شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
صَهِيلُ المَلَلِ
جمعتُ كُلَّ ثروتي
من لغةٍ قرأتُها
ولفظةٍ حفظتُها
ومن خيالٍ.. مُسْتَتِرْ؟!
أحصيتُها جميعَها
وجدتُها..
ما بينَ ألفِ كلمةٍ
ملتفَّةٍ
فروعُها كما الشَّجَرْ!
وَأَلْفِ أَلْفِ صورةٍ جميلةٍ
تشبُه في رَوائِها..
دِفْقَ.. المَطَرْ!..
فَتَّشْتُ عن حرارةٍ توقدُها
فلم أجدْ!
في مُقلتي وَدَفْقَتي..
صَالي الشَّرَرْ!
ولم يكنْ في جُعبتي أَوْ خفقتي
محرِّكٌ يُلهبني ـ يُشْعلني
يَضْرِمُني ـ يَلفحني ـ إِلاَّ الضَّجَرْ!
ولم أجدْ ـ ولم أجدْ!
في حَوْزتي ـ لصبوتي..
من لفظةٍ شهيَّةٍ نديّةٍ
تُسعدني بدفئها
وقتَ ـ السَّحَرْ
اللفْظُ أَمْسى قاصراً
وحاسراً وباسراً وحائراً
وخاثراً في نَبْضِهِ وَفَيْضِهِ
بلا سَعَرْ؟
لا يستجيبُ لما نَرَى
في صبحِنا وليلِنا
في همسِنا.. وحسِّنا
وما نعاني من قَهَرْ!؟
رسمته من الخَيالِ.. وقد بدا
كطائر مكبَّلٍ مزَّملٍ
محنَّطٍ مثَبّطٍ
جناحُه ـ من الحَجَرْ
وصورة صَوَّرْتُها.. رسمتُها
لوَّنتُها أحسستُها..
وجدتُها..
حزينةً.. مهينةً
على الجُدُرْ
أخذت كلّ ثروتي
من صورةٍ ولفظةٍ
وهمسةٍ وبسمةٍ
ومن خيالٍ.. وَصُوَرْ
تحكي لنا تاريخَنا
في زفرةٍ ـ وعبرةٍ
لما توارى واندثرْ
قدَّمتها جميعَها
لموجةٍ رافضةٍ راكضةٍ
تَلهمُها.. تُلقِمُها..
فَكَّ.. البَحَرْ
وقلت إني راحلٌ
لعالمٍ أسكنهُ أقطنهُ
من الوعولِ.. والبَقَرْ
لعلَّه يُؤنسني يَهْمِسُني
يَسْمَعُني يُمْتِعني..
يلأَمُ جرحاً.. مُنْفَغِرْ
فَكلُّ ما أحسستُه وكلُّ ما كتبتُه
وكلُّ ما أنشدُته
من لغةٍ فصيحةٍ
صحيحةٍ وجدُته
كما غباشٌ.. للبصرْ
ذكرتُ.. قول شاعرٍ
أطلقَها جريَئةً
من ألفِ عامِ غابرٍ
يا أُمَّةً قد أضحكتْ
من جهلها ـ كلَّ البَشَرْ
وحيث أَنَّي واحدٌ
من أَمَّةٍ جَهولةٍ
لا حسَّ فيها أو نظرْ
رضيت أن أغادرا..
دياركم مهاجرا
من غير خوف.. أو حذرْ
اترك فيكم حَيْرَتي
ولوعتي بوحتي ودمعتي
وكُلَّ نزفٍ مُنْتَظَرْ
لو كنتُ فيكم لاعباً لكرةٍ
أو عازفاً على.. الوترْ
أو لاهياً بلا حياءٍ أو خفرْ
لكنتُ بين أُمَّتي
مدلَّلاً ـ مجلَّلاً.. وذاع صِيتي وانتشرْ
لأنّنا في عصرِنا
من جهلنا وسقْطنا..
وقحطِنا.. وشطِحنا..
نركضُ سبقاً ـ للظَّهَرْ
أخلاقنا ـ تعلَّبَتْ
تغيَّرتْ.. تعطَّلتْ ترهَّلتْ
تزيَّفتْ ـ تزمَّلتْ
ثَوْبَ.. الغَرَرْ
ولم.. تَعُدْ تُطْرِبُنا قصيدةٌ جديدةٌ
لشاعرٍ متيَّمٍ
يقول شعراً للقمرْ
ولا أديبٍ مُلهمٍ
يَنِمُّ عن ثقافةٍ شفَّافةٍ
عميقةٍ.. دقيقةٍ
ثرَّيةٍ قوَّيةٍ
جُمانَةٍ من الدُّرَرْ
ولا خطيبٍ مفعمٍ
بنبضهِ وفيضهِ
يَرْفَضُّ في أدائهِ
شَلاَّلَ علمٍ مُنْهَمِرْ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :690  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 58 من 75
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور محمد خير البقاعي

رفد المكتبة العربية بخمسة عشر مؤلفاً في النقد والفكر والترجمة.