شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
إِنَّهُ أَمَلٌ
قالت: أَراكَ تُديمُ الصَّمْتَ مُنْشَغِلاً
فهل بلاكَ من الأحداثِ.. ما يَجِلُ؟!
أَمْ أَنَّ وَخْزَاً.. لصالي الشَّوْقِ مختفياً
بدا يقطِّع من نجواكَ.. ما يَصِلُ؟!
أم حورُ غيدٍ رمتْ سهماً بطائِشَةٍ
أصابَ جرحاً.. عزيزاً كادَ يَنْدَمِلُ؟!
فَهِمْتَ تشدو مع الأحلامِ مُنْتَشِياً
تَعَجُّ بالطَّفْحِ.. ممَّا باتَ يَعْتَمِلُ
فقلتُ: مهلاً.. فما سَهْمُ الهوى صَرَدَتْ
منِّي الفؤادَ.. ولا ـ هِنْدٌ ـ ولا ـ نُهَلُ ـ
إنِّي تجاوزتُ سِنَّ اللَّهْوِ من زَمَنٍ
إن كانَ للهوِ سنٌ سَمْتُها.. الكَسَلُ
فقد أَفَأتُ إِلى ظِلٍّ.. يُجَلِّلُني
ويجعلُ الطَّرفَ بالإيمانِ يَكْتَحِلُ
أَبْصَرْتُ في الكونِ آياتٍ لها عِظَةٌ
تَقَرُّ في النفسِ إحفَاءً.. وتَتَّصِلُ
ما بالُ قوميَ قد شَطَّت نوازِعُهُمْ
وأَدْمَنوا السَّيْرَ في الأوْحَالِ.. وانْخَذَلوا؟
تَكَبَّلَ الحِسُّ في أَعماقِهم زَللاً
حين استكانوا إلى الإحْبَاطِ وانْشَغَلوا
هَلْ طَوَّقَتْهُمْ قُيودُ الذُّلِ فانكفَأُوا
أَمْ زَلْزَلتْهُمْ ريَاحُ الشَّرِ فَارْتَحَلوا؟
أَمْ غَرَّرَتْهُم حَيَاةُ الرَّغْدِ فانْغَمَسوا
لا يَعْبَأُونِ بِدَحْرِ النَّفْسِ أَمْ جَهِلوا؟
لكنَّما الغدُّ حتماً سوفَ يُبْصِرهُم
عَبْرَ الشِّغَافَيْنِ لفْحاً دُونَهُ الثَّكَلُ
فَتِلْكَ شيمةُ من كانتْ بصيرتُهُ
أَدنى إلى السقطِ لا حسٌ.. ولا خَجَلُ
خوفي من الغدِّ يرميهمْ بنازلةٍ
عَصْفِ النَّيازِكِ أو يغشاهُمو مَلَلُ
يُبدِّلُ الحبَّ في أعماقِهِمْ نَزَقاً
فلا يُحسِّونَ إلاَّ والدُّنا.. طللُ
هل ينفعُ النُّصْحُ في قومي وقد رَكِبوا
مطَّيةَ الشَّطْحِ إدلاجاً وما وَصَلوا؟
مَنْ يحتسِ الكأْسَ مِنْ مُرٍّ بلا مضضٍ
يَرْضَ الهوانَ وذلَّ النفسِ يحتملُ
لا يرتضي الذُّلَ إلا مَنْ به خسأٌ
أو يرتضي الهوْنَ إلا مَنْ به خللُ
فخدشةُ الحسِّ يأْباها ذَوو حَسَبٍ
ولا يُحِسَّنَّ.. خَدْشَ النفسِ مَنْ سَفُلوا
يا وصمةَ العارِ إنْ باتتْ شمائِلُنا
تميلُ للقحط.. أو بالفُرْقِ تحتفلُ
ووصمةُ الخِزْي لو أَنَّا نداهِنُها
من غير صدٍّ لها.. إنا إذاً.. هُمُلُ
الصِّرْبُ داسوا مشاعرَنا وما فَتِئُوا
يستنسرُون بشعبٍ كاد.. يَرْتَحِلُ
ونحنُ ساهون لا نَقْوَى مُنَاهَضَةً
وآحَرَّ قلباهُ.. والأجواءُ تشتعلُ
الصِّرْبُ يدرونَ أَنَّا أمةٌ لهيتْ
بل ويدرونَ أيضاً أننا.. غُفُلُ
لو فَكَّرَ الصِّرْبُ يوماً أننا ثقلٌ
لما تَطَاوَلَ وَغْدٌ مِنهمو.. خَبَلُ
تِلْكُم لعمْريَ أنماطٌ لفُرْقَتِنَا
فهل تُرانا.. لصوتِ العقلِ نَمتثلُ؟
ونقهر الغيَّ في أعماقِنَا أَملاً
لصونِ مجدٍ بناهُ رُهْطُنَا الأولُ
يفترُّ بالحبِّ والإيمانِ مجتلياً
يشعُّ منهُ ضياءُ الدِّينِ.. والعَمَلُ
فنكتبَ اليومَ للتاريخِ ملحمةً
تفيضُ حُبًّا وتيهاً إنَّهُ.. أَمَلُ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :532  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 61 من 75
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ محمد عبد الرزاق القشعمي

الكاتب والمحقق والباحث والصحافي المعروف.