شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
وَطَيبَةُ.. الحُبُّ والأَنوَار!
بعد أن تَلَقَّى الرسول (صلَّى اللَّه عليه وسلّم) أمرَ ربّه بإعلان دعوة الحقّ.. فآمنَ من قومه من آمن وأعرض عنها مَن أعرض نكراناً وجهلاً أذن اللَّه جلّت عظمته لنبيّه الكريم بالهجرة إلى طيبة الطيّبة. حيث لقي فيهَا الرسول (صلَّى اللَّه عليه وسلّم) وصحبه في أرضها أخوّة وأهلاً رجالٌ صدَقوا ما عاهدوا اللَّه عليه.. فتنامت الدعوة وبدأت تؤتي أكلها وعمّ نفعها جميع المسلمين الذين توافدوا إلى المدينة المنورة للاستجلاء من نور الدين الجديد الذي حطّم معاقل الكفر وعبادة الأصنام ودعا إلى عبادة ((اللَّه)) الواحد القهّار.. فكانت هذه الأبياتُ تعبيراً من مُحِِبٍّ لأرض طيبة وأهلها الأنصار.. وإلى سيّد الخلق محمد النّبي المختار (صلّى اللَّه عليه وسلّم) وعلى أهله الأبرار وصحبه الأخيار.
وَقفَ المُحبُّ بنشْوَةِ الجَذْلانِ
يُصغي لصَوت الحقِّ في إِذْعانِ
يَسْترجعُ الذِّكْرى بَنَبْضٍ حالمٍ
في الخَفْقِ في الأعْماقِ في الأَحْضانِ
أَحْجارُ ((طَيْبَةَ)) من نُضَارٍ خَالصٍ
والمَاسِ واليَاقُوتِ والمَرْجانِ
حَصْبَاؤُهَا الفَيْروزُ يَزْهو واهَجاً
وتُرَابُها مِسْكُ الشَّذَى الرَّوْحاني
عِطْرٌ يفوحُ على الخَلائِقِ كُلِّها
نُوراً يُمَزِّقُ ظُلْمَةَ الخُلْجَانِ
نُورُ الهِدَايَة نِعْم نُوراً يُجْتَلي
من ((طَيْبَةٍ)) في السِّرِّ والإعْلانِ
ورِجَالُهَا كانوا هُداةً إنّهم
صَحْبُ النَّبيِّ.. وصَفْوَةُ الأَعْوانِ
كانوا هُداةً لا يَخَافُونَ الرَّدَى
إنْ جَدَّ دَاعي الحَرْبِ للإِظْعانِ
نَصَروا النَّبيَّ وَصَحْبَهُ في عِزَّةً
تَسْمو عن التَّكْذيبِ.. والنُّكْرَانِ
يَا نَاصِري دِينِ السَّمَاءِ لَكَمْ أَرَى
صِدْقَ المَشَاعرِ.. مِنْ رُؤَى الشُّجْعَانِ
أَخْلَصْتُمو حُبَّ النَّبيِّ وأَهْله
مِن بَعْد هِجْرتهِ بِقَلْبٍ حَانِ
قَدِمَ الرّسُولُ لأَرْضِكُم مُتَفَائِلاً
أَنْ لا يَرَى فِيكمْ سوَى الإيمَانِ
هَلَّ النَّبيُّ كَبَدْرِ لَيْلٍ سَاطعاً
يَفْري دَياجي الشِّرْكِ والكُفْرَانِ
أَصْفَيْتُمو الدِّين الحَنيفَ بِنُصْرةٍ
وَسَبَقْتُمو بالحُبِّ.. وَالتَّحْنَانِ
كُنْتُمْ رِجالاً للْحُرُوبِ أشاوساً
وَفَنارَ عِلْمٍ بَازِغَ التِّبْيَانِ
حَلَّ الرسُّولُ بأَرْضِكُم مُسْتَأْنِساً
بالأهْلِ فيكُمْ إخْوَةَ الإيمَانِ
سَكَنَ ((المَدْينَةَ)) خَيْرُ هَادٍ للْوَرَى
عَفُّ الطَّويَّة طَاهِرُ.. الأَرْدَانِ
بَعَثَ الرَّسَائلَ للأَبَاعِدَ كَيْ يَرَى
تأْثِيرَهَا.. في الكَوْنِ.. والإنْسانِ
فَتَوَافَدَتْ كُلُّ القَبَائِل نَحْوَهُ
تَسْتَلْهِمُ التَّوْحِيدَ في حُسْبَانِ
قَدْ خَصَّهُ رَبُّ السَّماءِ بشُفْعَةٍ
تَرْبو عَن التَّسْفَيهِ وَالبُهْتَانِ
وَبِمُعْجزَاتِ لاَ مَجَالَ لِنُكْرِها
إلاَّ لِمَنْ عَشِيَتْ لَهُ العَيْنَانِ
دُعِيَ ((الأمينُ)) وكان شهْماً صادِقاً
في خافِقَيْهِ.. مَحجَّةُ البُرْهَانِ
((اللَّهُ)) قدْ بَعَثَ النَّبيَّ ((مُحَمَّداً))
يَدْعُو إلى التَّوْحيد.. للرَّحْمنِ
إنّ السَّمَا والأرْضَ كُلاًّّّ آيَةٌ
تَحْكي صَنيعَ ((اللَّهِ)) في إِتْقَانِ
سَبْعٌ رُفعْنَ شَوَامَخاً في عِزَّةِ
مِنْ غَيْرِ تَأْسيسٍ وَلاَ بُنْيانِ
والأَرْضُ سَوّاها بَسَاطاً للْوَرَى
يَمْشُون فَوقَ أَديمَها الفَتَّانِ
فالدِّينُ دينُ ((اللَّهِ)) نعْمَ المُجْتَنَى
يَدْعُو لَتَرْكَ عِبَادَةِ الأَوْثَانِ
و ((اللَّهُ)) فَرْدٌ حَاكَمٌ في مُلْكهِ
جَلَّتْ لَهُ.. الأَسْمَاءُ عَنْ نُقْصَانِ
إِنْ قالَ كُنْ.. كانَ الذي في عِلْمهِ
ما بَيْنَ رَدِّ الطَّرْفِ.. وَالأَجْفَانِ
لا يَغْفُلَنَّ ولا يَنَامُ فَإِنًّهُ
مُتَكَفِّلٌ بالخَلْقِ.. في إحْسَانِ
لا يُهْمِلَنَّ ((اللَّهُ)) دَعْوَة مُرْتَجٍ
يَرْجُوهُ صَفْحَ الذَّنْبِ.. والعِصْيانِ
يَا مُسْرِفاً في التِّيهِ حَسْبُكَ أَنْ تَرى
آياتِهِ.. في دَفْقَةِ الشَّرْيَانِ
تَسْتَوْجِبُ التَّأْمِيلَ في نَفْسٍ تَرى
في عُمْقَهَا الإبْداعَ.. للدَّيَّانِ
بَعَثَ الرَّسولَ ((مُحَمّداً)) بِرِسالَةٍ
تَشْفي القُلوبَ بِنَفْحِهَا الرَّيْحَانيِ
جَعَلَ ((المَدِينةَ)) مأْرِزَ النُّورِ الذي
لا يُطْفَأَنَّ بِنَزْوَة.. الجُحْدانِ
قدْ جَلَّ فِيها النُّورُ نُورُ ((مُحَمّد))
هَادي الأَنَامَ بِدَعْوةِ ((القُرآن))
فَهْو المُشفَّعُ يَوْمَ حَشْرٍ لِلْمَلاَ
مِنْ بَعْدِ إذْنِ ((اللَّهِ)) لِلْحَيْرَانِ
يَسْقِيهِ نَبْعاً مِنْ زُلاَلٍ صَافِياً
مِنْ ((حَوْضَهِ)) المَوْرُودِ للظَّمْآنِ
كَمْ قَاوَمَ الكُفْرَ المُخَبَّأَ في الدُّنَا
بالعَزْمِ لا يَخْشى من الطُّغْيانِ
يا أَهْلَ ((طَيْبَةَ)) إِنّني مُسْتَرْسِلٌ
في حُبِّكُمْ بالشِّعْرِ والأَوْزانِ
مَن ذَا يَلُومُ مُحبَّكُم في شَوْقِهِ
إنْ قَالَ شِعْراً حَالِمَ الأَلْحَانِ؟
فإلى ((رسول اللَّه)) سَيِّدِ مَنْ مَشَى
فَوْقَ الأَدِيمِ بِنُورِه الرَّبَاني
أَُهْدي السَّلامَ تَحيَّةً مَشْفُوعَةً
بالحُبِّ وَالإِحْساسِ مِن وجْداني
فَلَقَدْ أَقَامَ الهَدْيَ شَفَّافَ الرُّؤى
بالجَهْدِ والأَخْلاقِ والإِحْسانِ
فتقاطَرَتْ كُلُّ العُرُوبةِ نَحْوَهُ
كي يَنْهلوا مِن فَيْضِهِ الرَّوْحاني
عَلِموا بأنَّ الدِّينَ نُورٌ سَاطِعٌ
بالحَقِّ والإحْساسِ للْعُمْيانِ
فَمَضى الجَميعُ لأَرْضِ ((طيْبةَ)) عَاشِقاً
أَفْضَتْ سَرَائِرُهُ عَن الكِتْمَانِ
يَا أرضَ ((طَيْبَةَ)) حيثُ نَورُ ((مُحَمَّدٍ))
يُذْكِي الفُؤَادَ بنَفْحَةِ الرَّيْحانِ
يَفْتَرُّ مِنْ وَهَجِ الصَّفَاءِ مُبَدِّداً
سُودَ الغَمَائِمِ والسَّحَاب الدَّاني
صَلَّى عَلَيْكَ ((اللَّهُ)) يا خَيْرَ الوَرَى
ما سبَّحَتْ طَيْرٌ على الأغْصَانِ
أَوْ قَامَ عَبدٌ ساجِداً مُتَبَتِّلاً
يَدْعو ((إلهَ)) الخَلْق بالغُفْرَانِ
كَم كُنْتَ فينَا سَيِّداً وَمُشَرَّفاً
حَاشَاكَ سَفُّ الحَاقِدِ الضَّغَّانِ
جَلَّلْتَنَا بالنُّورِ وَالهَدْي الذَي
فَاضَتْ مَحَاسِنُهُ على الأَرْكَانِ
فجزاكَ رَبُّ العَرْشِ ((خَيْرَ جِنَانِهِ))
فِرْدَوْسَ عَدْن رفْعةً لِلشَّانِ
في ((رَوْضةِ المُخْتارِ)) قُمْتُ مُصَلِّياً
حَاشَاكَ رَبَّ الخَلْقِ أَنْ تنْسَاني
فَلَقَدْ رَفَعْتُ الكَفَّ أَشْكُو بَاكِياً
مُتَوَجِّعاً مِنْ ذَلَّهٍ.. الغُفلانِ
فَأنَا المُنيبُ إلى رِحَابِكَ والرُّؤَى
حَوْلي سَنَاءٌ بَاسِمُ الألْوانِ
يَسْتَنْطِقُ الإحْسَاسَ في قَلْبٍ بَدَا
مُسْتَهْدياً بالنُّورِ.. في القُرآنِ
أكْرِمْ ((إلهَ)) العَرْشِ عَبْداً آيِباً
فلأَنْتَ أَكْرَمُ مُرْتَجاً.. لَلْعَاني
واغْفِرْ ذُنُوبي إنّني في حَيْرةٍ
مِمّا أُعَانيهِ.. مِنْ الأَحْزَانِ
وأخْتِمْ بِإيمانٍ حَياتِي رَحْمَةً
مِنْ جُودِكَ الفَيَّاضِ لِلْوَلْهَانِ
والمُسْلِمينَ جَميعَهُمْ اشملهموا
مِنْ بِرِّ عَفْوِكَ إِنَّهُمْ إِخْوَاني
 
طباعة

تعليق

 القراءات :595  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 46 من 75
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة الدكتورة عزيزة بنت عبد العزيز المانع

الأكاديمية والكاتبة والصحافية والأديبة المعروفة.