شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الصَّدُّ وَنَبَضُ الدَّلاَلِِ
تَصُدِّينَ نِعمَ الصَّدُّ دَلاً محبباً
إلى النفس يشجيها الغرامُ إذا صبَا
أنام وملء العين حلم مُنَعَّمٌ
وهمس نديٌّ في الفؤاد تقّلبا
تمرين حلماً في الخيال ونِسْمَةً
أَرَقَّ من الأزهارِ عطراً مسكَّبا
إليك أَبَثُّ الشعرَ همساً مولَّهَاً
يفيض من الأشواق حَرَّاً تغلبا
أكاد أواري الوجدَ خيفةَ عازِلٍ
يَحيكُ لنا مكراً ليَسعدَ مأربا
هبيني من الوَجْدِ الدَّفينِ مُعاتبا
أَبِيتُ ومنكِ الطَّيْفُ يَأْبَى تقرُّبا
أليس من الإنصافِ تُؤْويَن تائهاً
وَتَسْرِينَ ضَيْمَاً عن فؤادٍ تعذَّبا
فكم قد سهرت الليلَ أرقبُ طارقاً
إذا عَنَّ في جَوْفِ المساءِ وأطربا
فحسبي من الأيامِ أنشدُ سَلْوَةً
لقلبٍ أراه اليومَ أسيانَ مُتْعَبَا
كأني على الحالين أمسيتُ مولعاً
أناجي حمامَ الأيكِ حِسَّاً ومطلبا
وأرسم للأيامِ شعراً إخالُهُ
سيُفْضي على ذكراكِ سِرَّاً مطيَّبَا
فما زلتِ عندي للفؤادِ سلافةً
ووحياً وإلهاماً وهمساً مذوَّبَا
وما الحبُّ عندي بالوصالِ شِِغْفُتُه
ولكنهُ بالصَّدِّ أسمى تَشَبُّبَا
فزيدي من الهجرانِ ما قد تَرَيْنَهُ
يُصَيِّرُ نَيْطَ القَلْبِ ولهانَ معجبا
فَمَا عادتِ الأيامُ تُصفي وِدَادَنَا
كما الأَمْسِ صَفْوَاً أَوْ حديثاً مُشَذَّبَا
مآربُ جاشَتْ في الفؤادِ عزيزةً
بها عِشْتُ مفتوناً وعشتُ معذَّبا
فكوني كما قد شِئْتِ إنِّي مبتلٍ
بفيروسِ حب في الشِّغَافِ تسربا
وأَخْنَى على خفقي بلاءً ومحنةً
تُجَذِّرُ آلاماً أَعَزَّ.. وأصعبا
فِمِنْ حَقِّكُمْ عندي سكونُ جَوَانحي
ومن حَقّيَ المأْمولِ ألاَّ أُغَرَّبَا
فما الحبُّ طهراً غيرُ فيضٍ أحِسِّهُ
يثيرُ من الكِتْمَانِ شوقاً تخصَّبا
ويذكي سعيرَ الشوقِ صداً ولوعةً
فَسِرُّ الهوى المكنونِ دَفْقٌ تشعَّبا
سيجلو عن العينينِ لُجَّةَ غَاسِقٍ
من الصَّدّ وصلاً بالدَّلالِ تحجَّبا
وما الوصلُ عندي غيرُ صَدٍّ أَلِفْتُهُ
يُسَلِّطُ في الأَعْمَاقِ سهماً مُصَوَّبا
سأهدي حَرَارَ الشَّوْقِ شعراً وغِنْوَةً
وأَقْعَى إذا مَرَّ الحبيبُ تَهَيُّبَا
 
طباعة

تعليق

 القراءات :560  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 31 من 75
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور عبد الكريم محمود الخطيب

له أكثر من ثلاثين مؤلفاً، في التاريخ والأدب والقصة.