ
يَا مُوغِلاً في التِّيهِ كُفَّ أَلاَ تَرى؟!
آيَاتِهِ في دَفْقَةِ الشَّرَيَانِ؟
إِنَّ الكَوَاكِبْ في السَّمَاءِ مُضِيئَةٌ
تَهْدِي الذي قَدْ ضَلَّ في الرُّكْبَانِ
تَسْتَوجِبُ التَّأميلَ في نَفْسٍ تَرَى
في عُمْقِهَا الإِبْدَاعَ.. لِلدَّيَّانِ
والشَّمْسُ تَجري في إِطَارٍ مُحْكَمٍ
كَيْمَا تُجَدِّدَ سَيْرَةَ.. المَلَوَانِ (1)
والبَدْرُ في حِضْنِ السَّمَاءِ مُشَعْشِعٌ
بالنُّورِ في الأَرْضِيْنَ والشُّطَّانِ
كَمْ صَوَّرَ الشُّعَراءُ فِيهِ قَصَائِدَا؟!
تَسْتَلْهِبُ الإِحْسَاسَ في الوُجْدَانِ!
وَاسْتَنْطَقُوهُ كَمَا نَجِيٌّ مُخْلِصٌّ
وَاسْتَأْنَسُوا بِصَفَائِهِ الفَتَّانِ
فَإِذَا أَطَلَّ عَلى الغَدِيرِ رَأَيْتَهُ
شَلاَّلَ تِبْرٍ حَالِمَ الذَّوَبَانِ!
وَإذَا النُّجُومُ بَدَتْ عَلى صَفَحَاتِهِ
أَلْفَيْتَهَا حُوراً بِظِلِّ.. جِنَانِ
تِلْكُمْ لَعَمْري آيَةٌ مَلْمُوسَةٌ
جَلَّتْ عَنِ النُّكْرَانِ والغُفْلانِ
تُوحي إلى النَّفْسِ النَّقِيَّةِ نِظْرَةً
تَسْتَلْهِمُ التَفْكِيرَ لِلْحَيْرَانِ
وَتُرِيهِ إِبْدَاعَ الإِلهِ لِخَلْقِهِ
في صُورَةٍ شَفَّافَةٍ وَبَيَانِ
يَا غَافِلَ الإحْسَاسِ حَسْبُكَ أَنْ تَرى
في نَفْسِكَ التَّكْوينَ في إِتْقَانِ
فَتَفِيضَ بالشُّكْرَانِ إِيمَاناً لِمَنْ
أَفْضَتْ سَرَائِرُهُ عَنِ الكِتْمَانِ
وَتَعِيشَ في ظِلِّ الإِلَهِ وَصُنْعِهِ
مُتَأَمِّلاً في الْكَوْنِ في الإِنْسَانِ
حَتَّى تجُبَّ عَنِ النُّفُوسِ شُكُوكَهَا
وَتُعيذَهَا مِنْ زَلَّةِ الشَّيْطَانِ
وَتَعُودُ وَالإِبْصَارُ شَفَّافُ الرُّؤَى
في خَافِقٍ سَامٍ عَلى الهَذيَانِ
أَوَ لَيْسَ مَنْ خَلَقَ الأَنَامَ بِقَادِرٍ
يُحْيي العِظَامَ بِقُدُرَةِ الإِمْكَانِ؟
وَيَبُثُّهَا نَبْضاً وَرُوحاً سَامِياً
مِنْ بَعْدِ إعْفَاءٍ لَهَا.. وَطِحَانِ؟!
مَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ حَاشَاهُ البِلَى
في نَاظِرَيْهِ وَلُجَّةُ العِصْيَانِ
فَهْوَ المُحَصَّنُ باليَقِيْنِ طَلاَوَةً
في ثَغْرِهِ البَسَّامِ حُلْوُ.. أَمَانِ
لاَ يَحْمِلُ المَكْرَ الخَبِيْثَ مُرَاوِغاً
كالذِّئْبِ في خَتْلٍ وَفي رَوَغَانِ
تَلْقَاهُ هَشًّا في الحَيَاةِ مُنَاضِلاً
في قَلْبِهِ وَهَجٌ مِنَ الإِيمَانِ
يَحْتَارُ في أَمْرِ الخَلاَئِقِ إِنْ رَأَى
أمراً يُخَالِفُ شِرْعَةَ الرَّحمَانِ
فَيَفِيضُ بِالنُّصْحِ الصَّدُوقِ لِنَفْسِهِ
وَلأَلهِ وَالصَّحْبِ وَالإِخْوَانِ
يَدْعُوهُمُو لِلْخَيْرِ وَالنُّورِ الَّذي
لاَ يَطْفَأَنَّ.. بِنَزْوَةِ الغُفْلاَنِ
نُورٌ تَجَلَّى مِنْ خَلائِقِ ((أحْمَدا))
خَيْرِ البَريَّةِ طَاهِرِ الأَرْدَانِ
صَلَّى عَلَيْهِ اللًّهُ مَا حَنَّتْ ظِبَا
أَوْ غَرَّدتْ طَيْرٌ عَلَى الأَغْصَانِ
فَهْوَ المُشَفَّعُ يَوْمَ حَشْرٍ لِلْمَلاَ
مِنْ بَعْدِ إِذْنِ اللَّهِ لِلْحَيْرَانِ
يَسْقِيهُمُو نَبْعاً زُلاَلاً صَافِياً
مِنْ حَوْضِهِ المَوْرُودِ.. لِلظَّمْآنِ
قَدْ خَصَّهُ رَبُّ السَّمَاءِ بِشُفْعَةٍ
تَرْبُو عَنِ التَّكْذِيبِ والبُهْتَانِ
وَبِمُعْجِزَاتٍ لا مجَالَ لِنُكرِهَا
إلاَّ لِمَنْ.. عَشِيَتْ لَهُ العَيْنانِ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :707  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 70 من 105
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج