شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
وآنزْفَ جُرْحَاهُ؟!!
الهَمُّ والغَمُّ والأَحْزَانُ والسَّأَمُ
والخَوْفُ والنَّزْفَ والطُّغْيَانُ والأَلمُ
والكَبْحَ والكَسْحُ والعُدْوَان والكَدَمُ
والحَبْطُ والسَّقْطُ والخُذْلاَنُ والسَّقَمُ
كُلٌّ تَثَبَّتَ في جَنْبَيَّ يَنْهَشُني
يُغَالِبُ النَّفْسَ يَصْلِيهَا ويَخْتَرِمُ
استَنْهِضُ الحِسَّ في صُبْحٍ أُأَمِّلُهُ
عَلَّ الذي حَلَّ بِالأَهْلينَ يَنْحَسِمُ
النَّارُ حَوْلي وفي جَنْبَيَّ مَوْقِدُهَا
يَضْرَى بِها الشِّعْرُ والإِحْسَاسُ والقَلمُ
مَاذا أُصَوِّرُ والأَيَّامُ فَاجِعَةٌ
هَلْ أَسْتَكِينُ بِرَغْدِ العَيْشِ اتَّخِمُ
أَمْ أَنْفُثُ الشِّعْرَ أَنْفَاسَاً مُحْرَّقَةً
فما أُواريهِ تَفْجِيرٌ له عَرَمُ
وقُوَّةُ الغَدْرِ إرهابٌ ومجزرةٌ
هَلْ عاد هولاكو أم أَنّهُ الحُلُمُ؟
فمن مُجيري من الأحداثِ ما فعلت؟
بِالأَهْلِ بالأرضِ لا رفقٌ ولا رحَمُ
يا وصمةَ العارِ إنْ شابتْ عزائمنا
واستحكم اليأَسُ في أعماقنا يَصِمُ
الأرضُ ضاعتْ بِجَوْرٍ باتَ يضربها
بالسَّلْبِ بالنَّهْبِ يغشاها ويَلْتَهِمُ
عاثَ اليهودُ بأرضِ القدسِ مَفْسَدةً
وليس فينا رجالٌ بَأْسُهُمْ صَرَم
القدس تشكو وما في السَّاحِ مُنْقَذُهَا
يجود بالنفس إِعْصَاراً ويقتحمُ
يقول لبَّيْكِ يا قدساه مفتدياً
بالروحِ بالمالِ لا تعنو له هممُ
فيصرع الخَصْمَ لا يخشى منازلةً
يصول في الساح إنقاذاً لمن ظُلموا
جاس العدو دياراً كُنَّ آمنة
فأرهبَ النفس لا عهدٌ ولا ذِمَمُ
ودولةُ الإفكِ تُبْدي دعمها علناً
لعُصْبَةِ الشَّرِّ والإرهاب تَلْتَزِمُ
تؤازر الغَدْرَ من شارونَ مفضيةً
إن اليهوَد على حَقِّ لما زَعَمُوا
يا وكسةَ النفس إن جَفَّتْ ضمائرنا
فأصبَح الحَقُّ بالإرهاب يُتَّهَمُ
استنسخوا الفَأرَ من (شارونهم) نَمِرَاً
فراحَ ينهشُ كالمسعورِ يَنْتَقِمُ
تَكَلَّسَ الحِسُّ في وُجْدَانِهِ حجراً
فاستمرأَ البطشَ لا حِسٌّ ولا وَأَمُ
ماذا تَبَقَّى من الآمال نطلبه؟!
غيرَ الجهادِ بساحِ فجره عتَمُ
نقاوم الخصمَ لا نخشاه مؤتزرا
بآلة الحرب حتماً سوف ينهزمُ
ما أخذلَ المرءَ أن يَقْعَى مُسَالَمَةً
ويجرعَ المُرَّ إذلالاً وَيَكْتَتِمُ
هل تملكُ العُرْبُ غيرَ الشجبِ مسرفةً
وهل لديها من الأفعال مُحْتَشَمُ؟
وهل تفيئُ إلى رشد يؤهلها
فتجمعَ الشَّمْلَ في ود وتَلْتَحِمُ؟
وتوقف النزفَ والأضرارَ تجحمها
فينهضَ الحَقُّ إسعاداً لمن كُدموا
يا وثبة الطفل هُبي لسْتِ آثِمَةً
فليس ثمةَ ما يخشاه مُكْتَظِمُ
هُبّي كما الريح كالبركانِ صاليةً
وجهَ العدوِ بِمُهْلٍ صَلْيهُ حُمَمُ
مشارفُ النور يبقى دونها أمل
يستنفر الحس في عُرْب لهم قيم
اللَّه أكبر كم في النفس آملةٌ
أن تشرق الشمس لا ضيم ولا جَهَم
ويرجع الحَقُّ للأهلينَ منتصراً
رُغْمَ الجُنَاةِ وَرَأْسُ الفِسْقِ منْصَلِمُ
فيبعثُ البِشْرَ والآمالَ مشرقةً
في خفق أُمٍّ وأطفالٍ لها يَتِِمُوا
علام نخشى الرَّدَى والمَوْتُ مدركنا
وجَنَّةُ الخُلْدِ للشهداءِ مُنْتَعَمُ
فوخزةُ العارِ تُخزي من يسالمها
وتلحقُ الهامَ إحباطاً فَيَلْتَجِمُ
يا هِمَّةَ الطِّفْلِ كوني للعدا أرقاً
وزلزلي الأرضَ إعْصَاراً به ضَرَمُ
فوثبة الطِّفْلِ بِالأَحْجَارِ مَلْحَمَةٌ
تَحْكي إلى الكونِ آياتٍ لها عِظَمُ
اسْتَعْذِبي الصَّابَ لا تَخْشَيْ مَرَارَتَهُ
فَمَا أَمَرَّ مِنَ الأَيَّامِ مَا يَسِمُ!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :535  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 35 من 75
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الغربال، قراءة في حياة وآثار الأديب السعودي الراحل محمد سعيد عبد المقصود خوجه

[قراءة في حياة وآثار الأديب السعودي الراحل محمد سعيد عبد المقصود خوجه: 1999]

الأربعون

[( شعر ): 2000]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج