جمعتُ كُلَّ ثروتي |
من لغةٍ قرأتُها |
ولفظةٍ حفظتُها |
ومن خيالٍ.. مُسْتَتِرْ؟! |
أحصيتُها جميعَها |
وجدتُها.. |
ما بينَ ألفِ كلمةٍ |
ملتفَّةٍ |
فروعُها كما الشَّجَرْ! |
وَأَلْفِ أَلْفِ صورةٍ جميلةٍ |
تشبُه في رَوائِها.. |
دِفْقَ.. المَطَرْ!.. |
فَتَّشْتُ عن حرارةٍ توقدُها |
فلم أجدْ! |
في مُقلتي وَدَفْقَتي.. |
صَالي الشَّرَرْ! |
ولم يكنْ في جُعبتي أَوْ خفقتي |
محرِّكٌ يُلهبني ـ يُشْعلني |
يَضْرِمُني ـ يَلفحني ـ إِلاَّ الضَّجَرْ! |
ولم أجدْ ـ ولم أجدْ! |
في حَوْزتي ـ لصبوتي.. |
من لفظةٍ شهيَّةٍ نديّةٍ |
تُسعدني بدفئها |
وقتَ ـ السَّحَرْ |
اللفْظُ أَمْسى قاصراً |
وحاسراً وباسراً وحائراً |
وخاثراً في نَبْضِهِ وَفَيْضِهِ |
بلا سَعَرْ؟ |
لا يستجيبُ لما نَرَى |
في صبحِنا وليلِنا |
في همسِنا.. وحسِّنا |
وما نعاني من قَهَرْ!؟ |
رسمته من الخَيالِ.. وقد بدا |
كطائر مكبَّلٍ مزَّملٍ |
محنَّطٍ مثَبّطٍ |
جناحُه ـ من الحَجَرْ |
وصورة صَوَّرْتُها.. رسمتُها |
لوَّنتُها أحسستُها.. |
وجدتُها.. |
حزينةً.. مهينةً |
على الجُدُرْ |
أخذت كلّ ثروتي |
من صورةٍ ولفظةٍ |
وهمسةٍ وبسمةٍ |
ومن خيالٍ.. وَصُوَرْ |
تحكي لنا تاريخَنا |
في زفرةٍ ـ وعبرةٍ |
لما توارى واندثرْ |
قدَّمتها جميعَها |
لموجةٍ رافضةٍ راكضةٍ |
تَلهمُها.. تُلقِمُها.. |
فَكَّ.. البَحَرْ |
وقلت إني راحلٌ |
لعالمٍ أسكنهُ أقطنهُ |
من الوعولِ.. والبَقَرْ |
لعلَّه يُؤنسني يَهْمِسُني |
يَسْمَعُني يُمْتِعني.. |
يلأَمُ جرحاً.. مُنْفَغِرْ |
فَكلُّ ما أحسستُه وكلُّ ما كتبتُه |
وكلُّ ما أنشدُته |
من لغةٍ فصيحةٍ |
صحيحةٍ وجدُته |
كما غباشٌ.. للبصرْ |
ذكرتُ.. قول شاعرٍ |
أطلقَها جريَئةً |
من ألفِ عامِ غابرٍ |
يا أُمَّةً قد أضحكتْ |
من جهلها ـ كلَّ البَشَرْ |
وحيث أَنَّي واحدٌ |
من أَمَّةٍ جَهولةٍ |
لا حسَّ فيها أو نظرْ |
رضيت أن أغادرا.. |
دياركم مهاجرا |
من غير خوف.. أو حذرْ |
اترك فيكم حَيْرَتي |
ولوعتي بوحتي ودمعتي |
وكُلَّ نزفٍ مُنْتَظَرْ |
لو كنتُ فيكم لاعباً لكرةٍ |
أو عازفاً على.. الوترْ |
أو لاهياً بلا حياءٍ أو خفرْ |
لكنتُ بين أُمَّتي |
مدلَّلاً ـ مجلَّلاً.. وذاع صِيتي وانتشرْ |
لأنّنا في عصرِنا |
من جهلنا وسقْطنا.. |
وقحطِنا.. وشطِحنا.. |
نركضُ سبقاً ـ للظَّهَرْ |
أخلاقنا ـ تعلَّبَتْ |
تغيَّرتْ.. تعطَّلتْ ترهَّلتْ |
تزيَّفتْ ـ تزمَّلتْ |
ثَوْبَ.. الغَرَرْ |
ولم.. تَعُدْ تُطْرِبُنا قصيدةٌ جديدةٌ |
لشاعرٍ متيَّمٍ |
يقول شعراً للقمرْ |
ولا أديبٍ مُلهمٍ |
يَنِمُّ عن ثقافةٍ شفَّافةٍ |
عميقةٍ.. دقيقةٍ |
ثرَّيةٍ قوَّيةٍ |
جُمانَةٍ من الدُّرَرْ |
ولا خطيبٍ مفعمٍ |
بنبضهِ وفيضهِ |
يَرْفَضُّ في أدائهِ |
شَلاَّلَ علمٍ مُنْهَمِرْ |