شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
نَفَحَاتٌ إِيمَانِيَّة
أُكْفُفْ عَنِ اللَّوْمِ وَانْشُدْ ضَافِيَ السَّبَبِ
قَدْ فَاضَ حُبِّي لِخَيْرِ الخَلْقِ في النَّسَبِ
أَفْدي ثَرَاهُ بِرُوحِي وَهْيَ مُؤْمِنَةٌ
جَلَّتْ عَنِ اللَّغْوِ والإِسْفَافِ والكَذِبِ
أَفْدِيهِ بِالنَّفْسِ ما حَنَّتْ مُطَوَّقَةٌ
وَسَبَّحَ الطَّيْرُ في جَوٍّ لَهُ.. رَحِبِ
بَلَغْتَ يا سَيِّدي المَعْصومَ مَنْزِلَةً
لَمْ يَدْنُ منها أُولو عَزْمٍ من النُّجُبِ
رَعَتْكَ أُمُّكَ في الأَحْشَاءِ مُنْبَثِقاً
شَلاَّلَ ضَوْءٍ مُنِيراً حَالِكَ الدُّرُبِ
وَكُنْتَ خِفَّاً بِحَمْلٍ لا يُشَابِهُهُ
حَمْلُ النّسَاءِ وما يَشْكُونَ مِنْ تَعَبِ
فَجَاءَ مَوْلِدُكَ المَيْمُونُ تَبْشِرَةً
تَزهُو بِهَا الأَرْضُ في تِيْهٍ مَدَى الحِقَبِ
مُذْ عَمَّتِ الكوْنَ بالأَنْوارِ سَاطِعَةً
فَانْسَلَّ خِزْياً ضَبَابُ الشَّكِ والرِّيَبِ
رَأَتْ حَلِيمَةُ مِنْ أَسْرَارِهِ نَمَطاً
يُوحي إلى النَّفْسِ بالتَّأْميلِ.. والعَجَبِ
كَمْ أَرْضَعَتْكَ لَبَانَ العَطْفِ حَانِيَةً
فَكُنْتَ أَقْرَبَ مِنْ نَجْلٍ لَهَا.. وَأَبِ
حَلَلْتَ خَيْراً عَلَى أَرْضٍ لَهَا هَرِمَتْ
فَأَقْبلَ السَّعْدُ بالإِرْوَاءِ وَالسُّحُبِ
اخْضَرَّتِ الأَرْضُ بَعْدَ الجَدْبِ نَاشِطَةً
إِذْ عَمَّهَا اليُسْرُ بالأَزْهَارِ والعُشُبِ
أَوْحى لَكَ ((اللَّه)) أَنْ ((إِقَرأْ)) مُفْسِّرَةً
لَقَدْ سَمَوْتَ إلى العَلْيَاءِ.. فَارْتَقِبِ
فَرُحْتَ تَدْعُو إلى الإِيمَانِ في سِمَةٍ
تَنْبُو عَنِ الغِلْظِ والأَحْقَادِ والشَّغَبِ
شَهْمٌ.. كرِيمٌ.. إلى الأَخْلاَقِ دَعْوَتُهُ
يَسْتَلْهِمُ القَلْبَ بالإِصْغَاءِ والأَدَبِ
كَمْ قَاوَمَ الشِّرْكَ بالتَّوحْيدِ في دَعَةٍ
يَدْعُو الأَنَامَ لِتَرْكِ الجَهْلِ وَالنُّصُبِ
أَسْرَى بِكَ اللَّهُ ليْلاً والدُّجَى أَلَقٌ
فَبِتَّ تَعْرُجُ لِلأَسْنَى مِنَ الرُّتَبِ
بُعِثْتَ يا سَيِّدي ((المَعْصومَ)) مَرْحَمَةً
حِينَ ادْلهمَّ مَسَارُ الخَيْرِ بالوَصَبِ
فَجِئْتَ تَدْعُو إلى الأَخْلاَقِ صَافِيَةً
تحكي الضِّياءَ كما شَمْسٌ بِلا.. وَجَبِ
وكنتَ أُسْوَتَنَا الغَرَّاءَ نَنْهَلُهَا
مِنْ فيْضِ مَسْرَاكَ في بَدْءٍ وفي عَقِبِ
أَوْحَى لَكَ الرَّبُّ ما أَوْحَاهُ مُعْجِزَةً
إذْ كُنْتَ أدنى من القَوْسَينِ في القُرُبِ
مَعَاذَ ربِّكَ ما تَجْفوكَ أَفْئِدَةٌ
إلاّ وَبَاءَتْ بِعَشْوٍ في الرُّؤَى عَطِبِ
تجَمَّعَ القَوْمُ ليْلاً قُرْبَ مَنْزِلِهِ
رَهْطٌ مِنَ الكُفْرِ في ثَأْرٍ وفي صَخَبِ
هُمْ يَنْظُرونَ رَسُولَ اللَّهِ فِي حَرَدٍ
مُسْتَنْفِرينَ شَبابَ الغَدْرِ مِنْ وَشَبِ
خَرَجْتَ تَحثْو على الهَامَاتِ تُرْبَتَها
مِنَ الرَّغَامِ فما قَامَتْ مِنَ الرَّهَبِ
مَضَيْتَ تُدْلِجُ والصِّدِّيقُ في ثِقَةٍ
لِغَارِ ((ثَوْرٍ)) إلى مَنْأَى عَنِ الطَّلَبِ
أَوْحَى الإِلهِ بِأَنْ تَبْني ((عُنَيْكِبَةٌ))
بَيْتاً من الوَهْنِ يُقْصي حَادِيَ العَرَبِ
هَذَا ((سُرَاقَةُ)) قَدْ بَشَّرْتَهُ سَلَفَاً
لِبْسَ السِّوَارَيْن مِن ((كِسْرَى)) فَلَمْ تَخِبِ
ويومَ ((بَدْرٍ)) دَعَوْتَ اللَّهَ مُرْتَجِياً
نَصْراً إلى الدِّينِ لا لِلْجَاهِ والحَسَبِ
فأيَّدَتْكَ جُنُودٌ مِن ملائِكَةٍ
تَرْمي بِقَوْسِكَ ((سِجِّيلاً)) مِنَ اللَّهَبِ
تَمْشي السَّحَابَةُ ظِلاًّ فَوْقَ هَامَتِهِ
كَيْمَا تُظِلَّ حَبيبَ اللَّهِ.. عَنْ كَثَبِ
روحي الفِدَاءُ ((لِقَبْرٍ)) قَدْ نَثَا أَرَجاً
يُشْجي الفُؤَادَ بِنَفْحٍ عَاطِرٍ رَطِبِ
أَنْتَ الحَبِيْبُ إليْنَا ((سَيِّدُ)) الشُّرَفَا
رُغْمَ الأُنُوفِ وَرُغْمَ الجَاهِ والنَّشَبِ
قَدْ خَصَّكَ اللَّهُ بِالإِعْجَازِ فَانْفَجَرتْ
بَيْنَ الأَصَابِعِ عَيْنٌ عَذْبَةُ الشُّرَبِ
سَقَيْتَ صَحْبَكَ والأنْظَارُ شَاخِصَةٌ
تُوحي بِأَنَّكَ ذُو الإِفْرَاجِ في النُّوَبِ
وقِصَّةُ ((الشَّاةِ)) تَحْكي صِدْقَ مُعْجِزَةٍ
إذْ دَرَّ ضِرْعٌ مِنَ العَجْفَاءِ بالحَلَبِ
شَكَا إِلَيْكَ ((بَعِيرُ)) الصَّحْبِ سَيِّدَهُ
لِمَا يُعانِيْهِ مِنْ جُوعٍ ومِنْ سَغَبِ
ودُونَ جَنْبِكَ حَنَّ ((الجِذْعُ)) مُشْتَكِياً
تِلْكُمْ لَعَمْرِي آيَاتٌ.. لِمُرْتَئِبِ
وبَعْدَ طَهْيٍ ذِرَاعُ الشَّاةِ تُخْبِرُهُ
إِنِّي سُمِمْتُ فكُفِّ الأَكْلَ وَاجْتَنِبِ
وريقُكَ الطَّاهِرُ المَعْسُولُ بَلْسَمَةٌ
تَشْفي الجِرَاحَ وتُصْفي حَالَ مُكْتَئِبِ
لا يكْمُلُ المرْءُ إِيمَاناً وَتَزْكِيَةً
حَتَّى تَكُونَ بِنَيْطِ القَلْبِ كَالوَجَبِ
ما قُلْتُ شِعْري ((أَبَا الزَّهْرَاءِ)) مُمْتَدِحاً
لَكنَّما القَلْبُ قَدْ أَفْضَى بِمُنْسَكِبِ!
يَهْدي السَّلامَ بِنَبْضٍ حَالِمٍ ظَمِىءٍ
ثَرِّ الأَحَاسيسِ بالإِيمَانِ مُصْطَحِبِ
أَزْكَى الصَّلاةِ عَلى ((طَهَ)) مُشَفِّعِنا
يَوْمَ الحِسَابِ بِإِذنِ اللَّهِ في الكُرَبِ
ثُمَّ الصِّحَابِ وآلِ البَيْتِ كُلِّهِمُوا
مَا غرَّدَ الطَّيْرُ في شَدْوٍ وفي طَرَبِ
واغْفِرْ إلهي ذُنُوبي إنَّني خَجِلٌ
مِمَّا أُدَاريهِ يَا رَبَّاهُ.. وَاسْتَجِبِ
أَتَيْتُ بَابَكَ يا مَوْلاَيَ أَطْرُقُهُ
وبَابُ عَفْوِكَ مَفْتُوحٌ بِلا حُجُبِ
فَما سِوَاكَ إِلَهَ العَرْشِ أَنْشُدُهُ
لِمَا أُلاقيهِ مِنْ سَوْءاتِ مُنْقَلَبِ
فَكُنْ وِجَائي لِضُرٍّ بَاتَ يَنْهَشُني
واسْتُرْ عُيُوبي فِإِنَّ الرِّيحَ تَعْصِفُ بي
أَلْقَتْ شِرَاعي بِجَوْفِ اليَمِّ مُنْحَطِماً
يَطْفُو عَلَى المَوْجِ أَشْلاءاً من الخَشَبِ
وشَطُّ جُودِكِ لِلْمُحْتَاجِ مَأْمَنَةٌ
حَيْثُ النَّجَاةُ مِنَ الأَهْوَاءِ والنَّصَبِ
بَلِّغْ مُنَاجِيكَ يَا رَبَّاهُ مَأْمَلَهُ
فَقَدْ أَتَاكَ.. بِخَفْقٍ جِدِّ مُضْطَرِبِ
يَرْجُو المَتُوبَةَ والغُفْرَانَ عَنْ زَلَلٍ
فَأَنْتَ أَكْرَمُ مَنْ يُرْجَى لِمَكْتَرِبِ
قَدْ جَاءَ يَحْبو إلى أَعْتَابِكُمْ شَغِفاً
كي تَغْسِلوهُ بمَاءِ الطُّهْرِ.. في حَدَبِ
حتى تُقيلوهُ مِنْ إِفْراطِ عَثْرتِهِ
فَمَا تَجَاهَرَ بالعِصْيَانِ.. والثَّلَبِ
استَنْشَقَ العَفْو مِنْ مَوْلاَهُ زَنْبَقَةً
تَفُوحُ بالعِطْرِ بالأنْسَامِ بِالطِّيبِ
فَلَيْسَ غَيرَكَ يا ربَّاهُ آمُلُهُ
لِفَكِ أَسْرِيَ من أَوْزَارِ مُرْتَكَبِي
فوَّضْتُ أمري إلى رَبٍّ لَهُ مِنَنٌ
عَلى الخَلائِقِ يُزْجِيهَا بِلا طَلَبِ
رَبٌّ ـ غَفٌورٌ ـ رَحيمٌ ـ لا يُضَايقُهُ
كُثْرُ السَّؤَالِ لِمَنْ يَأْتِيهِ في رَغَبِ
رَفَعْتُ كَفيَّ بالإذْلالِ مُبْتَهِجاً
فَقَدْ أَفْأْتُ إِلى ظِلٍّ مِنَ الرَّهَبِ
فَاخْتِمْ إِلهيَ بالإيمَانِ عَاقِبَتي
واكْبَحْ بِفْضْلِكَ جَمْحَ النَّفْسِ واستَجِبِ
وفي الخِتَامِ صَلاةُ اللَّهِ نَابِعَةٌ
شَفَّافَةُ النَّبْضِ كالأَنْدَاءِ كالسُّحُبِ
تَجْلو عَنِ القَلْبِ مَا يَغْشَاهُ مِنْ كَلَلٍ
كَيْ يَسْترِيحَ قَرِيرَ العَيْنِ والهُدُبِ
على النَّبيِ الذي دَانَتْ لِعِزَّتِهِ
شُمُّ الأَشَاوِسِ مِنْ عُجْمٍ ومِنْ عَرَبِ
((مُحمَّدِ)) الهادي إلى التَّوْحِيدِ مُتَّشِحاً
بالصَّبْرِ.. بالجِدِّ.. بالأَخْلاقِ والأَدَبِ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :508  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 72 من 105
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور معراج نواب مرزا

المؤرخ والجغرافي والباحث التراثي المعروف.